التغيرات الجيوسياسية تجمع الامارات وفرنسا والهند في اتفاق تعاون ثلاثي

فرنسا تبحث عن بدائل للغاز الروسي من خلال تعزيز تعاونها مع الإمارات فيما تسعى ابوظبي لمواجهة التهديدات الإيرانية من خلال تعزيز تعاونها مع نيودلهي وباريس.
فرنسا والإمارات تبحثان التحديات في أوكرانيا وإيران
الهند تسعى للاستفادة من المقدرات الهامة لكل من الامارات وفرنسا
فرنسا تسعى للاستفادة من المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة
عواصم خليجية تسعى لشراكة مع فرنسا في خضم خلافات مع واشنطن

أبوظبي - أعلنت الإمارات وفرنسا والهند السبت "تأسيس مبادرة تعاون ثلاثي" في مختلف المجالات لا سيما الدفاع ووضع خريطة طريق لبدء تنفيذها وذلك في بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية فيما يبدو انه توجه لتعزيز التعاون في مواجهة تحديات دولية وفي خضم بحث باريس عن بدائل للغاز بعد وقف الإمدادات الروسية وجهود ابوظبي لكبح التهديدات الإيرانية المتصاعدة ووسط محاولة نيودلهي للاستفادة من المقدرات الهامة للشريكين.
وأفادت الوكالة بأن البيان المشترك للدول الثلاث جاء "عقب اتصال هاتفي ثلاثي جمع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، والهندي سوبرامنيام جاي شانكار".
وأوضح البيان، أنه في سبتمبر/أيلول 2022، "تم عقد اجتماع ثلاثي للمرة الأولى بين وزراء خارجية الإمارات وفرنسا والهند على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز التعاون والاستقرار".

ويأتي الحديث عن مبادرة التعاون الثلاثي في خضم زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية إلى المنطقة ولقائها بعدد من المسؤولين الخليجيين لبحث تداعيات أزمة أوكرانيا والتهديدات الإيرانية.
والتقت كاثرين كولونا مع نظيرها الإماراتي خلال زيارة أجرتها لأبوظبي حيث أكدت بأنها "أجرت لقاء ثريا ووديا مع نظيرها الإماراتي لتفحص التحديات والأزمات في أوكرانيا كما إيران".
وأشار بيان الدول الثلاث إلى أنه "في إطار مواصلة التعاون القائم وافق وزراء الدول الثلاث السبت خلال اتصال هاتفي على إنشاء مبادرة رسمية للتعاون الثلاثي بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات". مؤكدة أن "المكالمة الهاتفية بين الوزراء الثلاثة اليوم، اعتمدت خريطة طريق لوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ".
وستكون المبادرة الثلاثية بـ"مثابة منتدى لتعزيز ورسم وتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات الطاقة، مع التركيز على الطاقة الشمسية والنووية، ومكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي".
وشدد البيان على أن "الدفاع مجال للتعاون الوثيق بين البلدان الثلاثة وتم الاتفاق على بذل الجهود لتعزيز التوافق، والتنمية والإنتاج المشترك، وبحث سبل لمزيد من التعاون والتدريب بين قوات الدفاع في الدول الثلاث".

توجه فرنسي لتعزيز التعاون مع دول الخليج
توجه فرنسي لتعزيز التعاون مع دول الخليج

ويشمل التعاون مجالات مختلفة أبرزها "الابتكار التكنولوجي والمجال الثقافي، والتهديدات الناشئة عن الأمراض المعدية، وكذلك بشأن تدابير مكافحة أي جائحة تحدث في المستقبل".
وتبحث فرنسا عن تعزيز تعاونها مع الدول الخليجية ودول أخرى مثل الجزائر لبحث بدائل للإمدادات الروسية من الغاز فيما تبحث العديد من العواصم الخليجية مثل ابوظبي والرياض تعزيز العلاقات مع باريس للحد من الخطر الإيراني وسط خلافات بين تلك الدول والولايات المتحدة علة خلفية ملف تخفيض انتاج النفط ضمن أوبك+.

وتسعى باريس لتنشيط دبلوماسيتها في محاولة منها كدولة غربية لملئ الفراغ الذي تسببت فيه الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الخليج والاستفادة كذلك من المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة وهي متغيرات دفعت بالصين لتعزيز تقاربها مع السعودية.
ومثلت زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الى قاعدة القوات الفرنسية في الإمارات رسالة واضحة للدعم الكبير من قبل فرنسا لأمن الإمارات وسط تصاعد التهديدات الايرانية ومحاولة استهداف امدادات الطاقة العالمية في مياه الخليج والمعابر.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن الوزيرين بحثا "الفرص المتاحة لتعزيز مسارات التعاون والشراكة الاستراتيجية وتطورات الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها".
والخميس، بحثت كولونا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات إقليمية ودولية.
وكانت فرنسا وقعت مع السعودية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف والربط الكهربائي في مسعاها لتنويع مصادر الطاقة.