الاسد يفشل في تطويق احتجاجات منددة برفع الدعم عن الوقود

المرصد السوري يؤكد أن المتظاهرين رفعوا شعارات منددة برأس النظام وبالسياسات الاقتصادية المتبعة.

دمشق - فشل النظام السوري في تطويق احتجاجات اندلعت منذ نحو أربعة أيام في عدد من المناطق السورية خاصة محافظتي درعا والسويداء بسبب رفع الدعم عن الوقود إضافة إلى تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين وهو ما يثير مخاوف حكومية من توسع نطاق المظاهرات في خضم حرب أهلية تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان الأربعاء أن الاحتجاجات الشعبية المترافقة مع "عصيان مدني" في مناطق متفرقة من محافظة السويداء جنوبي سوريا تتواصل لليوم الرابع على التوالي.
ووفق المرصد رفع المتظاهرون شعارات منددة برأس النظام وبالسياسات الاقتصادية المتبعة على غرار "زمن الخوف انتهى وعهد البعث كذلك".
وطالب المتظاهرون في المدينة التي عرفت في فترة الحرب الأهلية بولائها للنظام او باتخاذ موقف الحياد "بتنحي رأس النظام، بشار الأسد، وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، وعودة الحياة إلى طبيعتها، والعيش بكرامة".
وقام المحتجون بغلق بعض الطرقات في عدد من القورى في المحافظة اضافة لاشعال العجلات المطاطية واضعين شعار "لا تخاف من اهل بلدك وقف".
ولم تبادر القوات الحكومية باستعمال العنف المفرط في وجه المتظاهرين حيث يرى مراقبون ان النظام استفاد من تجارب سابقة وخير الانتظار لمعرفة ما ستؤول اليه الاحداث.
وظهر الصمت المطبق من نظام الاسد حيث لم يصدر تعليق تجاه تلك التحركات الاحتجاجية سوى من خبر نشرته صحيفة الوطن الحكومية الثلاثاء بان المتظاهرين "عطلوا عمل البنوك والمؤسسات الحكومية والمخابز".

زمن الخوف انتهى وعهد البعث كذلك

والاسبوع الماضي شهدت محافظتي درعا والسويداء احتجاجات عارمة وعصيانا مدنيا بسبب ارتفاع أسعار البنزين رغم قرار رفع الرواتب.
وعلى وقع تدهور قيمة العملة المحلية، تراجعت قدرات المواطنين الشرائية وباتوا عاجزين عن توفير أبسط احتياجاتهم وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية، عدا عن انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي وشحّ في المحروقات.
واصدر الاسد الاسبوع الماضي مرسومين الاول يخول "إضافة نسبة مئة في المئة إلى الرواتب لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين". وتضمن المرسوم زيادة الحدّ الأدنى لأجور العاملين في القطاع الخاص الى قرابة 13 دولارا. وتشمل الزيادة وفق المرسوم الثاني "أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين".
وبات سعر لتر البنزين ثمانية آلاف ليرة (نصف دولار) بعدما كان ثلاثة آلاف ليرة، فيم ارتفع سعر المازوت من 700 إلى ألفي ليرة.
وتشهد الليرة السورية تدهورا قياسيا في السوق السوداء حيث يبلغ سعر الصرف 14.300 ليرة مقابل الدولار، وفق تطبيقات إلكترونية غير رسمية، فيما يعادل سعر الصرف الرسمي 8.542 ليرة مقابل الدولار.
وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع دام تدخلت فيه قوى أجنبية ومقاتلون جهاديون متطرفون من مختلف أنحاء العالم.