إسرائيل تسيطر على معبر رفح للضغط على حماس

وفد قطر يتوجه إلى القاهرة لاستئناف مفاوضات هدنة غزة بعد قبول حماس بالمقترح المصري القطري.
الأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات محجوبة عن قطاع غزة مع إغلاق المعبرين الرئيسيين
مصر تؤكد أن عملية إسرائيل في رفح تهدد مصير جهود التوصل إلى هدنة

غزة - قال راديو الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن قوات إسرائيلية سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، وذلك على الرغم من إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على اقتراح قدمته مصر وقطر لوقف إطلاق النار في القطاع.
وذكر الجيش في بيان أن "قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة".
وأضاف "قطعت القوات معبر رفح عن محور صلاح الدين، والآن تسيطر قوات مدرعة من اللواء 401 على المعبر بشكل كامل" لافتا إلى أن "وحدات خاصة شنت هجوما على المنطقة الشرقية لرفح"، التي أمر سكانها بإخلائها قسرا.
وادعى أنه خلال الهجوم "قُتل 20 مسلحا وعثر على ثلاث آبار كبيرة تحت الأرض في المنطقة" مشيرا إلى أن "القوات تقوم الآن بعمليات تمشيط للمناطق التي تمت السيطرة عليها"، ومؤكدا أنه "لم تقع إصابات في صفوف قواتنا خلال الليل".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مراسلون بأن آليات إسرائيلية توغلت داخل معبر رفح، بعد أن شهدت الليلة الماضية قصفًا عنيفًا في محيط المعبر وسماع أصوات اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية.
وأكد مدير الإعلام بمعبر رفح وائل أبومحسن توقف كامل حركة السفر وإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح تزامنا مع أنباء توغل آليات إسرائيلية داخله.
فيما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو حديث مجهول المصدر يظهر تجول دبابة إسرائيلية داخل معبر رفح. كما أظهرت صور أخرى رفع العلم الإسرائيلي فوق ساريات داخل المعبر.

وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن المعبرين الرئيسيين إلى قطاع غزة ما زالا مغلقين، مما يحجب المساعدات الخارجية فعليا عن القطاع الذي لا يوجد به سوى عدد قليل للغاية من المتاجر.
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "إسرائيل أغلقت معبري رفح وكرم أبو سالم في إطار عمليتها العسكرية في رفح" مضيفا "المعبران الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مغلقان الآن"، وأن وكالات الأمم المتحدة ليس لديها سوى مخزونات قليلة جدا داخل قطاع غزة نظرا لاستهلاك الإمدادات الإنسانية أولا بأول.
وتابع قائلا "منع دخول الوقود إلى غزة لفترة طويلة يقضي على عملية الإغاثة الإنسانية في القطاع".
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر حذرت اليوم الثلاثاء من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.
وقالت إسرائيل إن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لوقف الحرب لا تلبي مطالبها ومضت قدما في شن ضربات في رفح مع عزمها مواصلة المفاوضات بشأن الاتفاق.
وجاءت تطورات الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر في الوقت الذي تقصف فيه القوات الإسرائيلية رفح جوا وبرا. وأمرت السكان بإخلاء أجزاء من المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني نازح.
وقالت حماس في بيان مقتضب الاثنين إن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أجرى "اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقا أن اقتراح الهدنة لا يلبي مطالب إسرائيل لكنها سترسل وفدا للقاء المفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن وفدا من الدوحة سيتوجه إلى القاهرة اليوم الثلاثاء لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن مجلس وزراء الحرب وافق على مواصلة العملية في رفح. بينما كتب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على منصة إكس أن نتنياهو يخاطر بتقويض وقف إطلاق النار بقصف رفح.

توقف شاحنات المساعدات بشكل كامل
توقف شاحنات المساعدات بشكل كامل

وقال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة "مخففة" من اقتراح مصري يتضمن عناصر لا يمكن لإسرائيل قبولها.
وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق".
وأفاد مسؤول آخر اطلع على المقترح إن حماس وافقت على اقتراح قدمته إسرائيل في 27 أبريل/نيسان يتضمن مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وذلك مع تغييرات طفيفة فقط لا تؤثر على البنود الرئيسية في الاقتراح.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستناقش رد حماس مع حلفائها في الساعات المقبلة وإن الاتفاق "يمكن جدا التوصل إليه".
وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 34600 فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع.
واندلعت أحدث حرب في غزة عندما هاجم مسلحو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، تعتقد أن 133 منهم ما زالوا في غزة.
وستكون أي هدنة أول توقف للقتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني وأفرجت حماس خلاله عن نحو نصف الرهائن.
ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة إذ ترفض حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن من دون تعهد بوقف دائم للحرب بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط.
وأخبر طاهر النونو المسؤول في حماس والمستشار الإعلامي لهنية بأن الاقتراح يلبي مطالب الحركة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار في غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل رهائن إسرائيليين بمحتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وصرح خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة لقناة الجزيرة بأن الاقتراح يتكون من ثلاث مراحل مدة كل منها ستة أسابيع، على أن تسحب إسرائيل قواتها من غزة في المرحلة الثانية.
وأمرت إسرائيل أمس الاثنين بإخلاء أجزاء من مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية والتي تعد الملاذ الأخير لنحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في رفح قتلت خمسة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلة.
وتقول إسرائيل إن عددا كبيرا من مقاتلي حماس، وربما عشرات الرهائن، موجودون في رفح مضيفة أن النصر يتطلب الاستيلاء على تلك المدينة الرئيسية.
ودعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى عدم مهاجمة رفح قائلة إنها يجب ألا تمضي في ذلك من دون خطة كاملة لحماية المدنيين هناك، والتي لم تكشف عنها بعد.
وأفاد مسؤول أميركي بشكل منفصل إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الضربات الإسرائيلية الأخيرة على رفح لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.
وأفادت إسرائيل أمس الاثنين إنها تنفذ عمليات محدودة في الجزء الشرقي من رفح. وشهدت العمليات غارات جوية مكثفة، بحسب سكان هناك.
وقال جابر أبونازلي، وهو أب لطفلين يبلغ من العمر 40 عاما، عبر أحد تطبيقات الدردشة "يضربون منذ الليلة الماضية واليوم بعد أوامر الإخلاء، أصبح القصف أكثر كثافة لأنهم يريدون تخويفنا حتى نغادر".
وبدأت بعض الأسر الفلسطينية النزوح تحت أمطار الربيع الباردة بعد تلقي تعليمات من خلال رسائل نصية ومكالمات هاتفية ومنشورات باللغة العربية بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة إنسانية موسعة" على بعد نحو 20 كيلومترا.
ووضع البعض الأطفال والمتعلقات على عربات تجرها الحمير، بينما غادر آخرون بشاحنات صغيرة أو سيرا على الأقدام في الشوارع الموحلة.
وبينما كانت العائلات تفكك الخيام وتجمع متعلقاتها، قال عبدالله النجار إن هذه هي المرة الرابعة التي ينزح فيها منذ بدء القتال قبل سبعة أشهر.