أدنوك تعتمد خططا طموحة لزيادة حصتها عالميا

أبوظبي - اعتمد مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الإماراتية الذي ترأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اليوم الاثنين، خطط الشركة "لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2027 بدلا من عام 2030"، معلنا في بيان أن الهدف الجديد سيعزز مرونة الشركة وقدرتها على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

وتسلط خطط أدنوك الضوء على جهود لا تهدأ لزيادة حصة الشركة عالميا من إنتاج النفط والغاز، في تحول لافت يشير في توقيته إلى رغبة في تعزيز جهود الانتقال الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة بما يحقق مكاسب أكبر من خلال زيادة الإيرادات وتنويع الأسواق.

وارتفعت احتياطيات الإمارات من الموارد الهيدروكربونية بواقع ملياري برميل نفط وتريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز في 2022.

وقالت أدنوك في بيانها "بهذه الزيادة تصل الاحتياطيات الوطنية لدولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 113 مليار برميل نفط و290 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي"..

كما قرر المجلس الذي يرأسه الشيخ محمد "دمج أعمال أدنوك في مجالات معالجة الغاز والغاز الطبيعي المسال وتأسيس شركة أدنوك للغاز وتوجيه أدنوك لتنفيذ طرح عام أولي لحصة أقلية في الشركة الجديدة في سوق أبوظبي المالي العام المقبل".

وقال البيان "أدنوك للغاز وهي شركة جديدة لمعالجة وتسويق الغاز، ستبدأ أعمالها اعتبارا من أول يناير 2023... فيما ستتولى الشركة مسؤولية عمليات التشغيل والصيانة والتسويق لشركتي أدنوك لمعالجة الغاز وأدنوك للغاز الطبيعي المسال من خلال شركة واحدة متكاملة"

واعتمد المجلس خطة عمل خمسية لزيادة استثمارات أدنوك الرأسمالية إلى 550 مليار درهم (150 مليار دولار) للفترة من 2023 إلى 2027.

كما تعتزم الشركة تأسيس قطاع جديد "للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي يركز على الطاقات الجديدة والغاز والغاز الطبيعي المسال وتصنيع المواد الكيماوية". ووجه مجلس الإدارة الشركة "بالسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050" دعما لتوجه الإمارات.

ونقل البيان عن رئيس الشركة سلطان الجابر قوله "العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات وإلى جميع الحلول المتاحة لتأمين احتياجات الطاقة بما يضمن أمنها واستدامة إمداداتها".

وذكرت وكالة أنباء الإمارات كذلك أن المجلس استعرض مساهمة برنامج 'أدنوك' لتعزيز القيمة المحلية المضافة هذا العام في إعادة توجيه أكثر من 35 مليار درهم (9.54 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي وخلق 2000 فرصة عمل إضافية للمواطنين في القطاع الخاص.

وبهذه الإنجازات ترتفع القيمة الإجمالية للمبالغ التي جرى إعادة توجيهها إلى الاقتصاد المحلي منذ إطلاق البرنامج في عام 2018 إلى 140 مليار درهم (38 مليار دولار) .. كما يرتفع عدد مواطني الدولة الذين جرى توظيفهم ضمن سلسلة التوريد لعمليات الشركة إلى 5000 مواطن، منذ بدأ البرنامج.

ووقعت 'أدنوك' خلال هذا العام ضمن مبادرة "اصنع في الإمارات"، اتفاقيات وفقا لخطة مشترياتها تهدف إلى خلق فرص تصنيع محلية تزيد قيمتها عن 25 مليار درهم إماراتي (6.8 مليار دولار) مع شركات إماراتية وعالمية، في سعيها إلى تحقيق هدفها لتصنيع أكثر من مئة منتج محليا بقيمة 70 مليار درهم (19 مليار دولار) بحلول عام 2030.

وجدد رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس إدارة أدنوك الشيخ محمد بن زايد اليوم الاثنين تأكيده على الدور الفاعل لبلاده ودورها الرائد كمساهم رئيسي في ضمان أمن الطاقة العالمي واستدامة إمداداتها وداعما أساسيا لجهود الانتقال الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة من خلال مواكبة المستقبل واستثمار الفرص المهمة التي يوفرها هذا التحول، في رسالة طمأنة للعالم وتذكيرا بالدور المحوري لبلاده في دعم جهود الاستقرار.

وترأس الشيخ محمد الاجتماع السنوي لمجلس إدارة الشركة في مقرها الرئيسي بصفته رئيسا للمجلس.

كما تأتي رسالة الشيخ محمد قبل اجتماع مقرر لمنظمة أوبك وحلفائها في ديسمبر/كانون الأول وهو اجتماع تترقبه دول العالم على وقع الاضطرابات الجيوسياسية ومخاوف من اضطراب في إمدادات الطاقة وفي أسعارها.

ولعبت الإمارات على مدى عقود إلى جانب شركائها من منتجي النفط الأعضاء في أوبك دورا محوريا في دعم استقرار الأسعار وتوازن المعروض النفطي في الأسواق العالمية.

وإضافة إلى هذه الأبعاد تستمر القيادة الإماراتية في تعزيز جهود النمو المستدام وتعزيز مكانة الإمارات وفق خطة طموحة تأخذ في الاعتبار مواكبة التحولات في قطاع الطاقة.

وأكد الشيخ محمد كذلك على أهمية الخطوات التي اتخذتها 'أدنوك' لخفض انبعاثات الكربون تزامنا مع سعيها إلى تطوير عملياتها وتوسعتها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، مؤكدا على أهمية الخطوات التي اتخذتها الشركة لخفض انبعاثات الكربون في الوقت الذي تسعى فيه إلى تطوير عملياتها وتوسعتها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

ويتناغم نهج 'أدنوك' مع نهج شامل للاستدامة بما يخدم هدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات ومكانتها كمزود عاملي مسؤول للطاقة وبما يعزز وجهودها لتمكين بناء مستقبل أكثر استدامة.

وأشار الشيخ محمد إلى دور أدنوك المهم محفزا رئيسا للنمو والتنويع الاقتصادي والمساهمة في تعزيز القيمة وزيادتها للدولة وخلق مزيد من الفرص الاقتصادية والصناعية الجديدة للقطاع الخاص، وفق وكالة أنباء الإمارات.

كما أكد على أهمية الاستمرار على نفس النهج والارتقاء بالأداء ورفع الكفاءة وتعزيز المرونة وتطوير الموارد البشرية.