أوبك تدافع عن قرار خفض الإنتاج وبايدن لن يلتقي الأمير محمد

مستشار الأمن القومي الأميركي يقول إن العلاقات بين بلاده والسعودية بنيت على مدى عقود بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولذلك لن يتحرك الرئيس بايدن بتسرّع، لكنه لم يستبعد احتمال مراجعة مبيعات الأسلحة للمملكة.
أعضاء أوبك يتضامنون مع السعودية في مواجهة الضغوط الأميركية
أمين عام أوبك: أسواق النفط تمر بمرحلة من التقلبات الشديدة
المنامة وعمان وبغداد والجزائر تؤكد أن قرار أوبك+ خفض الإنتاج كان بالإجماع

الجزائر/واشنطن - دافعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اليوم الأحد عن قرار الكارتل النفطي المعروف بتحالف أوبك+ خفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا على خلاف ما تطالب به الولايات المتحدة ودول مستهلكة للنفط، بينما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يلتقي بولي العهد السعودي على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الشهر المقبل في إندونيسيا، ما يسلط الضوء على حالة التوتر بين واشنطن وحليفتها الرياض على خلفية قرار  خفض انتاج النفط.

وقال الأمين العام لأوبك هيثم الغيص من الجزائر التي يزورها ليومين، إن "أسواق النفط تمر بمرحلة من التقلبات الشديدة"، مضيفا أن هدف أوبك والمنتجين من خارجها هو الحفاظ على استقرار السوق.

ونقل تلفزيون النهار اليوم الأحد عن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب وصفه قرار أوبك الأخير بخفض الإنتاج بأنه "تاريخي وممتاز" ويصب في خانة استقرار الأسواق. وعبر عرقاب والغيص عن ثقتهما الكاملة في الأثر الإيجابي لقرار أوبك.

وشددت شركة النفط العراقية الحكومية (سومو) من جهتها على أن قرارات أوبك+ تبنى على مؤشرات اقتصادية وبأسلوب مهني، فيما قالت وزارة الطاقة العمانية، إن قرارات الكارتل النفطي تُبنى على اعتبارات "اقتصادية بحتة وعلى حقائق العرض والطلب في السوق والاستجابة لها باستباقية وأسلوب عملي وموضوعي".

وتأتي هذه المواقف تضامنا مع السعودية أكبر منتج للنفط في العالم التي تتعرض لحملة أميركية واتهامات بأنها ضغطت على دول أعضاء في أوبك للمضي في خطة خفض الإنتاج وأنها بذلك تنحاز لروسيا في حربها على أوكرانيا.

وأفادت الوزارة العمانية في تغريدات على صفحتها الرسمية بتويتر بأن القرار الأخير لأوبك+ بإجراء خفض في الإنتاج يأتي منسجما مع قراراتها السابقة من حيث استناده إلى معطيات السوق ومتغيراته.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يوميا اعتبارا من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتابعت الوزارة الطاقة العمانية "كان القرار مهما وضروريا لطمأنه السوق ودعم استقراره.. كما أن آليات عمل تحالف أوبك+ تقتضي اتخاذ قراراتها بالتوافق وبإجماع كل الدول الأعضاء".

وقال وزير النفط البحريني محمد بن مبارك بن دينه، إن قرار أوبك+ جاء بالتوافق والإجماع بين جميع الدول الأعضاء وبعد دراسة فنية مستفيضة بحتة متخصصة في أوضاع وتطورات الأسواق العالمية.

وذكر الوزير وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية (بنا) الأحد، أنه خلال الاجتماعات القادمة سيتم دراسة أية مستجدات اقتصادية وهذا لضمان استقرار الأسواق والإمدادات العالمية والتوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين.

وجاء موقف البحرين وعُمان والجزائر والعراق (الأعضاء في أوبك)، عقب انتقادات شديدة وجهتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة العربية السعودية التي وافقت على القرار، واتهمت واشنطن الرياض بـ"الانحياز لروسيا".

ووصلت ذروة الغضب الأميركي إلى تحذير بايدن قبل أيام للسعودية من "عواقب" بشأن تأييدها القرار، متهما إياها بالانحياز لروسيا، فيما نفت المملكة على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان صحة ذلك، واصفا علاقات البلدين بـ"الإستراتيجية".

وفي قرار يعكس استمرار التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية، أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان الأحد أن الرئيس بايدن "ليس لديه أي نية" للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال قمة مجموعة العشرين المقررة الشهر المقبل في إندونيسيا.

وردّ ساليفان عبر محطة 'سي إن إن' على سؤال بشأن تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن لافتا إلى أن "الرئيس قال إنه سيعيد تقييم علاقاتنا مع السعودية لأنها وقفت إلى جانب روسيا ضد مصالح الشعب الأميركي"، بعد قرار تحالف أوبك بلاس خفض حصص إنتاج النفط والذي يصب في صالح موسكو.

وأضاف "بُنيت هذه العلاقات مدى عقود بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولذلك لن يتحرك الرئيس بتسرّع"، لكن ساليفان أكد أنه ليس لدى بايدن "أي نية للقاء ولي العهد في قمة مجموعة العشرين".

وأوضح مستشار بايدن أن من بين الاحتمالات المطروحة في إطار إعادة تقييم العلاقات مع الرياض "تغييرات في مقاربتنا للمساعدات العسكرية للسعودية".