صراط الحُبّ المستقيم في 'قبل الشمس بوردة'

خريستو المرّ يغزل من خيوط الشعر وشاحاً يطير به إلى عالم المرأة، فالشعر عنده فيض مشاعر وإكسير حياة وحالة لا نهائية تحفر في الروح قبل الورق.

باليرمو (ايطاليا) – صدر مؤخرا عن الدار العربية للعلوم ناشرون للشاعر خريستو المرّ ديوان "قبل الشمس بوردة".

قصائدُ حب مَسْكونة بالشمسِ، لشاعرٍ عاشقٍ يقف على قمة الإبداع، ينثر حروفه قُبلٌ تحتضنُ سطوره، فإذا بنا أمام شاعر عاشق مجنون، متمرد، شغوف ورومانسي إلى أبعد حدّ، إنّه خريستو المرّ الغارق كلياً في المجاز المَحضِ، والتكثيف الصُوري، والجَدَل المحرِّض على السؤال؛ حول هذا العالَم المُلغَّز، والسماوات السبع، والمَلكوت المُدهشِ.

يقول شاعرنا في قصيدة "هناك": "أَنْ أكونَ هناكَ هُوَ المُشْتَهى/ كي تصيرَ ظلالي شُموساً/ وأشتهيني إلهاً/ كما أُشتهى/ كنوزُ الشواطئِ/ حَتْفي/ لذا أَكْتَفي بِالَّذي ليس يَكْفي/ بوجهٍ مُضيءٍ تُحبُّهُ/ نفسي/ كم تَقَفَّتْ خُطايَ رؤاي!/ فغابتْ بِلادٌ أمامي/ كَجِسْمِ الغَمامِ/ الذي يَتَفَتَّتُ حُلْماً، كَرنَّةِ خِلخالِ حُبِّكِ حينَ تذوبُ/ وتُغْشي بِأُحْجِيَةٍ/ سِدرةَ المُنْتَهى/ (...)".

في هذا الديوان قصائد حبٌّ، ورثائيات، ومناسبات، تطلّ ثيماتها على ثنيَّات الفرح حيناً، والحزن حيناً أخرى، وما بينهما يطلّ علينا شاعرٌ نفسه أمَّارة بالعشق، فكان جريئاً واضحاً في تعبيره، وصُوَره المُستَبيحَةِ حدودَ التخيّلِ أحياناً، ولكأنه ينحت الشعر ليكون على شكل حبيبته. إنّه الطُفُوح الشعري بكل ارتحالاته وكينونَتِه وانزياحاته والذي لا يقدر عليه إلا شاعرٌ مثل خريستو المرّ.

يقول الشاعر في قصيدة "أجمل الليل": "أجملُ اللَّيلِ/ هوَ الذي أَفْتَحُ فيه عَيْنَيَّ/ حتّى أرى/ نَفَسَ الحُبِّ/ في ظلِّ أنفاسِكِ ساهراً/ أجملُ اللَّيْلِ/ هوَ الذي أفتحُ فيه عَيْنَيّ/ حتّى أراكِ/ وأرى الحُبَّ منتظراً/ في هِلالِ شفاهِكِ/ كي يشعلَ الوردةَ الحائرة (...)".

يضم الديوان قصائد في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "في الغاب"، "بلادُنا وحبُّنا"، "الجسرُ البعيد"، "أجملُ الليل"، "قبل السفر بقليل"، "سِعَة"، "هناك"، "محمّد"، "صلاة ضحايا"، "صمت"، "قول"، "الغريب"، "نصر؟"، "كيف"، ثورة"، "أمنية"، "أنت حبيبتي"، (...) وعناوين أخرى.