أربيل تعمل على استئناف العمل في حقل تعرض لهجوم بمسيرة

تهديد قطاع النفط في كردستان يضاعف من المتاعب الاقتصادية للإقليم ويعيد للواجهة الخلافات مع الحكومة المركزية.

بغداد - قالت وزارتا الكهرباء والموارد الطبيعية في إقليم كردستان العراق اليوم السبت إنهما تعملان مع شركاء لاستئناف العمليات في حقل كورمور للغاز بعد توقف الإنتاج بسبب هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط قتلى وأثارت الجدل بشأن ملف النفط والنزاع بين الحكومة المركزية وحكومة أربيل.

وقالت حكومة الإقليم إن ما لا يقل عن أربعة عمال يمنيين قتلوا وأصيب عاملان آخران في الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من أمس الجمعة. وأضافت أن إمدادات الغاز إلى محطات توليد الكهرباء توقفت لينخفض الإنتاج بنحو 2500 ميغاوات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. ويرى مراقبون أن تهديد قطاع النفط في كردستان يضاعف من المتاعب الاقتصادية للإقليم ويعيد للواجهة الخلافات مع الحكومة المركزية.
وندد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس حكومة الإقليم مسرور برزاني بالهجوم قائلا في منشور على منصة إكس اليوم السبت "على الأجهزة الأمنية إجراء تحقيق عاجل بالحادث وكشف ملابساته ومحاسبة الجناة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع تكراره".

وقال برزاني أمس الجمعة "استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في إقليم كردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له، ويقوّض جهود أربيل وبغداد الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة، خاصة وأن هذه الاعتداءات تتكرر بوتيرة مثيرة للقلق وتصل إلى حد جرائم الحرب".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "مثل هذه الهجمات تمثل إهانة لسيادة العراق".
ويملك كونسورتيوم اللؤلؤة، الذي يضم شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة وشركة نفط الهلال التابعة لها، حقوق استغلال كورمور وجمجمال، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.
ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيرة وصواريخ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول. واستهدفت معظم الهجمات قواعد تضم قوات تابعة لتحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، مسؤوليتها عن الهجمات. ويسلط الهجوم الضوء على المخاوف الأمنية التي تحيط بالدولة الغنية بالنفط.
ويقع حقل كورمور للغاز بالقرب من الأراضي الخاضعة للسيطرة العراقية ومحافظة كركوك، إحدى المناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.
وتشكل الموارد الطبيعية العمود الفقري لآمال الأكراد في الحكم الذاتي منذ اندلاع الحرب الأهلية في تسعينيات القرن العشرين.
ونفذت فصائل موالية لإيران عشرات الهجمات الصاروخية أو الضربات بطائرات مسيّرة، في العراق وسوريا، ضد جنود التحالف الدولي لمكافحة المتطرّفين بقيادة واشنطن.