إيران وتركيا تتنافسان على النفوذ في أثيوبيا

سعت كل من انقرة وطهران إلى استغلال الحرب في إقليم تيغراي بين الحكومة الإثيوبية والمجموعات المتمردة للتدخل في القارة الإفريقية خدمة لمصالحهما مستغلة حاجة اديس أبابا لسلاح الطائرات المسيرة.
تراجع الدعم الاميركي لابي احمد وراء لجوئه الى السلاح الايراني والتركي
مصر متخوفة من تعزيز أثيوبيا لعلاقاتها بتركيا وايران

اديس ابابا - سعت كل من تركيا وإيران إلى استغلال الحرب في إقليم تيغراي بين الحكومة الإثيوبية والمجموعات المتمردة للتدخل في القارة الإفريقية خدمة لمصالحهما.
واستغلت كل من طهران وأنقرة فقدان رئيس الحكومة الإثيوبية ابي احمد للدعم الأميركي والغربي منذ أن اختار التحالف مع إريتريا وتورط في جرائم حرب في إقليم تيغراي وذلك لبسط نفوذهما المتزايد في إثيوبيا.
واعتمد الجيش الإثيوبي بشكل كبير على سلاح الطائرات المسيرة القادمة سواء من تركيا وإيران لإلحاق الهزيمة سريعة بجبهة تحرير تيغراي خاصة وان البلدين يملكان خبرات في تصنيع هذا النوع من السلاح.
ودعمت كل من ايران وتركيا الميليشيات والمجموعات المسلحة في عدد من الساحات في العالم عبر سلاح الطائرات المسيرة وقد استخدمت تركيا الطائرات المسيرة في الساحة الليبية والسورية والعراقية وفي الحرب في اقليم ناغورني قره باغ بينما سلحت إيران ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأثبتت تلك الأسلحة كفاءتها في عدد من الصراعات كما ان تكلفتها المنخفضة تدفع الدول الفقيرة إلى التفكير في شراءها.
ومن بين الأسباب التي دفعت واشنطن إلى فرض عقوبات على إيرانيين يعملون في برنامج الطائرات دون طيار وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجمعة هو تصدير تلك الأسلحة إلى دول مثل أثيوبيا.
وطالت العقوبات سعيد آغاجاني قائد قيادة الطائرات دون طيار التي تتبع القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني حيث أفادت وزارة الخزانة الأميركية إن فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "استخدم الطائرات دون طيار القاتلة وانتشر استخدامها من قبل الجماعات المدعومة من إيران، بمن في ذلك حزب الله وحماس وكتائب حزب الله والحوثيون، وإثيوبيا، حيث تهدد الأزمة المتصاعدة بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع".
ومن بين الأسلحة التي سلمتها إيران إلى اثيوبيا طائرات دون طيار تعمل في مجالي التجسس والضربات الهجومية ومنها طائرة “مهاجر 6″، وجرى رصد طائرة نقل "إليوشن Il-76TD إيرانية" (روسية الصنع) في الفترة ما بين يونيو/تموز وأغسطس/اب الماضيين.
وحملت تلك الطائرات المسيرة أسلحة ولوجستيات إلى مطار هارد ميديا الإثيوبي الذي تهتم به إيران لأسباب إستراتيجية.
كما تتحدث تقارير غربية عن تسليم تركيا طائرات "بيرقدار تي بي 2" و"أنكا – أس" المسيّرة للحكومة الإثيوبية، وتلعب هذه الطائرات دورا في إحداث توازن في ميزان القوى بين الجيش الفيدرالي وقوات جبهة تحرير تيغراي.
كما وقعت تركيا اتفاقية دفاع عسكري مشترك مع آبي أحمد الذي زار أنقرة في أغسطس/اب الماضي والتقى الرئيس رجب طيب اردوغان الذي اظهر اهتماما كبيرا بالقارة السمراء وخصوصا باثيوبيا.
وتعتبر تركيا ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا بعد الصين، حيث تصل استثماراتها إلى حوالي 2.5 مليار دولار، وهناك حوالي 200 شركة تركية في إثيوبيا معظمها تعمل في قطاع المنسوجات، وتسهم في خلق فرص عمل لحوالي 30 ألف مواطن، في حين بلغ حجم التجارة بين البلدين 650 مليون دولار العام الماضي.
وتعمد كل من تركيا وإيران إلى تجربة أسلحتها بما فيها سلاح الطائرات المسيرة في اقليم تيغراي في وقت تعبر فيه مصر عن قلقها الشديد من النفوذ المتزايد للدولتين الإقليميتين في اثيوبيا خاصة مع تصاعد الخلافات بشان سد النهضة.