إما انفراجة قريبة أو تصعيد أكبر في نزاع الخطوط القطرية وايرباص

قاض بريطاني يقرر تقسيم قضية ايرباص والخطوط الجوية القطرية بسبب تشعبات الخلاف بين الطرفين وسط توقعات بأن يطول المسار القضائي رغم وجود بارقة أمل في أن تفكك دبلوماسية المونديال النزاع المرير بين الطرفين.
سجالات حادة واتهامات بين محامي ايرباص والخطوط القطرية
الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية كان من بين مستقبلي ماكرون في الدوحة

لندن - ينفتح النزاع المرير بين الخطوط القطرية وشركة ايرباص في أحدث تطور في القضية التي تنظر فيها محكمة بريطانية على أمرين إما المزيد من التصعيد أو انفراجة مدفوعة باتصالات رفيعة المستوى تجري على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وفي أحدث فصول النزاع قررت محكمة بريطانية تقسيم قضية ايرباص والخطوط الجوية القطرية بسبب تشعبات الخلاف بين الطرفين وسط توقعات بأن يطول المسار القضائي رغم وجود بارقة أمل في أن تفكك دبلوماسية المونديال النزاع المرير بين الطرفين.

وتقول مصادر إن هناك اتصالات رفيعة المستوى تجري على هامش بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر والتي تأهلت فيها فرنسا إلى النهائي بينما حضر الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مباراة منتصف النهائي بين منتخب بلاده والمنتخب المغربي ويعتزم حضور النهائي يوم الأحد.

وحظي ماكرون باستقبال رسمي في مطار الدوحة وكان من بين مستقبيله أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية.

وستستمر المعركة القضائية فيما يبدو بين الطرفين خلال معظم عام 2023 بينما يبلغ حجم مطالبات التعويض ملياري دولار.

وأدى الخلاف المتعلق بأضرار في طلاء السطح ونظام الحماية من الصواعق في طائرات إيه350 التي أوقفت قطر عملها إلى حرب علنية بين اثنين من أكبر اللاعبين على ساحة الطيران العالمية وتسبب في إلغاء طلبيات كبرى في تحرك لا سابق له.

وأمر القاضي ديفيد واكسمان بتقسيم القضية المقرر لها يونيو/حزيران القادم إلى شقين بسبب حجم الخلافات الكبير، مما يعنى استمرار النزاع العلني غير المعتاد في هذه الصناعة لعدة أشهر.

وسيركز الشق الأول على المسؤولية فيما سيتم النظر لاحقا في الشق الخاص بالمطالبات التي يقدر مجموع قيمتها بنحو ملياري دولار.

وتقول الخطوط الجوية القطرية إن شقوقا منتشرة في الطلاء كشفت عن ضرر أكبر في سطح الطائرات مما دفعها إلى وقف استقبال الطلبيات الجديدة كما أوقفت الجهة التنظيمية الوطنية لقطاع الطيران في قطر، وهي الهيئة العامة للطيران المدني، 29 طائرة على الأقل بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة على مدى العام المنقضي.

وتقر إيرباص بوجود عيوب تتعلق بالجودة في طائرتها الأبرز للمسافات الطويلة، لكنها تنفي أن يكون هناك أي مخاطرة في السلامة بسبب ذلك وألغت كل الأعمال الجديدة مع الخطوط القطرية التي زادت من عمليات الشراء من بوينغ الشركة المنافسة لإيرباص.

وشهدت مداولات اليوم الجمعة جدلا غاضبا بين الجانبين بشأن إتاحة الوصول إلى الطائرات المتضررة حيث شكا محامي إيرباص ديفيد وولفسن، مستشهدا بصور، من أن خبراء الشركة أُجبروا على تصوير الطائرات من مسافة بعيدة "تحت ضوء القمر". كما اتهم شركة الطيران بالخداع لمنع الخبراء من فحص الطائرات الموجودة في الخدمة.

ونفت الخطوط القطرية بشدة عدم التعاون مع عمليات الفحص وقالت إنها سمحت بالوصول وفقا للمتاح بالنظر لاستضافة البلاد لبطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقال محامي الشركة جيراينت ويب "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه شركة طيران عاملة".

دبلوماسية كأس العالم

وتأتي أحدث مواجهة قضائية في وقت زاد فيه تأهل فرنسا إلى نهائي كأس العالم في قطر من التواصل رفيع المستوى والذي يعتبر فرصة لاستكشاف مساحات الاتفاق المحتملة. ولم تظهر مؤشرات حتى الآن على التوصل إلى تسوية.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن مسؤولين كبارا كانوا في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مطار الدوحة لدى وصوله هذا الأسبوع لحضور مباراة بلاده في الدور قبل النهائي، وكان من بينهم أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية. كما من المقرر أن يحضر ماكرون المباراة النهائية يوم الأحد.

واعتبر البعض أن استقبال الباكر لماكرون بصفته وزير السياحة يعد مؤشرا على أن الخلاف هو بين الشركتين ولا يمتد إلى العلاقات الدبلوماسية القوية بين البلدين، لكن بعض الدبلوماسيين قالوا إن السياسة قد يكون لها تأثير على نتيجة النزاع القضائي.

وذكرت رويترز الشهر الماضي أن النزاع حظي باهتمام الزعيمين الفرنسي والقطري اللذين ناقشاه في ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال زيارة سابقة لماكرون للدوحة.

وقال مصدر مطلع على القضية "في كل مرة يحدث فيها تواصل هناك فرصة لتحسين الأجواء" لكن آخرين حذروا من أن المسافة بين الجانبين ما زالت كبيرة.