التصعيد التركي في كردستان يستعجل زيارة وزير الدفاع العراقي لأنقرة

ثابت محمد العباسي سيعمل على إيجاد حل مع الجانب التركي فيما يتعلق بمشكلة المتمردين الأكراد والعمليات العسكرية التركية المتواصلة شمال العراق.

أنقرة - توجه وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي الى انقرة للقاء نظيره التركي يشار غولر وفق ما أعلنته وكالة الأنباء العراقية في خضم تصاعد العمليات العسكرية التركية شمال العراق بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مبان حكومية في أنقرة يوم الأحد.
بدورها قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن زيارة العباسي تلبية لدعوة رسمية وجهها إليه غولر فمن المتوقع أن يبحث الجانبان الأمن والدفاع الثنائيين والإقليميين وقضايا التعاون في الصناعات الدفاعية وخاصة مسالة العمليات العسكرية المستمرة لتركيا في شمال العراق.
وتصعد القوت التركية من هجماتها في جبال كردستان رغم فشل عمليات سابقة متتالية في الحد من خطر المتمردين الاكراد رغم تاكيد الجيش التركي القضاء على العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني.
ودمرت القوات الجوية التركية 58 هدفا لحزب العمال الكردستاني المحظور في شمال العراق منذ أن أعلنت الجماعة الكردية المسلحة مسؤوليتها عن الهجوم الاخير.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنها شنت يوم الأربعاء عملية، هي الثالثة منذ تفجير الأحد، لضرب أهداف في متينا وهاكورك وجرة وقنديل وأسوس وأسفرت عن "تحييد" عدد من مسلحي الحزب، مما يعني عادة مقتلهم.
وأعلن وزير الخارجية هاكان فيدان يوم الأربعاء أن جميع منشآت حزب العمال الكردستاني في العراق ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا "أهداف مشروعة".
وفجر مهاجمان قنبلة بالقرب من مبان حكومية في أنقرة يوم الأحد مما أسفر عن مقتلهما وإصابة ضابطي شرطة.
وتتذرع تركيا بالهجمات التي تحدث بين الحين والاخر لشن عمليات عسكرية في شمال كل من العراق وسوريا فيما عبرت الحكومة العراقية عن رفضها لهذه التدخلات التي تستهدف المدنيين داعية المجتمع الدولي للضغط على انقرة لوقفها فورا.
وتنفي تركيا استهداف المدنيين وتقول إنها تعمل على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين من خلال التنسيق مع السلطات العراقية.
ويرفض الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد الضربات التركية المتكررة أو وجود قواعد عسكرية تركية في إقليم كردستان العراق ويأمل في التوصل لاتفاق مع تركيا لحل هذه المشكلة فيما تاتي زيارة وزير الدفاع الى انقرة لتحقيق كذلك رغم استبعاد التوصل الى تفاهمات والتزام انقرة بها.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984 وأودى الصراع بحياة أكثر من 40 ألفا.
وخلال سلسلة من الوقائع الدموية بمدن تركية في عامي 2015 و2016، أعلن مسلحون من الأكراد أو من تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى مسؤوليتهم عن الهجمات أو جرى تحميلهم المسؤولية عنها.
وخلال آخر هجوم في مارس/اذار 2016، أدى انفجار سيارة مفخخة في منطقة كيزيلاي في وسط العاصمة إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 125 آخرين. ونُسب الهجوم إلى منظمة "صقور حرية كردستان" وهي جماعة متطرفة صغيرة قريبة من حزب العمال الكردستاني.
وفي أكتوبر/تشرين الاول 2015، أدى هجوم أمام محطة قطارات أنقرة المركزية نُسب إلى تنظيم "داعش" إلى مقتل 109 أشخاص.
في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقع هجوم في شارع تجاري مزدحم في اسطنبول أدى إلى سقوط ستة قتلى و81 جريحاً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، لكن السلطات نسبته إلى "حزب العمال الكردستاني".