البديوي في عدن لترميم الشروخ في مجلس القيادة الرئاسي

زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إلى عدن تسعى إلى إنهاء الخصومات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وحلحلة الملف الإنساني لكنها خذلت القضية الجنوبية

عدن –  وصل أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إلى عدن، بالتوزاي مع حراك دبلوماسي وجهود أممية ودولية تسعى إلى تجديد الهدنة بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي وإنهاء النزاع المستمر.
وتحمل هذه الزيارة أيضا أهمية خاصة باعتبارها الأولى من نوعها لأمين عام مجلس التعاون منذ أكثر من ثمان سنوات.
 كما أنها تسعى إلى إنهاء الخصومات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، التي عطلت الكثير من الإجراءات منها تشكيل لجان لمحاربة الفساد ومراقبة العطاءات، في ظل سخط شعبي على سياسات الحكومة الفاشلة التي لم تستطع وقف انهيار العملة المحلية أو توفير الخدمات العامة وأساسيات للحياة للمواطنين.

وجاء في تدوينة نشرها حساب مجلس التعاون عبر منصة "اكس":
 @GCCSG
معالي الأمين العام لمجلس التعاون: دول مجلس التعاون تدعم وتساند الجمهورية اليمنية في ظل الشرعية الدستورية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي.

وأفادت مصادر مطلعة، أن زيارة البديوي تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد اهتمام مجلس التعاون الخليجي بعودة الأوضاع والاستقرار في عدن، ودعم توحيد جهود الحكومة الشرعية عقب تصاعد الخلاف بينها وبين المجلس الانتقالي، ومواجهة التحديات الاقتصادية وتقديم العون للشعب اليمني.

وطفت الخلافات على السطح في الآونة الأخيرة بين قوى معسكر الشرعية فبعد مرور أكثر من عام على تأسيس المجلس الرئاسي ما زالت التركيبة التي تشكل منها تثير الخلافات، وتتسبب بحالة من عدم الاستقرار السياسي، انعكست على الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطنين.
وقال متابعون أن خروج الخلافات العاصفة بين مكوناته إلى العلن عبر وسائل الإعلام، تنذر بوجود تصدع قد يودي بالمجلس الرئاسي غير المتوافق ولا المتناسق.
وعلق السياسي اليمني علي الذهب على الزيارة، في تدوينة على حسابه بموقع إكس:

@ali_al_dahab

مجلس التعاون #الخليجي، بوصفه راعي المبادرة الخليجية، وراعي نقل السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى مجلس القيادة #الرئاسي، يقود مصالحة لرأب الصدع الحاصل في الرئاسي.
التفاصيل مع أمين عام مجلس التعاون الذي وصل العاصمة المؤقتة #عدن.
إلى أين يمضي #اليمن؟!
وفي لقاء آخر عقده مع رئيس الوزراء معين عبدالملك خصص لمناقشة الملف الاقتصادي، أوضح البديوي أن الزيارة تأتي بدعوة من الحكومة اليمنية وتكليف من وزراء خارجية دول مجلس التعاون، للاطلاع عن قرب على الحاجات القائمة وأولويات الدعم خلال الفترة الراهنة والمستقبلية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مؤكداً الالتزام بدعم عدد من المشاريع التنموية المتعثرة بسبب الحرب، وحث الدول والصناديق العربية والإنمائية على استئناف الدعم المتوقف.
وأثارت الزيارة ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، عكست انتظارات اليمنيين من الحراك الدبلوماسي الخليجي والدولي، وقال ناشط:

@yaseralyafai

أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي يصل إلى العاصمة #عدن .. أهلاً وسهلاً في عاصمة الانتصار العربي ضد إيران وأدواتها .

وشهدت الساحة السياسية اليمنية، مؤخرا تحركا لـ"هيئة التشاور والمصالحة"، التي عقدت اجتماعات ولقاءات بقيادات في الدولة وسفراء للدول الفاعلة في الملف اليمني.
وتشكلت هيئة التشاور والمصالحة بموجب إعلان نقل السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أشخاص، في إبريل 2022، وتضم 50 عضواً، قابلين للزيادة إلى 100. وكانت مهمتها جمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة وتوحيد القوى اليمنية، وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراع بين كافة القوى والتوصل إلى سلام.
وتقول مصادر يمنية أن أحاديث في الأوساط السياسية اليمنية تدور عن مساعٍ لإحلال الهيئة محل البرلمان المنتخب.
وخلال لقاءه البديوي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بحضور عضوي المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبدالله العليمي بقصر معاشيق، تم بحث التطورات اليمنية والمستجدات المتعلقة بجهود الوساطة التي تقودها السعودية لتجديد الهدنة، والبناء عليها لإطلاق عملية سياسية شاملة.
وتشهد عدن ومحافظتي مأرب وحضرموت، تحركات دبلوماسية أممية وأميركية وخليجية، في إطار المفاوضات غير المعلنة، لإيقاف الحرب والبدء بعملية سياسية شاملة في اليمن.
وأكد البديوي الموقف الخليجي الثابت في دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل في اليمن، استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وتنفيذ ما تبقى من بنود "اتفاق الرياض".
وتركز المساعي الدبلوماسية الأخيرة على حلحلة الملف الإنساني عبر تجديد الهدنة المنتهية ودفع الرواتب المنقطعة منذ سبع سنوات جراء رفض الحوثيين تسليمها، وفتح الطرقات التي تغلقها على عدد من المدن اليمنية وفي مقدمها تعز، وفتح وجهات جوية جديدة أمام مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، وغيرها من الإجراءات التي تمهد لمناقشات ملف التسوية السياسية الشاملة.
وتطرق العليمي إلى تعنت جماعة الحوثي وما تمارسه من "خروق وانتهاكات وتخادمها الصريح مع المنظمات الإرهابية"، كما تناول "الضغوط الإقليمية والدولية المطلوبة لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها".
ويتصاعد الاستياء الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين جراء تفاقم الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعانيها ملايين السكان.

لكن اللافت في زيارة البديوي إلى عدن هو عدم تناوله القضية الجنوبية، ما خلف استياء في أوساط الجنوبيين الذين اعتبروا أنها إشارة سلبية وتجاهل لتضحياتهم، رغم أن الجبهات الجنوبية مازالت مشتعلة وتتصدى القوات المسلحة الجنوبية للحشود الحوثية المتواصلة وبكثافة.

 وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، منصور صالح، أن "القوات الجنوبية تخوض بمفردها حربا مفتوحة مع جماعة أنصار الله اليمنية منذ ثماني سنوات".
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "القوى اليمنية التي تدّعي "كذبا" أنها تخوض حربا ضد الحوثي عديدة، ولديها قوة قتالية هائلة بما فيها ما يسمى بـ"الجيش الوطني"، لكن كل هذه القوات لم تحقق أي نصر على جماعة الحوثي، الذي ظل ومازال يحقق تقدما متواصلا في مختلف الجبهات باستثناء الجبهات الجنوبية".
وأضاف القيادي الجنوبي أنه "يمكن القول حصريا إن كل الجبهات التي قاتلت الحوثي وانتصرت عليه هي الجبهات الجنوبية، سواء كان ذلك في جغرافيا الجنوب أو حتى خارجها في عمق الشمال، كالساحل الغربي والحديدة وأطراف محافظة إب المحادة لمحافظة الضالع الجنوبية".
وربط القيادي الجنوبي، بين تزامن الحشود الحوثية في جبهات كرش والحد في محافظة لحج وتحركات القاعدة في شبوة، والحملة الأمنية التي تنفذها القوات الجنوبية المشتركة ضد العناصر الإرهابية في محافظة أبين، مبينا أن "هدف هذه الحشود هو تخفيف الضغط على الجماعات الإرهابية التي تعرضت لضربات قوية، وهو ما يؤكد التخادم بين التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها وجماعة أنصار الله اليمنية".

لكن لم يتم التطرق إلى هذه التطورات خلال زيارة البديوي بحسب المؤتمر الصحافي والبيانات الرسمية التي تم نشرها بخصوص هذه الزيارة.
وكانت آخر زيارة يقوم بها أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن، عبد اللطيف الزياني الأمين السابق، ووزير الخارجية البحريني الحالي، إلى مدينة عدن جنوبي البلاد في فبراير 2015.

وجاءت زيارة الزياني في ذلك الوقت بعد أيام قليلة من تمكن الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي من الوصول إلى مدينة عدن قادماً من صنعاء كاسراً إقامة جبرية فرضتها عليه الحوثيين التي سيطرت على العاصمة بقوة السلاح في سبتمبر 2014.

 وركزت زيارة الزياني على تقديم تأكيدات خليجية، بمواصلة دعم الشعب اليمني، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في ذلك الوقت، ورفض الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي وسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية.