شبح الكوليرا يخيّم على العراق

مصادر رسمية عراقية تعلن اصابة العشرات بالمرض المنقل عبر المياه الملوثة والاشتباه في اصابة الآلاف.

بغداد – بعد انتشار الحمى النزفية مجددا في العراق، تشهد البلاد انتشارا مفاجئا لوباء الكوليرا في الأيام الأخيرة مع تصاعد خطير في اعداد المرضى ينبئ بتفشي المرض بين الألاف.

والأحد أعلنت مصادر طبية عراقية الأحد إصابة 13 شخصا بمرض الكوليرا في العراق، عشرة منهم في محافظة السليمانية التي لم تشهد المرض منذ عشر سنوات.

وفي تطور خذير اعلنت السلطات الصحية في كردستان العراق الاربعاء تسجيل أكثر من 60 إصابة بالكوليرا، أسفرت عن 6 وفيات بمحافظة السليمانية.

وقال المدير العام لصحة السليمانية الطبيب صباح هورامي في مؤتمر صحافي الأحد في السليمانية انه تم"تسجيل حوالى أربعة آلاف حالة إسهال وقيء في مستشفيات السليمانية" خلال الأيام العشرة الماضية.

وقال ان "الكوليرا مرض رهيب لكن يمكن علاجه بسهولة بالغة ويمكننا إنقاذ حياة أي شخص في غضون ساعات قليلة".

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية الى أن الكوليرا مرض متوطن في الشرق الاوسط، وتعود "أخر موجة وبائية في العراق للعام 2015، وسجل أغلبها في محافظتي بغداد وبابل" الى الجنوب من بغداد.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر لوكالة الأنباء العراقية إن التشخيص المبكر للمرض يسرّع الشفاء منه، مشيرا إلى أنه ينتقل بالطعام والشراب الملوث من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.

وأكد أن كبار السن والأطفال هم الأشخاص الأكثر وهنا وعرضة للإصابة بالمرض، وطالب أفراد المجتمع بالاهتمام النظافة الشخصية وسلامة المأكولات والمشروبات.

الكوليرا
مرض ربما يقتل في ساعات بلا علاج

وفقاً لمدير تعزيز الصحة في الوزارة، هيثم العبيدي، فإنّ "فريقاً من المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية التابع للوزارة زار المحافظات التي سجلت فيها إصابات بالكوليرا، وقدم الدعم المطلوب لإسناد الدوائر الصحية في علاج الحالات"، مؤكدا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، الخميس، أن "الموقف ما يزال تحت السيطرة، ولا داعي لإثارة الخوف والهلع بين المواطنين الذين يجب عليهم الالتزام بالتوصيات والإجراءات الوقائية".

إلى ذلك، نقلت الصحيفة، عن اختصاصي الأوبئة والأمراض الانتقالية في مستشفى البصرة التعليمي، منذر جليل عبدالعباس، تطمينات إزاء المرض، وقال إن "الوفيات التي يسببها مرض الكوليرا قليلة، في ظل التطورات التي يشهدها الطب حالياً من توفير العلاجات البكتيرية والمضادات الحيوية والأملاح الفموية.

وأكد أن "علاج المرض بسيط للغاية، يتحقق عبر تعويض المريض السوائل المفقودة من الجسم، والمغذيات عن طريق الوريد في الحالات الأكثر استفحالاً.

ويؤدي الكوليرا الذي غالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

ويظهر عادة في المناطق السكنية التي تعاني شحا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.

ويصيب المرض سنوياً بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي الى وفاة بين 21 ألفا و143 الف شخص.

يذكر ان وزارة الصحة العراقية أعلنت مطلع الشهر بلوغ حصيلة بمرض "الحمى النزفية" منذ يونيو/حزيران 2021 العشرين وفاة، واصابة اكثر من مئة شخص.