اتفاقية أمنية بين البحرين وواشنطن لمواجهة التهديدات الايرانية

الاتفاقية الأمنية والاقتصادية بين المنامة وواشنطن ستوسع نطاق التعاون في مجالات الدفاع والمخابرات وستحد من التهديدات الإيرانية في مياه الخليج على ضوء جهود تعزيز قدرات الاسطول الخامس.
الاتفاقية الامنية ستثير حفيظة القيادة الايرانية
الاتفاقية ملزمة قانونا لكنها لا تنطوي على المادة الخامسة المتعلقة بالدفاع المشترك

المنامة - عززت كل من الولايات المتحدة والبحرين من تعاونهما في المجال العسكري والاستخباراتي على ضوء تنامي التهديدات الإيرانية في المنطقة وخاصة مياه الخليج حيث وقع البلدان الأربعاء اتفاقية إستراتيجية أمنية واقتصادية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنها ستوسع نطاق التعاون في مجالات الدفاع والمخابرات بين البلدين بينما تواصل واشنطن من تعزيز حضورها العسكري بارسال جنود وتعزيزات الى الاسطول الخامس في البحرين.
ووُقعت الاتفاقية خلال اجتماع في وزارة الخارجية الأميركية بين بلينكن وولي عهد البحرين ورئيس وزرائها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بينما يرى مراقبون ان الاتفاقية ستثير حفيظة القيادة الايرانية التي سعت في الفترة الماضية الى القيام باستفزازات من ذلك اجراء مناورات عسكرية في مياه الخليج واستهداف الملاحة البحرية.
وقال وزير الخارجية الاميركي للصحفيين قبيل مراسم التوقيع "في جوهر هذه الاتفاقية هدف مشترك: العمل معا من أجل منطقة أكثر أمنا ورخاء وأشد ارتباطا بالاقتصاد العالمي".
وأضاف "نتطلع إلى استخدام هذه الاتفاقية كإطار عمل لمزيد من الدول التي ترغب في الاشتراك معنا في توطيد الاستقرار بالمنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي وتحفيز الابتكار التكنولوجي".
ويأتي التطور خلال فترة تغيير في الخليج، إذ تتفاوض حكومة بايدن مع السعودية حول اتفاق دفاع أميركي سعودي واحتمال توقيع اتفاق بين الرياض وإسرائيل بهدف تطبيع العلاقات رغم تاكيد الرياض تمسكها بالمبادرة العربية المبنية على الشرعية الدولية والتاكيد على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
ويتمركز الأسطول الأميركي الخامس بالفعل في البحرين، ويوجد بها أيضا مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية. وينتشر آلاف من أفراد الجيش الأميركي في البحرين التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي.
وفي الأشهر الماضية عززت واشنطن من تواجدها في الخليج عبر ارسال 3000 جندي ومعدات عسكرية وسفن حربية لتعزيز الاسطول الخامس حيث هددت وزارة الدفاع الاميركية بالرد على محاولات الحرس الثوري الايراني استهداف الملاحة البحرية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، في إفادة للصحفيين أمس الثلاثاء، إن زيارة ولي العهد البحريني إلى واشنطن هي تتويج لاتصالات دبلوماسية على مدى عام تقريبا، بما في ذلك قيام مسؤولين أميركيين كبار بعدة رحلات إلى المنامة.
وأضاف المسؤول أن الاتفاقية "تتمحور حول الردع وتهيئة الأوضاع لمنطقة أكثر استقرارا"، في ظل مشاعر القلق من النفوذ الإيراني.
ووصف مسؤولون أميركيون الاتفاقية بأنها ملزمة قانونا، لكنها لا تنطوي على المادة الخامسة المتعلقة بالدفاع المشترك، والتي تشكل جزءا من معاهدة حلف شمال الأطلسي.
وقال البيت الأبيض إن الاتفاقية ستسهم في إضفاء الطابع الرسمي على الخطوات التي تتخذها القيادة المركزية الأميركية لدمج أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي بالمنطقة ورفع "الوعي بالمجال البحري"، حسبما أفادت نشرة حقائق صادرة عن البيت الأبيض.

وتسعى واشنطن لتعزبز تعاونها مع دول الخليج على ضوء تحديات ودولية تتمثل في توسيع كل من روسيا والصين لنفوذهما في المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وقال المسؤول إن مسؤولين أميركيين يعتزمون طرح مخاوف حقوق الإنسان خلال المحادثات مع البحرينيين لكن متحدث باسم الحكومة البحرينية نفى وجود سجناء سياسيين في المملكة. وقال في تعليقات عبر البريد الإلكتروني إنه لا يوجد أي محتجز في البحرين بسبب التعبير عن آرائه السياسية السلمية.
وأضاف أن السلطات عليها مع ذلك واجب التحقيق مع الأفراد ومحاكمتهم إذا كان ذلك هو الإجراء السليم، مثلما هو الحال في جميع البلدان، عندما تنحرف التصرفات إلى العنف أو التحريض عليه أو على الكراهية.
وواجهت البحرين في 2011 احتجاجات نضمتها مجموعات شيعية موالية لايران التي دعمت تلك التحركات وكانت سببا في تدهور العلاقات الايرانية البحرينية لكن مسؤولين اميركيين توقعوا عودة هذه العلاقات على خلفية تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية.