البحرين تطرح خط أنابيب النفط الرئيسي للاستثمار

المنامة تنتهج استراتيجية مماثلة لدول الخليج المجاورة لها في طرح بعض الحصص من صناعة الطاقة أمام المستثمرين.

المنامة – أفادت وكالة "بلومبرغ"، أن البحرين تبحث عن مستثمرين في خط أنابيب النفط الرئيسي الذي ينقل النفط الخام من السعودية، حيث يتطلع أصغر اقتصاد في الخليج إلى تسييل أصول الطاقة. إذ يمكن أن تجمع الحكومة بضع مئات الملايين من الدولارات من بيع الحصة.

ويبلغ إجمالي قدرة نقل خط الأنابيب نحو 350 ألف برميل نفط يوميا، ويربط المنشآت السعودية لمعالجة النفط في "بقيق" بمصفاة "بابكو" في البحرين.

ورفض ممثلو شركة "بابكو" للطاقة البحرينية، التي تدير البنية التحتية للطاقة في البلاد بما في ذلك خط الأنابيب، التعليق للوكالة.

وساهم قطاع النفط في البحرين بنسبة 16.4 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال الربع الثالث من 2023، ويأتي كثاني أكبر قطاع مساهمة في الناتج المحلي خلال ذات الفترة بعد قطاع المشروعات المالية، وفقا لإحصاءات وزارة المالية والاقتصاد الوطني.

إجمالي قدرة نقل خط الأنابيب يبلغ نحو 350 ألف برميل نفط يوميا ويربط المنشآت السعودية لمعالجة النفط في "بقيق" بمصفاة "بابكو" في البحرين.

وحسب بيانات الوزارة، انخفض القطاع النفطي في البحرين خلال الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 6.8 بالمئة على أساس سنوي بالأسعار الثابتة، نتيجة لأعمال الصيانة في حقل "أبو سعفة"، حيث بلغ إجمالي الإنتاج 180 ألف برميل يوميا، مقابل 196 ألف برميل يوميا في الربع الثالث من عام 2022.

وفي وقت سابق، أفادت "بلومبيرغ" بأن البحرين "كانت تسعى إلى توظيف مستشارين للمساعدة في بيع حصص في بعض أصول النفط والغاز لديها، ضمن جهود الحكومة لفتح قطاع مغلق أمام الاستثمارات الأجنبية لعقود".

ولا يعتبر قطاع الطاقة في البحرين بنفس حجم القطاع في دول الخليج الأخرى، لكن المسؤولين يسعون إلى اتباع استراتيجية مشابهة لتلك التي تتبعها كل من السعودية والإمارات.

وتنتهج البحرين استراتيجية مماثلة لدول الخليج المجاورة لها في طرح بعض الحصص من صناعة الطاقة أمام المستثمرين.

وعرضت الرياض حصة في أرامكو بطرح عام أولي في 2019، ثم أتبعتها ببيع حقوق تأجير بعض خطوط الأنابيب للمستثمرين. باعت أبوظبي أيضاً حصة في شركة أدنوك لأنابيب النفط قبل 5 سنوات، على الرغم من أن شركة مقرها في الإمارة أعادت مؤخراً شراء حصة شركة بلاك روك وشركة كيه كيه آر آند كو في هذه الأعمال.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت مجموعة "بابكو إنرجيز" البحرينية عن قرب الانتهاء من استثمار ضخم بقيمة 7 مليارات دولار لترقية مصفاة "بابكو"، يشمل بناء مصفاة جديدة، بطاقة قصوى تبلغ 380 ألف برميل يومياً خلال العام الحالي، بحسب مارك توماس الرئيس التنفيذي للمجموعة.

وأضاف توماس أن برنامج المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد في البحر الذي أطلقته المجموعة بنهاية 2023، يُعد الأكبر الذي تطبقه البحرين، ويغطي 5 آلاف كيلومتر مربع. وأشار إلى أن المجموعة مهتمة أيضاً بالطاقات المتجددة، وبتوسيع استخدام الطاقة الشمسية في المملكة، بهدف تنويع مصادر الطاقة.

وإضافةً إلى ذلك، أطلقت المجموعة شركة جديدة باسم "بابكو إنرجيز فينشرز" بهدف دعم الشركات الصغيرة الناشئة والاستثمار في التكنولوجيات الجديدة.

من جهتها، تخطط شركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات)، صندوق الثروة السيادي في المملكة، لبيع حصص في 4 شركات على الأقل خلال العام المقبل، في ضوء سعيها لتعزيز نشاطها الاستثماري.

وقال الشيخ سلمان بن خليفة، وزير المالية في البحرين ورئيس مجلس إدارة الصندوق، خلال مقابلة إعلامية، إن "ممتلكات القابضة" تستهدف زيادة نشاطها في السوق. مضيفاً "نخطط للقيام بما لا يقل عن 4 عمليات إدراج أو طروحات سوقية لأجزاء مختلفة من محفظة الصندوق خلال 2024، على أن يتم ذلك في بورصة المملكة الرئيسية وفي البورصات البديلة الأخرى لدينا".

تأتي خطط البحرين لإجراء تغييرات جذرية في "ممتلكات" بالتزامن مع تفوق بعض الكيانات السيادية الأكبر حجماً في الشرق الأوسط على الصندوق، مع مشاركتها الكبيرة في أنشطة الصفقات.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، الذي يسيطر على أصول بأكثر من 800 مليار دولار، والصناديق الموجودة في أبوظبي مثل شركة "مبادلة للاستثمار"، مصادر رئيسية لرأس المال في الصفقات العالمية.