اغتيال زاهدي ضربة مزدوجة لايران وحزب الله

حسن نصر الله يعتبر أن الأميركيين والإسرائيليين سلّموا بأن الرد الإيراني على الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق قادم.

بيروت - أفاد مصدر مقرّب من حزب الله اليوم الاثنين بأن القيادي العسكري الإيراني محمد رضا زاهدي الذي قُتل في الضربة التي نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، كان عضوًا في مجلس شورى الحزب، فيما وصف حسن نصر الله الأمين العام للحزب المدعوم من إيران الضربة بأنها أكبر اعتداء إسرائيلي يستهدف الأراضي السورية.

وقضى سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم زاهدي، في قصف جوي أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان. واتهمت الجمهورية الإسلامية عدوها الإقليمي اللدود إسرائيل بشنّ الضربة، وتوعدت بالرد،

واللواء محمد رضا زاهدي هو القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي يتم استهدافه منذ اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد في يناير/كانون الثاني 2020.

وكان زاهدي العضو الوحيد غير اللبناني في مجلس شورى حزب الله، حسبما قال المصدر. وكان كذلك أحد القادة البارزين في فيلق القدس الموكل له بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.

 ويضمّ مجلس شورى حزب الله وهو الهيئة التي تتخذ القرارات في التنظيم الشيعي اللبناني الذي أنشئ في العام 1982، سبعة أعضاء بالإضافة إلى الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بحسب المصدر.

واعتبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله اليوم الاثنين أن استهداف المستشارين الإيرانيين في القسم القنصلي في سفارة إيران بدمشق هو "أكبر اعتداء إسرائيلي من نوعه في سوريا" منذ سنوات.
وقال في كلمة متلفزة خلال حفل تأبين أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية لزاهدي ورفاقه الذين قتلوا بغارة إسرائيلية على سوريا "القنصلية الإيرانية هي التي استُهدفت، ما يعني أن الاعتداء هو على إيران وليس فقط على سوريا والجديد أيضًا هو مستوى الاغتيال حيث كان زاهدي هو رئيس المستشارين في سوريا".
ولفت إلى أن "التقديرات تشير إلى أنّ العدو أخطأ التقدير في استهداف القنصلية، وذلك نسبةً لما أُعلن من موقف إيراني، وما يُنتظر من رد فعلٍ إيراني".
وقال نصر الله إن "الأميركيين والإسرائيليين سلّموا بأن الرد الإيراني على الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق قادم".
واعتبر أن "هذا الاستهداف ينطلق من الفهم الإسرائيلي لدور مستشاري الحرس في المنطقة، وجاء بسبب فشل الحرب الكونية على سوريا والتي كانت إسرائيل ضالعة فيها، وهو جزء من المعركة الحقيقية".
وكان نصرالله قد قال الجمعة في كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي إن زاهدي كان له "فضل كبير على المقاومة في لبنان بالتحديد"، مضيفًا "عاش معنا في مراحل متعددة ومتنوعة". وأضاف "بعيدًا عن الأضواء قدّم خدمات جليلة لحركة المقاومة في لبنان بالتحديد ولكل حركة المقاومة في المنطقة".

وعلى وقع التوتر المتزايد، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الاثنين من أن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" بعد الضربة.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن الجيش "استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران".

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر وأيضاً مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتكثّفت الضربات في خضمّ الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين بين إسرائيل وحركة حماس، بينما تعتبر القنصلية الإيرانية أبرز هدف إيراني يتم استهدافه في سوريا خلال النزاع.

ومنذ بدء الحرب في غزة، كررت إيران مواقفها المؤيّدة لحماس، متهمة إسرائيل بتنفيذ "إبادة جماعية"، لكنّها نفت أيّ تدخّل مباشر في القتال.