أردوغان يستعجل مصالحة مع مصر وسوريا بعد مصافحة السيسي

وزير الخارجية التركي يؤكد أن القاهرة وأنقرة ستستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيدان تعيين سفيرين في الأشهر المقبلة فيما تحدث اردوغان عن إمكانية تحسين العلاقات مع سوريا قريبا.
الرئيس التركي يتحدث عن تطور في المباحثات بين بلاده ومصر
اردوغان يدعو الدول الاسلامية لانتشال سوريا من الفوضى في لهجة مصالحة مع نظامها
اردوغان يشعر بمأزق بسبب تصاعد نفوذ المقاتلين الاكراد في شمال سوريا
لقاء بين وفدين استخباراتيين بعد مصافحة السيسي واردوغان

انقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب إن بناء العلاقات مع مصر ستنطلق باجتماع وزراء من البلدين وإن المحادثات ستتطور انطلاقا من ذلك، فيما أشار إلى وجوب إرساء السلام في سوريا في الوقت الذي تسعى فيه بلاده لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دمشق بعد عقد من العداء.
وأوضح اردوغان في تصريحات بثت الأحد انه "تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة في ذلك اللقاء على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر".
وأضاف "لقد ركزنا المحادثات مع السيد السيسي هناك وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض. بعد ذلك، دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات".
كما تحدث اردوغان عن إمكانية تحسين العلاقات مع سوريا قائلا "يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها مع سوريا في المرحلة القادمة مثلما جرى مع مصر".
وكان الرئيسان المصري والتركي قد حضرا حفل الافتتاح الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة ما يشير الى طي صفحة من العداء والخلافات.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا تدهورا منذ سقوط نظام الرئيس المصري الراحل محمد مرسي خلال ثورة شعبية دعمت من الجيش المصري في صيف 2013.
ومثلت تركيا ملجآ للعديد من قادة جماعة الإخوان المسلمين الفارين من بلادهم حيث تم انتقاد النظام المصري عبر شبكة من القنوات الإعلامية لكن بعد المضي في المصالحة بين انقرة والقاهرة طلب من العديد من تلك الفضائيات ومن معارضين وإعلاميين بالتوقف عن مهاجمة مصر.
وغيرت تركيا من توجهاتها بسبب ضغوط فرضتها التطورات الجيوسياسية في المنطقة وسعت أنقرة لتصفير مشاكلها مع عدد من الدول في المنطقة بما فيها اسرائيل والسعودية والإمارات.
وفي تأكيد على نهج المصالحة ادى عدد من المسؤولين الأتراك زيارة الى القاهرة لبحث الملفات الخلافية لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري في أكتوبر/تشرين الاول توقفها ليعود الحديث مرة أخرى عن تقارب.
وفي المقابل قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاثنين إن تركيا ومصر قد تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيدان تعيين سفيرين "في الأشهر المقبلة".
واضاف في تصريح للصحفيين في أنقرة إن البلدين قد يستأنفان المشاورات الدبلوماسية بقيادة نائبي وزيري الخارجية في إطار عملية التطبيع "قريبا".

من جانب اخر  قال مصدران إن المصافحة بين أردوغان والسيسي الأسبوع الماضي فتحت الباب أمام موجة من اللقاءات الدبلوماسية غير المعلنة بين مسؤولي المخابرات في البلدين.

وقال مصدر إقليمي مطلع طلب عدم ذكر اسمه إن وفدين استخباراتيين من البلدين التقيا في مصر مطلع الأسبوع.

وقال المصدر الثاني وهو مسؤول تركي كبير إن مناقشات "مهمة" بدأت بينهما، وإن من المقرر أن تبدأ تركيا ومصر محادثات حول القضايا العسكرية والسياسية والتجارية بما في ذلك مشاريع الطاقة.

تركيا لا تريد انتشال سوريا من الفوضى بل تريد من ينتشلها من المستنقع السوري
تركيا لا تريد انتشال سوريا من الفوضى بل تريد من ينتشلها من المستنقع السوري

والاثنين دعا أردوغان الدول الإسلامية إلى بذل مزيد من الجهد لتخليص سوريا من دوامة الصراع فيما يرى مراقبون ان السلطات التركية كانت سببا في إدامة الحرب والفوضي في البلد الذي مزقته الحرب وبالتالي فهي اخر من يدعو لانتشال السوريين من ازمتهم.
وقال اردوغان خلال كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح الاجتماع 38 اللجنة الوزارية الاقتصادية التجارية في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول "يجب على الدول الإسلامية أن تبدي إرادة أقوى وأن تدعم جهود الحل السياسي في سوريا لتتخلص البلد من دوامة الصراع والأزمة الإنسانية والإرهاب".
وتطرق الرئيس التركي إلى المأزق التي تعيشه بلاده في شمال سوريا مشددا على ضرورة إنهاء دعم قوات سوريا الديمقراطية وامتداداتها التي تتخفى تحت ستار مكافحة تنظيم "داعش".
ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية تستهدف الإسلام والمسلمين، رغم اختلاف أسمائهم وأهدافهم والبقاع الجغرافية التي ينشطون فيها مشددة على ان بلاده عازمة على استئصال جذور التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لوحدة أراضي سوريا والعراق وتركيا أيضا.
وتاتي هذه التصريحات فيما هدد اردوغان مرارا بشن عملية عسكرية برية ضد المتمردين الأكراد بعد هجمات جوية وذلك بعد ان تعرضت اسطنبول لهجوم دموي الشهر الجاري أوقع عددا من القتلى والجرحى.
وقال مسؤولون أتراك إن الجيش لا يحتاج إلا لأيام قليلة ليكون جاهزا لعملية توغل بري في شمال سوريا، وإن من المحتمل اتخاذ قرار بهذا الشأن خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الاثنين.
ويرى مراقبون ان اردوغان يشعر بمأزق كبير بسبب تدهور الوضع الامني في المحافظات القريبة من الحدود السورية من قبل المتمردين الاكراد وبالتالي فان دعوته للتقارب مع النظام السوري تدخل في هذا الجانب.
واتهمت تركيا بالتورط في نشر الفوضى داخل الاراضي السورية بدعم تنظيمات جهادية والسماح خلال السنوات الماضية بدخول مقاتلين اجانب للقتال ضد قوات النظام قبل ان يتغير الموقف مع انهيار تنظيم داعش والمخاوف الدولية من انتشار الإرهاب.
وتأتي هذه المواقف فيما تنفتح تركيا فعليا على مصالحة محتملة مع دمشق بدفع روسي بينما يرغب أردوغان الذي يسعى للتخلص من عبء أمني تمثله التنظيمات الكردية المسلحة
وأكد أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني في سوريا أصبح أكثر مأساوية مع تفشي وباء كورونا، مبينا أن تركيا تحتضن أكثر من 3.5 ملايين سوريًا داخل أراضيها وتقوم بوظيفتها الإنسانية تجاه الملايين في الداخل السوري.
ويتجاهل الرئيس التركي ما يعانيه اللاجئون السوريون في بلاده من معاملة عنصرية دفعت الكثيرين منهم الى العودة الى بلادهم رغم الظروف الأمنية السيئة.