الاتحاد الأوروبي يدرس تشديد العقوبات على إيران

التكتل الأوروبي يتجه إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المقيدة لإيران، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة والصواريخ.

بروكسل - اجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء لبحث تشديد العقوبات على إيران بعد هجومها على إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة يوم السبت والذي جعل القوى العالمية تسعى جاهدة لمنع نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

ويعقد الزعماء قمة في بروكسل على مدى يومين بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس المتحالفة مع إيران.

ولم تكشف إسرائيل عن طريقة ردها على الهجوم الإيراني، لكن زعماء دول التكتل، وعددها 27، دعوها إلى ممارسة ضبط النفس وأشاروا إلى استعدادهم لتشديد العقوبات على طهران.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بروكسل قبيل القمة "علينا أن نُعدل العقوبات على إيران ونوسعها"، مضيفا "نؤيد فرض عقوبات يمكن أن تستهدف أيضا كل من يساعد في تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ التي استخدمت في الهجمات يومي السبت والأحد الماضيين".

وأشارت مسودة بيان إلى أن الزعماء الأوروبيين ينددون بالهجوم الإيراني ويؤكدون مجددا التزامهم بأمن إسرائيل ويدعون جميع الأطراف إلى منع المزيد من التوتر، بما في ذلك في لبنان.

وأضافت المسودة "الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ المزيد من الإجراءات المقيدة لإيران، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة والصواريخ".

وقبيل محادثات دول مجموعة السبع في جزيرة كابري، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني "يجب فرض عقوبات على كل من يقدم طائرات مسيرة وأسلحة وصواريخ لمن يهاجمون إسرائيل وكذلك لمن يهاجمون السفن في البحر الأحمر".

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ذراع الاتحاد الأوروبي التنفيذية، إن الهجوم الإيراني أظهر "عصبة جديدة من المستبدين" الذين يعملون على تفكيك النظام العالمي ودفع الديمقراطيات إلى نقطة الانهيار.

وكان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال الثلاثاء إن التكتل يستعد لتشديد عقوباته على إيران وإن من المقرر أن يواصل وزراء خارجية الدول الأعضاء العمل يوم الاثنين المقبل.

وأضاف أن عدة دول أعضاء اقترحت توسيع نظام العقوبات الذي يسعى إلى الحد من تزويد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية ليشمل أيضا توريد الصواريخ وتغطية عمليات التسليم إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

واقترحت بعض دول الاتحاد الأوروبي أيضا فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، لكن بوريل كرر موقف الاتحاد بأنه لا يمكن تصنيف الحرس منظمة إرهابية إلا إذا وجدت سلطة وطنية في التكتل أنه متورط في نشاط إرهابي.

وتأمل الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى في أن تساعد العقوبات الاقتصادية الجديدة على إيران في إقناع إسرائيل بالحد من نطاق ردها على هجوم طهران، لكن محللين يقولون إنه من غير المرجح أن تفرض واشنطن عقوبات صارمة على طهران بسبب مخاوف من ارتفاع أسعار النفط وإثارة غضب الصين، أكبر مشتر للنفط.

وأطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل يوم السبت ردا على غارة يشتبه بأن إسرائيل شنتها على سفارتها في دمشق في الأول من أبريل/نيسان وردت الدولة العبرية على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بقصف قطاع غزة.

وكشف الصراع في غزة عن خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي، إذ زاد انحياز بعض الدول لإسرائيل بينما انتقدت دول أخرى بشدة سلوكها في ظل الوضع الإنساني المتردي في غزة.

وقال الملك فيليب عاهل بلجيكا لزعماء الاتحاد الأوروبي قبل بدء محادثاتهم "كلما كنا أكثر اتحادا، كان صدى رسالتنا أقوى"، واصفا الحرب في أوكرانيا وتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية بأنها من بين التحديات الرئيسية.

وبخلاف الوضع في الشرق الأوسط، من المقرر أن يناقش الزعماء الأوروبيون هاتين القضيتين خلال محادثاتهم الممتدة ليومين في بروكسل، فضلا عن تقرير أُعد مسبقا حذر من أن الاتحاد لديه فرصة أخيرة لإعادة تنشيط الاقتصاد حتى يتمكن من التنافس مع الولايات المتحدة والصين.