البرهان لا يترك أي مجال لمفاوضات تنهي الحرب

قائد الجيش السوداني يكشف مجددا عن نواياه التصعيدية مؤكدا أنه لا مفاوضات ولا سلام ولا وقف إطلاق نار.

الخرطوم - جدّد عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني اليوم الأربعاء رفضه التام لأي مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في البلد، ما يقيم الدليل على أنه يشكّل عقبة على طريق الجهود الدولية الرامية إلى طيّ صفحة الصراع مع قوات الدعم السريع، رغم هزائمه المتتالية وفقدانه السيطرة على العديد من المناطق.

وقال البرهان "لا مفاوضات ولا سلام ولا وقف إطلاق نار إلا بعد دحر هذا التمرد والخلاص من هؤلاء المتمردين المجرمين ليعيش هذا الوطن بسلام"، وفق وكالة الأنباء السودانية "سونا".

وأضاف "لن نوقف القتال حتى هزيمة هؤلاء المجرمين الذين دمرو هذا البلد الكريم والذين استباحو ممتلكات المواطنين ومارسو أبشع الانتهاكات في الخرطوم والجنينة والجزيرة".

وهي ليست المرة الأولى التي يدلي فيها البرهان بتصريحات تكشف عن نواياه التصعيدية وإطالة أمد الصرع، في وقت تبذل فيه جهود إقليمية ودولية من أجل استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع في منبر جدة.

وتسعى السعودية والولايات المتحدة إلى إعادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات في مدينة جدة، بعد توقف المحادثات لشهور، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وكان البرهان قد جدد الثلاثاء رفضه لأي تسوية سياسية قبل انتهاء الحرب، في حين أبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" طيلة الأشهر الماضية استعداده الجاد للحوار من أجل إنهاء الأزمة. 

ويأتي عناد البرهان بعد حصوله على أسلحة وطائرات مسيرة من إيران ما عزز موقفه ميدانيا وتحقيقه بعض المكاسب وإن وصفت بأنها "هشة"، فيما يراهن قائد الجيش السوداني على الحصول على المزيد من الدعم.

ونجح حميدتي خلال جولته الأفريقية الأخيرة في تعزيز موقفه الدولي، فيما قوبلت مبادرته لطي صفحة الصراع بين قواته وقوات البرهان بتأييد العديد من قادة الدول التي زارها، باعتبارها تشكل خارطة طريق لتأسيس الدولة السودانية الجديدة.

وميدانيا أعلنت قوات قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء عن تحقيق انتصار جديد بالتصدي لهجوم نفذته قوات البرهان.

وقالت في منشور على منصة "إكس" "تمكن أشاوس الدعم السريع من إلحاق الهزيمة بمرتزقة العدل والمساواة قرب منطقة "الفقيشة" التي تبعد عن "الخياري" نحو 5 كيلومترات".

وتابعت "تكبد أتباع مليشيا البرهان وكتائب النظام المباد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على أيدي قواتنا المرابطون لحراسة بوابة الجزيرة بمحور القضارف وأفلح الأشاوس في استلام 28 عربة قتالية بكامل عتادها الحربي، وعربة أخرى تحمل منظومة اتصالات، ودبابة بكامل معداتها، إضافة إلى مقتل وجرح العشرات، فيما لاذ المئات من منسوبي مليشيا البرهان والحركات المتحالفة معها بالفرار".

واندلع النزاع في السودان في نيسان/ابريل 2023 وخلف بحسب الأمم المتحدة آلاف القتلى وتسبب بنزوح أكثر من 8.5 ملايين شخص، فضلا عن دمار كبير ألحقه بالبنى التحتية، كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكّانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة ودمّرت البنى التحتيّة المتهالكة أصلا.