البنك الدولي يتوقع ارتفاع نمو الاقتصاد المغربي في 2024 و 2025

الاقتصاد المغربي يظهر قدرة عالية على الاستجابة بفاعلية للصدمات الاقتصادية في السنوات الأخيرة.

نيويورك/الرباط - توقع البنك الدولي في تحديث لتوقعاته للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن يرتفع معدل النمو في المغرب في العام الحالي إلى 3.1 بالمئة ارتفاعا من 2.8 بالمئة في العام الماضي وإلى 3.3 بالمئة في العام 2025، بينما يأتي هذا التقييم استنادا إلى واقع التحولات التي يشهدها الاقتصاد المغربي وإلى مؤشرات تعافيه من تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا وهي الأزمة التي تسببت في أزمات مالية واقتصادية في دول العالم.

وأظهر الاقتصاد المغربي قدرة عالية على الاستجابة بفاعلية للصدمات في السنوات الأخيرة وصمودا يعتبر استثنائيا في خضم أزمات متتالية، بينما لا تحجب هذه القدرة العالية على امتصاص الصدمات الاقتصادية وجود تحديات بعضها ناجم عن مشاكل محلية وأخرى ناجمة عن الاضطرابات الجيوسياسية المتناثرة.

وفي كل الحالات تبدو المؤشرات الحالية ايجابية لجهة التعافي وتحقيق نسب نمو مدفوعة بخطة تحولات يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يعتمد على مقاربة تنموية متوازنة وواقعية إضافة إلى رؤية استشرافية تعطي أولوية للدولة الاجتماعية.

ويقول البنك الدولي إن معدل النمو سيرتفع في بعض البلدان خاصة في جيبوتي والمغرب وتونس، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن الصراع في الشرق الأوسط يزيد من حالة عدم اليقين، مشيرا إلى أن اشتداد الصراع سيكون له تداعيات سلبية غير مباشرة على بعض دول الجوار من بينها تنامي نسبة اللجوء والنزوح.

كما أوضح أن من بين منغصات النمو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ما يتعلق بالكوارث الطبيعية والتغير المناخي.

وتعرضت منطقة الحوز في المغرب إلى زلزال في الفترة الماضية أسفر عن دمار وسقوط قتلى، لكن السلطات أظهرت قدرة عالية على التعاطي مع الأزمة الطارئة والتأقلم السريع مع متطلباتها.

لكن في المقابل فإن المملكة المغربية تعاني من جفاف سيكون له تأثير على الإنتاج الزراعي خاصة على محصول القمح وهو ما قد يثقل كاهل الدولة إذا استمرت موجة الجفاف. وقد اتخذت السلطات جملة من الإجراءات في مواجهة حالة الإجهاد المائي.

ودشن المغرب الذي يستعد لاحتضان فعاليات كأس أمم افريقيا 2025 وكأس العالم بالشراكة مع اسبانيا والبرتغال في 2030، جملة من المشاريع التنموية الضخمة تشمل تطوير البنية التحتية الرياضية والبنية التحتية للنقل البري والبحري والجوي بما يشمل توسيع شبكة الطرقات والموانئ والمطارات وتعزيز أسطول الخطوط الجوية الملكية بطائرات من طرازات حديثة كما يواصل بثبات تنفيذ مشاريع واعدة في أقاليمه الجنوبية وهي المشاريع التي ستحول على المدى المنظور الصحراء المغربية إلى قطب عالمي للاستثمار.

وعدل المغرب كذلك بوصلته صوب الاستثمار في الطاقات البديلة والنظيفة من خلال محطات ضخمة للطاقة الشمسية ومزارع الرياح والتي من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في تلبية احتياجات السوق المحلي من الطاقة وتصدير الفائض منها.

وتستعد بريطانيا والمغرب لمدّ أطول كابل كهربائي عبر البحر في العالم بطول 3800 كيلومتر وبكلفة قد تصل إلى ما يعادل 21 مليار دولار والذي من المتوقع أن يوصل التيار الكهربائي المولد من الطاقة الشمسية من محطات الصحراء المغربية إلى نحو 7 ملايين شخص في المملكة المتحدة.