أردوغان يغازل دول الخليج أملا في تعزيز العلاقات

الرئيس التركي يؤكد ان تعزيز العلاقات مع دول الخليج أمر مهم لبلاده مشددا على ضرورة توطيد هذه العلاقات والعودة إلى المسار الدبلوماسي الناجح بين تركيا والخليج في وقت تعاني بلاده من أزمة مالية مع انهيار العملة.
اردوغان يعلن نيته زيارة ابوظبي في الايام المقبلة
الرئيس التركي يقول ان المحادثات الدبلوماسية ستكون لها انعكاسات على اقتصاد تركيا
دوافع اقتصادية بحتة وراء زيارة اردوغان الى الخليج
تركيا تقول إنها لا تطلب أموالا من قطر رغم انهيار العملة
تركيا وقطر توقعان عشرات الاتفاقات وليس من المتوقع تقديم مساعدات مالية

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين أن بلاده ستفعل كل ما يلزم لتوطيد العلاقات مع دول الخليج في وقت تعاني بلاده من أزمة مالية مع انهيار العملة.
وأوضح اردوغان في كلمة قُبيل سفره إلى قطر بثتها قناة "تي آر تي عربي" التركية  "تعزيز العلاقات مع دول الخليج أمر مهم لنا، وسنعمل على توطيد هذه العلاقات والعودة إلى المسار الدبلوماسي الناجح بين تركيا والخليج، وسأزور أبوظبي في الأيام المقبلة".
وقال "إلى جانب قطر، سنعمل على تقوية العلاقات مع الدول الخليجية لما في ذلك من مصلحة لكل الأطراف، وسيكون للمحادثات الدبلوماسية انعكاسات على تركيا والرفاه الاقتصادي في البلاد".
وتحدث الرئيس التركي عن ارتفاع التضخم داخليا، وقال إن "احتكار السلع وتخزينها محرّم في ديننا، وسنرفع العقوبات القانونية ضد كل من يخزن السلع، فلا يحق لأحد أن يضيق على المواطنين".

ويرى مراقبون ان ربط اردوغان الزيارة بازمة الليرة يشير الى دوافع الزيارة لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اكد في مؤتمر صحفي بالدوحة إن تركيا لا تطلب من قطر إرسال أي أموال لمساعدتها في مواجهة انهيار قيمة الليرة، مضيفا أن المناقشات التي جرت قبل زيارة أردوغان إلى الدوحة تركزت فقط على تحسين العلاقات.

وقال للصحفيين "لم نأت إلى قطر لنطلب منهم إرسال أي (مبلغ) معين من المال. نحن هنا فقط لمناقشة كيفية تحسين العلاقات".

وتراجعت قيمة الليرة بنحو 30 بالمئة خلال الشهر الماضي إثر عمليات بيع سريعة مدفوعة بتخفيضات حادة في أسعار الفائدة، وهو إجراء دعمه أردوغان بقوة على الرغم من اعتراض خبراء اقتصاديين وسياسيين معارضين يقولون إنه إجراء غير محسوب العواقب في ظل ارتفاع التضخم.

وردا على سؤال عما إذا كان أردوغان سيطلب دعما اقتصاديا من قطر خلال محادثاته في الدوحة هذا الأسبوع، قال جاويش أوغلو إن تركيا اتخذت إجراءات للحد من تقلبات أسعار الصرف.

وأضاف أن البلدين سيوقعان مجموعة من الاتفاقيات في قطاعات مثل الصحة والتعليم مع تعزيز التعاون العسكري.

بدوره قال وزير الخارجية القطري اليوم الاثنين إن الدوحة ستوقع عشرات الاتفاقات مع أنقرة خلال زيارة أردوغان في حين تراقب الدولة الخليجية عن كثب الوضع الاقتصادي في تركيا.

قطر تراقب جيدا الاوضاع المالية والاقتصادية للحليف التركي
قطر تراقب جيدا الاوضاع المالية والاقتصادية للحليف التركي

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المؤتمر صحفي إن قطر تتطلع لفرص تكشف عنها التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا.

ونظم الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع جلسة مباحثات رسمية، اليوم الأحد، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
جاء ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها الوزير التركي لدولة قطر تحضيرا لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لقطر، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وذكرت الوكالة أنه "جرى خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين لاسيما العسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها، كما تم في الجلسة أيضاً مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية".
ويأتي ذلك فيما صرح أكار الأحد بأن الأنشطة التي تقوم بها تركيا مع قطر في القاعدة العسكرية المشتركة لا تستهدف أيّ بلد آخر.
وادى وزير الدفاع التركي  زيارة إلى مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية بالدوحة، حيث التقى هناك بالجنود الأتراك، حسبما أفادت وكالة الأناضول للأنباء.وأضاف أن "الأنشطة العسكرية المشتركة بين البلدين تأتي في إطار الدفاع عن حقوقهما وشعبيهما، إضافة إلى التأكيد على قوتهما الرادعة".
وتعمل تركيا على تحسين علاقاتها مع الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي عمدت الى مقاطعة البضائع التركية رفضا لتدخلات انقرة في عدد من الساحات العربية ودعم مجموعات متطرفة ساهمت في بث الفوضى في المنطقة.
كما عززت أنقرة علاقاتها مع ابوظبي اثر زيارة قام بها ولي العهد الشهر الجاري الشيخ محمد بن زايد ال نهيان حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الهامة والتي فتحت صفحة جديدة بين البلدين.
وكانت الدول التي قاطعت قطر طالبت من بين شروطها لإعادة العلاقات الى إنهاء تواجد القوات التركية وإغلاق القاعدة العسكرية التركية.