هجمات صاروخية ضد أهداف غربية بالعراق

ضربات منفصلة تستهدف منشآت دبلوماسية و عسكرية غربية بينهما سيارة تابعة للسفارة البريطانية في بغداد، في عمليات على ما يبدو أنها وسلية للضغط على حكومة الكاظمي التي تحاول محاربة الفساد.
القوات الدفاعية العراقية تسقط صواريخ متجهة للمنطقة الخضراء ولا أضرار

بغداد - استهدفت ثلاث هجمات منفصلة منشآت دبلوماسية و عسكرية غربية في أنحاء العراق خلال 24 ساعة الأخيرة، حسبما أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية الثلاثاء، في تلميح إلى تصعيد جديد بين السلطات والجماعات المتشددة.

وفي حين لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أي من الهجمات، قال مسؤولون عراقيون إنهم يرون في التصعيد وسيلة غير مباشرة للضغط على الحكومة التي تحاول محاربة الفساد.

وافاد مصدر دبلوماسي ان "عبوة ناسفة استهدفت صباح الثلاثاء سيارة تابعة للسفارة البريطانية كانت عائدة من مطار بغداد".

واضاف المصدر أنه لم تقع إصابات في الهجوم الذي وقع خارج المنطقة الخضراء شديدة الحراسة التي تضم السفارة البريطانية والبعثات الدبلوماسية الأخرى.

وتابع إن "هذا كان أول هجوم على مركبة تابعة للحكومة البريطانية في العراق منذ أكثر من عقد.

وأكد مسؤول أمني تفاصيل الهجوم وقال إن القوات العراقية داخل المنطقة الخضراء في حالة تأهب واغلقت الطرق المؤدية اليها.

إلى ذلك أعلن مسؤول أمني ان "صاروخين من طراز كاتيوشا استهدفا خلال الليل السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء".

وتمكنت منظومة الدفاع الصاروخي من إسقاط الصواريخ دون أضرار .

وأفاد شهود عيان أنهم سمعوا صوتًا مدوياً ثم انفجارًا وشاهدوا رشاشات المضادات الصاروخية التي تتوهج باللون الاحمر.

وتقوم منظومة الدفاع الصاروخي التي تم إنشاؤها في وقت سابق من هذا العام، بمسح القذائف الواردة وتفجيرها في الهواء من خلال استهدافها بعدة آلاف من الرصاصات في الدقيقة.

وقال الجيش العراقي في بيان إن عبوتين ناسفتين استهدفتا قبل ساعات الاثنين قافلة معدات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا.

وألقت مصادر استخباراتية عراقية باللوم في هجمات مماثلة على مجموعة صغيرة من الفصائل شبه العسكرية المدعومة من إيران في العراق.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بكبح جماح الجماعات المتطرفة، لكنه يبدو عاجزاً عن محاسبة مرتكبي مثل هذه الهجمات.

وقال مسؤولون عراقيون كبار إنهم يفسرون هذه الهجمات على أنها رد على أجندة الإصلاح التي يطرحها الكاظمي والتي تخشى هذه الجماعات أن تستنزف مواردها المالية.

في الواقع، جاء تصعيد الثلاثاء بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء عن تغييرات كبيرة في مناصب رفيعة في الحكومة، بما في ذلك المستويات العليا في البنك المركزي العراقي وهيئة النزاهة وهيئة الاستثمار.

وقال مسؤولون إن التعيينات الجديدة تهدف إلى القضاء على الفساد في تلك المؤسسات.

وتأتي الهجمات التي من المرجح أن تنفيذها جاء على يد مليشيات عراقية تدين بالولاء لإيران، بالتزامن مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب برد قوي على أي استهداف من قبل طهران للمصالح الأميركية.

ويُصنف العراق ضمن أكثر 20 دولة فسادًا في العالم وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية، فقد اختفت حوالي 450 مليار دولار من الأموال العامة في جيوب السياسيين ورجال الأعمال المشبوهين منذ عام 2003.