أبل تعلق بيع نماذج من ساعاتها في الولايات المتحدة

شركة التكنولوجيا العملاقة تعلن عن توقف بيع بعض ساعاتها الذكية في الولايات المتحدة بسبب خلاف على براءات الاختراع.
أبل تسيطر على نحو ربع سوق الساعات الذكية العالمية

سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) - أعلنت أبل تعليق بيع نماذج عدة من ساعاتها الذكية في الولايات المتحدة بسبب خلافات مرتبطة ببراءات الاختراعات الخاصة بميزة قياس مستوى الأكسجين في الدم.

وقالت شركة التكنولوجيا العملاقة إنها ستوقف مبيعات ساعتيها الذكيتين "سيريز9" و"ألترا2" في الولايات المتحدة اعتبارا من هذا الأسبوع.

ويأتي هذا القرار بعد توصية أصدرتها اللجنة الأميركية للتجارة الدولية في 27 أكتوبر/تشرين الأول، تقضي بمنع استيراد بعض الطرازات إلى الولايات المتحدة للساعات الذكية التي تنتجها أبل، بعد أن وجدت أن الأجهزة تنتهك حقوق براءات الاختراع لشركة التكنولوجيا الطبية "ماسيمو".

وأصدرت اللجنة الأميركية للتجارة الدولية "أمرا بالاستبعاد المحدود" لبعض هذه الطرازات، يُفترض أن يدخل حيز التنفيذ بعد ستين يوما، إلا في حال عارضته الحكومة الأميركية، وفق ما أفادت حينها شركة "ماسيمو" التي تتخذ مقرا لها في كاليفورنيا.

وأمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري لمراجعة القرار، حيث يجري حاليا درس هذه التوصية من جانب الدوائر التابعة لبايدن، وإذا لم يعترض عليه المكتب، فسيدخل الحظر حيز التنفيذ في 26 ديسمبر/كانون الأول.

وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي الذي يتعامل مع القضية في إدارة بايدن، إن السفيرة كاثرين تاي "تدرس بعناية جميع العوامل في هذه القضية".

وأوضح ناطق باسم المجموعة الأميركية لوكالة فرانس برس، الاثنين، أن فترة الدرس الرئاسية "لن تنتهي قبل 25 ديسمبر/كانون الأول، لكن أبل تتخذ بطريقة استباقية تدابير لاحترام القرار في حال جرى تأكيده".

وتشمل هذه الإجراءات تعليق مبيعات "أبل ووتش سيريز 9"  (Apple Watch Series 9) التي طُرحت في سبتمبر/أيلول، و"أبل ووتش ألترا 2" (Apple Watch Ultra 2)، اعتبارا من 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري على موقع المجموعة العملاقة، وبعد 24 من الشهر نفسه في مواقع البيع بالتجزئة التابعة لها، بحسب المصدر.

أما الطرز الأخرى التي لا تحتوي على مستشعر الأكسجين في الدم، مثل "أبل ووتش إس إي" فلن تتأثر بالنزاع.

'سيريز9' و'ألترا2' سيظلان متاحين للشراء خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك خلال موسم السنة القمرية الجديدة في آسيا

وأشار ناطق باسم شركة ماسيمو في اتصال مع وكالة فرانس برس إلى "ضرورة احترام حكم الخبراء الصادر عن اللجنة الأميركية للتجارة الدولية في هذه القضية".

ولفت إلى أن "قرار استبعاد بعض الطرازات من ساعات أبل المصنعة في الخارج يثبت أنه حتى الشركة الأقوى في العالم عليها احترام التشريع الذي يحمي حق الملكية الفكرية".

وقالت ماسيمو في بيان، الاثنين، إن قرار مركز التجارة الدولية "يجب احترامه، ويتعين حماية حقوق الملكية الفكرية والحفاظ على ثقة الجمهور في نظام براءات الاختراع في الولايات المتحدة وتشجيع الصناعة الأميركية".

وكان رئيس ماسيمو التنفيذي جو كياني قال لشبكة "سي.إن.بي.سي" في أكتوبر/تشرين الأول أنه منفتح على التفاوض على صفقة مع أبل.

وترى شركة أبل أن الهيئة الأميركية مخطئة في موقفها، وتدعو إلى إلغاء قرارها، وهي مستعدة لتقديم طلب أمام المحكمة في هذا الاتجاه إذا لزم الأمر.

ورفعت شركة ماسيمو شكوى أمام اللجنة الأميركية للتجارة الدولية في عام 2021، بحجة أن "أبل ووتش 6" وهو طراز من الساعات الذكية طُرح للبيع في عام 2020، وكان الأول الذي يتضمن وظيفة لقياس مستوى تشبع الأكسجين في الدم، نسخ إحدى تقنياتها الحاصلة على براءة اختراع، والمعتمدة على مستوى الضوء.

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شددت أبل على أن شركة ماسيمو حاولت بشكل غير لائق استغلال اللجنة الأميركية للتجارة الدولية لمنع ملايين المستهلكين الأميركيين من الوصول إلى منتج من شأنه أن ينقذ حياتهم، مع ترك المجال واسعا لساعتها الخاصة التي تستنسخ ساعة أبل.

وأطلقت أبل مسارين قضائيين في نهاية عام 2022 ضد ماسيمو بتهمة انتهاك براءات الاختراع، متهمة إياها بنسخ تكنولوجيا ساعاتها.

وعبرت أبل عن اعتقادها بأن النتيجة التي توصلت إليها لجنة التجارة الدولية خاطئة ويجب إبطالها، مؤكدة على اعتزامها استئناف القرار أمام الدائرة الاتحادية.

وتسيطر أبل على نحو ربع سوق الساعات الذكية العالمية، وهي حصة تميل إلى الارتفاع إلى أكثر من الثلث في الربع الرابع خلال مواسم مبيعات العطلات في الولايات المتحدة وأوروبا، وفق ما أشارت إليه شركة كاونتربوينت ريسيرش للأبحاث.

وسيظل كل من طرازي "سيريز9" و"ألترا2" متاحين للشراء خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك خلال موسم السنة القمرية الجديدة في آسيا.