إغلاق أورينت يخصم من رصيد حضور المعارضة السورية في الفضاء العام

القناة السورية المعارضة تثير الجدل حول خطها التحريري وطريقة تعاطيها مع الأحداث، لكن مع انتشار خبر إغلاقها تتفق الآراء على بصمتها الواضحة في المشهد الإعلامي.

إسطنبول – أثار خبر إغلاق قناة أورينت السورية بشكل كامل ونهائي، صدمة لدى العاملين في القناة والمتابعين لها على حد سواء باعتبارها من أبرز المنابر الإعلامية للمعارضة السورية، رغم اختلاف الآراء حول تناولها للأحداث الذي وصل حد اتهامها بالطائفية.

وأعلن رئيس تحرير قناة أورينت علاء فرحات، عن قرار إغلاق القناة في اجتماع عبر برنامج التيمز مع مالكها رجل الأعمال غسان عبود.

وذكر عاملون في القناة، أن القرار نص على ايقاف جميع الصحفيين والتقنيين العاملين في مؤسسة أورينت عن العمل، والإبقاء على رؤساء الأقسام والتحرير لتسيير الأعمال فيها لحين نشر خبر إغلاق المؤسسة الإعلامية من قبل صاحبها غسان عبود في نهاية العام الجاري.

وكتب الصحفية راما العبوش في منشور على فيسبوك، "ما عاد تسمعونا براديو أورينت.. ولا عاد تشوفونا على نشرات أورينت ولا عاد في نراكم بحلقات جديدة.. وصلنا الحلقة الأخيرة".

وتعتبر "أورينت" من أبرز المنابر الإعلامية ضد النظام السوري التي غطت أحداث الثورة السورية وقصص السوريين في بلاد اللجوء، وكانت انتقلت من دبي إلى اسطنبول في 2020، بعدما أوقفت بث التلفزيوني الفضائي.

وواصلت القناة إنتاج برامجها من اسطنبول وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها، "تفاصيل" و"هنا سوريا"، ونشطت في نشر القصص القصيرة عبر منصات عل مواقع التواصل مثل "تيلي أورينت"، وتابعت العمل في موقعها الإلكتروني.
وعبر إعلاميون وناشطون عن أسفهم لإغلاق القناة رغم عدم اتفاقهم الكامل مع سياستها وخطها التحرير، لكنهم أكدوا أن إغلاقها يعتبر خسارة للمشهد الإعلامي السوري المتواضع أصلا وكتب الإعلامي الفلسطيني ماهر شاويش، معتبرا أن أي صوت من أصوات الثورة السورية يتم إسكاته هو خسارة لهذه الثورة ويخصم من رصيد حضورها في الفضاء العام:

وعبر ناشط:

وغطت القناة، أحداث الثورة السورية منذ انطلاقها ضد النظام السوري، وخسرت مراسلين على الأرض خلال التغطيات الميدانية، وآخرون ما زالوا في عداد المفقودين، وأبرزهم عبيدة بطل ورفيقه المصور عبود عتيق. وجاء في تعليق:

واعتبر متابعون أن قرار إغلاق قناة أورينت يمثل نهاية مرحلة مهمة في عالم الإعلام السوري، حيث كانت القناة تقدم تغطية شاملة للأحداث السياسية والاجتماعية في سوريا، وكان لها دور فعال في نقل الصوت والمعاناة للشعب السوري في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وكان لها قاعدة واسعة من المشاهدين داخل وخارج سوريا.

لكن على جانب آخر كانت تحظى بعداء شديد من قبل البعض وأعربوا عن سعادتها بإغلاقها، بينما رأى البعض أن بدايات القناة ليست كنهاياتها، وأنها فشلت في الحفاظ على مهنيتها، وجاء في تعليق:

وبدأت قناة أورينت بثها التلفزيوني الفضائي في فبراير 2009، وفي أبريل 2020، تم تعليق البث لأسباب مالية، وقرر عبود نقل مقر إدارة تحرير القناة من المنطقة الحرة في دبي إلى إسطنبول.
وعلق تيار المستقبل السوري على خبر إغلاق قناة أورينت قائلا أنها "إحدى القنوات الإعلامية الثورية التي تمثل (الهمشرة الثورية إن صح التعبير)، مع العاطفة الصاخبة والرّفض الثوري، وتقديم موادّ خلافية دسمة، الأمر الذي نحتاجه كما نحتاج الخطاب الهادئ الكلاسيكي الموزون".

وأضاف "قطعاً لطريق المزاودين، والمصطادين بالماء العكر، نرى أن لـِ “أورينت” أخطاء وسلبيات، لكنها وُلِدت ونمَت ضمن سوق بورصة الثورة السورية بإيجابياتها وسلبياتها، لذا فكلّ من أدّى فيها دوراً فاعلاً أو مؤثراً وقع بمثل ما وقعت به أورينت (قلَّ أو كَثُر، ظهرَ أو خفي)، ولا مشاحة من الاعتراف أن كلّ ذلك مرجعهُ للرّحم التي ولدت منها الثورة، ألا وهي (النظام السوري بعجره وبجره).

تيار المستقبل السوري يرى أن هناك ضغوطاً كبيرةً دوليةً وإقليميةً لإغلاق منابر الإعلام السوري الحر، ولتكميم أفواه الإعلاميين الثوريين السوريين كلهم، وربما إن بدأ بـ “أورينت” فلن ينتهي حتى يحصد أصغر صحيفةٍ ثورية، ولدينا أدلة ومعلومات على ذلك مما قد نفرد له مادّةً بحثيّةً في قسم البحوث والدراسات التابع لمكتبنا العلمي.