أيام قرطاج المسرحية مختبر لبحث واقع الفنون زمن الأزمات

المهرجان في دورته 22 يشهد مشاركة أكثر من مئة مسرحية من دول عربية وافريقية ويناقش عبر ندوات فكرية موضوع 'المسرح في زمن المخاطر'.

تونس - على اثر تحسن الوضع الوبائي في تونس والاقبال المكثف على حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، تعود أيام قرطاج المسرحية بقوة لتصافح عشاق الفن الرابع عبر مئة مسرحية من ست وعشرين دولة كما ستبحث في محور "المسرح في زمن المخاطر". 
ومر القطاع الثقافي برمته في تونس في الاشهر الاخيرة بفترة حرجة بسبب جائحة كورونا التي تسبّبت في تأجيل التظاهرة السنوية الأكبر للمسرح في الوطن العربي وأفريقيا، لكن الروح دبت في القطاع الثقافي والفني بتنظيم مهرجانات ومعارض وتظاهرات محلية ووطنية ودولية في القطاع.
وتشمل البلدان المشاركة في الدورة 22 من أيام قرطاج المسرحية كل من المغرب والجزائر ومصر والأردن وفلسطين وسوريا والعراق والكويت والسنغال وبوركينا فاسو وغينيا وتونس البلد المنظم الذي سيسجل حضوره الساطع في الدورة الجديدة.
واعتبر صناع التظاهرة الفنية ان المهرجان يمثل انطلاقة فنية جديدة وعودة الروح إلى الفضاءات المسرحية بشكل خاص كما انه يحافظ على طابعه العربي والأفريقي الذي بُعث من أجله سنة 1983.
وتتنافس على المسابقة الرسمية للمهرجان 14 مسرحية منها ثلاثة عروض أفريقية وثمانية عربية وثلاثة تونسية اختيرت من بين نحو ثلاثمئة عرض.
وللمرّة الأولى، ستكون تونس ممثلة بثلاثة أعمال مسرحية ضمن المسابقة الرسمية، وهي "منطق الطير" لنوفل عزارة و"آخر مرّة" لوفاء الطبوبي و"كابوس آينشتاين" لأنور الشعافي.
ويحتفي المهرجان بباقة من العروض العربية والافريقية من بينها "من الألف إلى الياء" من السنغال، "منظر طبيعي" من الأردن، "حكاية زهرة" من فلسطين و"مكتبة الخلود" من تركيا.
وستتسابق الأعمال المشاركة في أيام قرطاج المسرحية على جوائز أفضل عمل متكامل، وكذلك على جوائز أحسن نص وأحسن إخراج وأحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن سينوغرافيا.
وتحلّ مصر ضيف شرف الدورة الجديدة، وقد تمّ اختيارها تماشياً مع سياسة الدولتيْن التونسية والمصرية في إعلان 2021 سنة التبادل الثقافي بينهما.
ويثمن المهرجان في دورته الجديدة دور فرقة مدينة تونس للمسرح التي تعتبر من أعرق الفرق المسرحية في البلاد والتي تمثل ذاكرة المسرح التونسي ومنصة لتقديم الأعمال المسرحية الهادفة والقيمة والبعيدة عن الرداءة والابتذال.
كما تكرم الدورة الجديدة من المهرجان المخرج والكاتب التونسي نورالدين الورغي.
وسيحل مجموعة من الفنانين العرب ضيوفا على الدورة التي تحتفي بقامات صنعوا مجد الفن الرابع في العالم العربي مثل أحمد بدير وسميحة أيوب من مصر، وعواطف نعيم من العراق.
ويقدم المهرجان ورش تدريب يديرها المسرحي الكندي ميشيل كورتمانش الملقب بـ"صاحب الوجه المطاطي" لاتقانه تغيير والتلوين في الشخصيات والانتقال من حالة إلى أخرى عبر الاعتماد على ملامح وعضلات الوجه.
وسيضرب المهرجان موعدا مع جلسات حوارية وندوات من بينها "المسرح في زمن المخاطر" و"المعالجة المسرحية كتابة وإخراجا وتقنيا لموضوعات المخاطر والجوائح والكوارث بأصنافها" وسيكون بمثابة مختبر للبحث في واقع الفنون في زمن الأزمات.