أكراد إيران ينتفضون تنديدا بممارسات شرطة الأخلاق

قوات الأمن الإيرانية تشن حملة قمع شديدة في المدن ذات الغالبية الكردية في غرب إيران لتفريق احتجاجات لا تهدأ منذ إعلان وفاة شابة كردية يعتقد أنها تعرضت للضرب من قبل عناصر شرطة الأخلاق.   
طلاب جامعات في طهران ينظمون تظاهرة تنديدا بمقتل مهسا أميني
الشرطة الإيرانية تعبر عن أسفها لوفاة اميني وتشيد بدور شرطة الأخلاق
إضراب عام يشل مدن غرب إيران تضامنا مع مهسا أميني

طهران - تتواصل الاحتجاجات في المدن ذات الغالبية الكردية في إيران على إثر وفاة الفتاة مهسا أميني (22 عاما) بعد تعرضها للضرب من قبل عناصر 'الإرشاد' (شرطة الأخلاق)، مؤخرا، وسط أنباء عن حملة قمع شديدة قتل فيها حسب مصادر من المعارضة الإيرانية ومن سكان مدينة ديوانداره (غربي إيران) أربعة محتجين.  

كما يتواصل الإضراب العام في محافظة كردستان مع خروج أهالي مدينة سقز مرة أخرى إلى الشوارع في احتجاجات واسعة رددوا فيها هتافات ورفعوا فيها شعارات مناوئة للنظام، وفق مصادر محلية.

وقد تزامنت هذه الاحتجاجات مع تجمعات مجموعة من الطلاب الجامعيين في طهران وأصفهان تنديدا بقتل مهسا أميني على يد "شرطة الإرشاد" الإيرانية.

واستخدمت قوات الأمن الإيرانية اليوم الاثنين الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة في شمال غرب البلاد وقامت بـ"عدة اعتقالات"، بعد وفاة أميني التي كانت موقوفة لدى "شرطة الأخلاق"، على ما أوردت وكالة فارس للأنباء.

وذكرت وكالتا فارس وتسنيم الإيرانيتان للأنباء أن تظاهرة أقيمت مساء الأحد في سنندج عاصمة محافظة كردستان في شمال غرب إيران، فيما سارت تظاهرات أخرى الاثنين في عدة جامعات من العاصمة إيران.

وكانت مهسا أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كردستان بشمال غرب إيران، في زيارة لطهران مع عائلتها عندما أوقفها الأربعاء عناصر من شرطة الأخلاق المكلّفة بالتحقق من تطبيق القواعد الإسلامية ومنها إلزامية وضع الحجاب في الجمهورية الإسلامية.

وانتقدت وسائل إعلام محلية في الآونة الماضية تصرفات بعض عناصر شرطة الأخلاق الذين يتواجدون في الشوارع ولهم صلاحية دخول الأماكن العامة للتأكد مما إذا كانت القوانين مطبّقة.

وذكرت فارس أن "نحو 500 شخص تجمعوا في سنندج عاصمة محافظة كردستان وهتفوا شعارات ضد مسؤولي البلاد".

وتابعت أن المتظاهرين "حطموا زجاج بعض السيارات وأحرقوا حاويات قمامة"، مضيفة أن "الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد". وذكرت أن "الشرطة اعتقلت عدة أشخاص" بدون أن تحدد عددهم.

وكانت الشرطة فرقت السبت تظاهرة أخرى في ساغيز، مسقط رأس الفتاة في كردستان، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

وذكرت وكالة فارس الاثنين أن "العديد من المتظاهرين على قناعة بأن مهسا قضت تحت التعذيب".

وشددت شرطة طهران في بيان الجمعة على "عدم حصول احتكاك جسدي" بين الضباط وأميني.

وفي اليوم نفسه بث التلفزيون الرسمي مقطع فيديو قصيرا من كاميرا مراقبة يظهر امرأة عُرّف عنها على أنها مهسا أميني تنهار في مركز الشرطة بعدما تحدثت معها شرطية.

وعلق والد الفتاة أمجد أميني على ذلك مؤكدا لوكالة فارس الاثنين أنه "لا يقبل بما عرضته عليه" الشرطة مشيرا إلى أنه "تم قطع الفيديو".

وكذلك انتقد "بطء تدخل" أجهزة الإسعاف قائلا "أعتقد أن مهسا نقلت بصورة متأخرة إلى المستشفى"، بينما أكد وزير الداخلية أحمد وحيدي السبت أن "مهسا كان لديها على ما يبدو مشكلات جسدية سابقة" و"أجريت لها عملية جراحية في الدماغ حين كانت في الخامسة من العمر". ونفى والد الفتاة ذلك مؤكدا أن ابنته كانت "بصحة ممتازة".

وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن الشرطة الإيرانية وصفت اليوم الاثنين وفاة مهسا اميني في الاحتجاز بأنها "حادث مؤسف" لا تريد أن يتكرر.

وقالت الشرطة في مطلع الأسبوع إن أميني تعرضت لوعكة صحية لدى انتظارها مع نساء محتجزات، لكن والد أميني أبلغ موقع امتداد الإخباري المؤيد للإصلاحيين أمس الأحد بأن ابنته كانت سليمة ولم تكن تعاني مشاكل صحية.

وقال قائد شرطة طهران الكبرى حسين رحيمي في بيان نقلته وكالة فارس "وجهت اتهامات وضيعة للشرطة الإيرانية. سننتظر حتى يوم صدور الحكم لكن لا يمكننا التوقف عن أداء العمل الأمني".

وأضاف أن أميني لم تتعرض لإساءة معاملة، نافيا مزاعم تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ضد شرطة الأخلاق، التي تطبق قواعد صارمة تلزم النساء بتغطية الشعر وارتداء ملابس فضفاضة.

وتابع "وُجهت اتهامات جبانة للشرطة الإيرانية. سننتظر حتى يوم صدور الحكم لكن لا يمكننا التوقف عن أداء العمل الأمني"، مضيفا أن شرطة الأخلاق "تقوم بعمل إيجابي".

وذكر أنه لا يمكنه التعليق على سبب الوفاة لأن هذه مسألة طبية لا أمنية.

ويعيش ثمانية إلى عشرة ملايين كردي في إيران. ويخمد الحرس الثوري الإيراني اضطرابات في المناطق الكردية منذ عقود، وأصدرت السلطة القضائية المتشددة أحكاما طويلة بالسجن أو الإعدام على العديد من النشطاء.