أسواق تونس في رمضان كل شيء متوفر إلا المال

أسعار الخضر والغلال تعد مرتفعة مقارنة بأجور التونسيين.

تونس - تشهد السوق المركزية بالعاصمة تونس حركة نشطة في الأيام الأولى لشهر رمضان، فيما تنتشر الخضار والفواكه منظمة ومتناسقة وأسماك متنوعة وتمور معروضة ورائحة خبز تنبعث من الأفران.

السوق تعج بالناس الذين قدموا بحثا عما لذ وطاب من الخضر أو الفواكه أو الأجبان، وغيرها من المشتريات التي تكتمل بها موائد رمضان.

ورغم وفرة المنتجات، إلا أن الأسعار أثقلت كاهل جانب كبير من المواطنين الذين أجمعوا على أن الأسعار ليست بالمتناول.

يقول محمد شعبان "تجولت مطولا في السوق، لكن للأسف لم أشترِ سوى بعض المخللات.. الأسعار هنا مرتفعة للغاية والمواطن البسيط غير قادر على تلبية كل حاجياته واقتناء كل شيء في شهر الصيام".

وتابع "نمر في تونس بوضع اقتصادي صعب، واقتناء أبسط المشتريات أصبح يشكل عبئا على المواطنين، رغم وفرة كل شيء بالسوق المركزية.. كل شيء متوفر إلا المال".

الأمر نفسه بالنسبة إلى مواطن آخر، يعتبر أن "أسعار الخضر والغلال تعد مرتفعة مقارنة بأجور التونسيين.. وهذه أزمة عالمية ويجب أن نجاريها وأن نرشد استهلاكنا ونتحكم في مشترياتنا".

تونس
مائدة رمضانية مكلفة

ويضيف "مائدة رمضان تكلف عائلة تونسية صغيرة في يوم واحد ما لا يقل عن 60 دينارا (19.18 دولارا) أي ما يعادل 1800 دينار (575 دولار) للشهر الواحد"، وهو ما يفوق الأجر الأدنى الشهري للتونسي البالغ 600 دينار (192 دولارا) وهو أمر يثقل كاهله".

ويلفت إلى أن "أسعار السمك وصلت إلى ما بين 50 و60 دينارا (16 و19 دولارا) بالنسبة إلى الكيلوغرام الواحد فيما يصل سعر الأخطبوط إلى 40 دينارا (نحو 12.7 دولارا)".

أما ماهر وهو بائع فواكه بالسوق المركزية، فيؤكد أنه لا يقدر أحيانا على العودة إلى منزله بكيس فواكه نظرا إلى الغلاء.

ويرجع ماهر غلاء الأسعار إلى طريقة البيع والتزود، فهم يقتنون المنتجات من المزودين ومن سوق البيع بالجملة بأسعار باهظة وبهامش ربح طفيف، "وهو ما يجعل المستهلك يتذمر عند الإقبال على هذه البضائع".

ويقول "أسعار التمور ذات الجودة المتوسطة تصل اليوم إلى 15 دينارا (4.7 دولارات) للكيلوغرام الواحد، ويصل سعر الكيلوغرام من البرتقال إلى 5 دنانير (1.6 دولار)، فيما يبلغ كيلو الفراولة 7 دنانير (2.2 دولار)".

وتطالب المواطنة نجوى زروق بأن تتم مراعاة المقدرة الشرائية للمواطنين، "لاسيما تزامنا مع مواسم دينية كرمضان الذي يعتبر شهر الرحمة والبركة"، وفق قولها.

ويقبل شهر رمضان على التونسيين في هذه السنة في وقت تمر فيه بلادهم بأزمة اقتصادية حادة وصلت فيها المؤشرات إلى ذروة صعودها.

وبلغت نسبة التضخم خلال الشهر الماضي عتبة 10.4 في المئة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات والحاجيات الأساسية.

والشهر الماضي، قال محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي إن تقديرات البنك تؤشر لارتفاع التضخم في 2023 إلى 11 في المئة صعودا من 8.3 في المئة في 2022.

وتشهد تونس أزمة اقتصادية حادة فاقمتها تداعيات تفشي جائحة كورونا، وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة والمواد الأساسية إثر الأزمة الروسية الأوكرانية.