استقالة أكبر الباكر صانع أمجاد الخطوط القطرية

تنحي الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية يأتي بعد يوم من الإعلان عن إقالته من منصب أعلى مسؤول سياحي في البلاد.

الدوحة - أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر اليوم الاثنين أنه سيستقيل من منصبه في المجموعة المملوكة للدولة، بعد مسيرة امتدت على نحو 26 عاما صنع خلالها أمجاد الشركة، ما أتاح لها منافسة شركات الطيران العالمية.

وأفادت التقارير نقلًا عن رسالة موجهة للموظفين أن الباكر الذي تولى رئاسة المجموعة لأكثر من 25 عاما سينسحب من منصبه  اعتبارا من 5 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية القطرية سعد الكعبي في تعميم رسمي إن الرئيس التنفيذي للشركة أكبر الباكر سيتنحى من منصبه اعتبارا من الخامس من الشهر المقبل، موضحا أن بدر المير سيشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة خلفا له.

وتم تعيين الباكر رئيسا تنفيذيا عام 1997، بعد ثلاث سنوات من تدشين الشركة ولعب دورا حيويا في تحويل الخطوط الجوية القطرية إلى شركة طيران دولية كبرى لتنافس شركات الطيران العالمية.

وصار الباكر أيضا مرادفا للتحول في خريطة الطيران العالمية نحو الخليج الذي صار نقطة عبور للمسافرين بين الشرق والغرب واشتبك من وقت لآخر مع رؤساء لكبرى شركات الطيران الأميركية والأوروبية فيما يتعلق بقضايا التجارة والعاملين.

وكثيرا ما كان الباكر يتصدر عناوين الصحف في خلافات مع شركتي "إيرباص" و"بوينغ" الغربيتين العملاقتين لصناعة الطائرات حول إستراتيجياتهما أو جودة التصنيع، كما قاد شركة الخطوط الجوية القطرية خلال نزاعها المرير مع شركة إيرباص بسبب أضرار لحقت بأسطح الطائرات "إيه 350".

وتوصلت إيرباص والخطوط الجوية القطرية إلى تسوية في نهاية يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى تجنب محاكمة قضائية نادرة في بريطانيا ربما كانت تسببت في أضرار لقطاع الطائرات. ووصف الباكر هذه التسوية، خلال حديث له في برلين هذا العام، بأنها مرضية للطرفين.

وأعلنت الشركة خلال نزاعها مع "إيرباص" أن "شقوقا منتشرة في الطلاء كشفت عن ضرر أكبر في سطح الطائرات مما دفعها إلى وقف استقبال الطلبيات الجديدة كما أوقفت الجهة التنظيمية الوطنية لقطاع الطيران في قطر وهي الهيئة العامة للطيران المدني، 29 طائرة على الأقل بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة".

وكان الباكر أحد الأصوات القوية المؤيدة لقطر خلال فترة المقاطعة الدبلوماسية العربية التي تعرضت لها بين عامي 2017 و2021، كما دفع باستراتيجية الإبقاء على مسارات الرحلات مفتوحة خلال فترة وباء كوفيد - 19 بهدف تعزيز حضور العلامة التجارية القطرية الوطنية على الساحة العالمية.

لكن في بعض الأحيان أثار اعتياده على الإدلاء بتصريحات غير رسمية انتقادات دفعته لاحقا للاعتذار مثلما حدث في عام 2018 عندما قال إن المرأة لن تكون قادرة على القيام بعمله.

وكان محلل شؤون الطيران أليكس ماتشيراس أول من أشار إلى تقاعد الباكر عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" وكتب على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أنه قال في رسالته "لقد كان شرفًا كبيرًا أنني قدت هذا الفريق الاستثنائي وشرفًا لي أنني خدمت بلادي".

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الباكر سيتقاعد من مناصب أخرى ومنها الرئيس التنفيذي لمطار حمد الدولي والسوق الحرة القطرية، في حين أعلنت السلطات القطرية الأحد إقالته من منصب آخر كان يشغله أيضا كرئيس لهيئة السياحة في الإمارة الغنية بالغاز ولم يتم ذكر سبب هذا القرار.