ميليشيات إيران تنأى بنفسها عن استهداف سفارة واشنطن في بغداد

إيران تعدل تكتيكاتها في العراق بالاعتماد على نخبة من المسلحين الشيعة غير معروفين لدى الولايات المتحدة، فيما رحبت ميليشياتها المنضوية في الحشد الشعبي بقرار انهاء واشنطن مهام قواتها القتالية في العراق.
استهداف رتلين للتحالف الدولي في ذي قار وبابل
هجوم بصواريخ كاتيوشا يستهدف السفارة الأميركية في بغداد
إنهاء مهمة القوات الأميركية القتالية لم ينه الهجمات الصاروخية

بغداد - نفت ميليشيا عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي والمنضوية تحت ما يسمى تنسيقية المقاومة وهي هيئة تضم في معظمها الميليشيات المسلحة الموالية لإيران، أي صلة لها باستهداف محيط السفارة الأميركية في العاصمة بغداد بصاروخين نوع كاتيوشا ، فيما يأتي هذا النفي بالتزامن مع تعرض رتلين تابعين للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي ذي قار وبابل.

وأخلت الميليشيا النافذة مسؤوليتها من عملية القصف التي جاءت بعيد إعلان الولايات المتحدة إنهاء مهامها القتالية في العراق والاكتفاء بمهمة المشورة العسكرية والتدريب.

ورحبت الميليشيات الشيعية المسلحة بالقرار الأميركي بعد أن كانت تهدد باستمرار باستهداف القوات والمصالح الأميركية ومن ضمنها ميليشيا عصائب أهل الحق التي شكك زعيمها في جدية القرار الأميركي.

ونقلن وكالة شفق نيوز العراقية الكردية عن القيادي في الميليشيا سعد السعدي قوله "ليس في قاموس المقاومة العراقية استهداف السفارة الأميركية أو البعثات الدبلوماسية، كونها بعثات دبلوماسية وليس عسكرية".

وتابع "استهداف السفارة الأميركية تم بأيادي أميركية أو تابعة لأميركا، بهدف خلط الأوراق وتوجيه اتهامات إلى فصائل المقاومة العراقية من أجل تجريمها واستهدافها والنيل من سمعتها".

وتعرضت المصالح والقوات الأميركية منذ بداية العام لنحو خمسين هجوما بينها السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف الدولي.

وتتهم واشنطن الميليشيات الموالية لإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات وسبق أن تعرضت مواقع لتلك الميليشيات في العراق أو على الحدود العراقية السورية لضربات أميركية بطائرات مسيرة.

وفجر الخميس تعرض محيط السفارة الأميركية لهجوم هو الأول من نوعه منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء المهام القتالية لقواته في العراق خلال استقباله رئيس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي.

وذكرت خلية الإعلام الأمني أنها فتحت تحقيقا في الهجوم لتحديد المسؤوليات، وهو اجراء يتم اتخاذه في كل مرة تتعرض لها القوات أو المصالح الأميركية لهجوم لكن لم سبق أن تم محاسبة مطلقي الصواريخ.

وفي حوادث نادرة اعتقلت القوات العراقية عناصر من تلك ميليشيات من المتورطين في حوادث القصف أو اغتيال نشطاء واضطرت في النهاية لإطلاق سراحهم بفعل نفوذ الفصائل الشيعية المسلحة.

وقالت خلية الإعلام التابعة لوزارة الدفاع "إن هذا الفعل الخارج عن القانون يشكل تهديدا للمواطنين داخل الأحياء السكنية الآمنة".

وفي الفترة الماضية كشف تقرير أمني أن إيران بدأت في إعادة مراجعة إستراتيجيتها في العراق بالاعتماد على نخبة من المقاتلين الشيعة في شكل مجموعات صغيرة غير معروفة كبديل عن الميليشيات النافذة التي أصبح قادتها معروفين لدى الولايات المتحدة وأيضا لخروجها عن السيطرة وصراعها الداخلي على النفوذ.

وفي حادث آخر استهدفت عبوتان ناسفتان الخميس رتلين تابعين للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في محافظتي ذي قار وبابل بالعراق، وفق مصدرين أمنيين.

وقال ضابط في الشرطة العراقية إن "عبوة ناسفة زرعها مجهولون، انفجرت في رتل شاحنات يحمل مواد ومعدات لوجستية للتحالف الدولي على الطريق السريع غرب مدينة الناصرية مركز المحافظة".

وتسبب الانفجار بأضرار مادية في إحدى شاحنات الرتل دون إصابات بشرية وعلى إثره فتحت السلطات الأمنية تحقيقا في الحادث للتوصل إلى الجناة.

كما أفاد ضابط برتبة نقيب في شرطة بابل (وسط) باستهداف رتل مماثل للتحالف الدولي بعبوة ناسفة في الطريق السريع شمالي المحافظة، من دون إصابات أو خسائر.

ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجومين كما لم يصدر تعقيب من السلطات العراقية والتحالف الدولي.

ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من الهجوم على محيط السفارة الأميركية في بغداد، ما يشير على أرجح التقديرات لوجود تنسيق بين منفذي هجمات الخميس.

وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة هجمات بالصواريخ وطائرات مسيرة المفخخة وعبوات ناسفة تستهدف السفارة الأميركية وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في أرجاء العراق.

وكانت فصائل شيعية مسلحة، بينها كتائب حزب الله العراقي المرتبطة بإيران، قد هددت باستهداف مواقع تواجد القوات الأميركية، إذا لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة داعش الذي اجتاح ثلث مساحة العراق وقتها، حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أميركي من المتوقع أن يتقلص دورهم وعددهم وسيقتصر وجودهم على مهمات غير قتالية.