التفاتة أميركية لإفريقيا في مواجهة نفوذ الصين وروسيا

نائبة الرئيس الأميركي تتعهد بزيادة الاستثمارات الأميركية في إفريقيا في أول جولة خارجية لها تشمل غانا وتنزانيا وزامبيا، بينما تنظر بقلق للتمدد الروسي الصيني في القارة الافريقية.

أكرا - قالت نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستزيد الاستثمارات في أفريقيا وستساعد في تحفيز النمو الاقتصادي وذلك في مستهل جولة تستغرق أسبوعا في القارة بهدف مواجهة نفوذ الصين وروسيا.

وتسعى واشنطن لتعزيز وجودها في افريقيا في مواجهة التمدد الصيني الروسي، بينما اعتمدت إستراتيجية جديدة كانت قد أعلنت عنها العام الماضي لتعزيز علاقاتها مع الدلو الإفريقية ومحاولة كبح تغلغل خصميها ومنافسيها الصين وروسيا في القارة السمراء.

وضخت الصين استثمارات ضخمة في أفريقيا في العقود القليلة الماضية في مجالات منها تطوير البنية التحتية والموارد الطبيعية، بينما ينمو النفوذ الروسي أيضا عبر سبل منها نشر قوات من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة لمساعدة الحكومات في العديد من الدول.

وقالت هاريس بعد قليل من هبوط طائرتها في غانا، المحطة الأولى في جولة ستشمل زيارة تنزانيا وزامبيا "في هذه الجولة، أعتزم القيام بعمل يركز على زيادة الاستثمارات هنا في القارة وتسهيل النمو الاقتصادي والفرص".

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تعزيز العلاقات مع أفريقيا لغايات منها تقديم بديل لقوى منافسة.

وقبل القمة الأميركية الأفريقية في ديسمبر/كانون الأول، خصصت الولايات المتحدة 55 مليار دولار للقارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وأعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تقديم 150 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة لمنطقة الساحل الأفريقي خلال زيارة إلى النيجر الشهر الجاري، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يزر أفريقيا منذ تولى الرئاسة.

وقال مسؤولون أميركيون كبار الأسبوع الماضي إن هاريس ستناقش في هذه الجولة انخراط الصين في المسائل ذات الصلة بالتكنولوجيا والقضايا الاقتصادية في أفريقيا التي تهم الولايات المتحدة، إضافة إلى مشاركة بكين في إعادة هيكلة الديون.

وستلتقي هاريس مع الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو هذا الأسبوع وستزور قلعة العبيد السابقة التي أُرسل منها عبيد إلى الولايات المتحدة خلال حقبة تجارة الرقيق.

وستستمر زيارة هاريس لغانا حتى يوم 29 مارس/آذار، وتزور خلالها تنزانيا من 29 إلى 31 من الشهر نفسه ثم زامبيا من 31 مارس/آذار وحتى الأول من أبريل/نيسان. وستلتقي برؤساء الدول الثلاث وتعتزم الإعلان عن استثمارات في القطاعين العام والخاص.

وتأتي الجولة في أعقاب قمة استضافها بايدن في واشنطن وعقدت في ديسمبر/كانون الماضي بين مسؤولين أميركيين ونظراء لهم من إفريقيا حيث يتزايد نفوذ كل من الصين وروسيا.

ويرافق هاريس في الجولة زوجها دوغلاس إيمهوف وقد استقبلهما في العاصمة الغانية أكرا نائب الرئيس محمد باوميا ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى.

ورحّب تلامذة بنائبة بايدن بقرع الطبول والرقص، رافعين أعلاما غانية في مطار كوتوكا الدولي.

وفي تصريحات مقتضبة، شدّدت هاريس على أن زيارتها تمنحها الفرصة لتعميق العلاقة بين الولايات المتحدة والشركاء الأفارقة.

وقالت هاريس "نتطلع إلى هذه الرحلة باعتبارها تعبيرا إضافيا عن العلاقة الطويلة الأمد والمستمرة والبالغة الأهمية والصداقة بين شعب الولايات المتحدة وأولئك الذين يعيشون في قارة إفريقيا".

وتابعت "أنا متحمّسة للغاية بشأن مستقبل إفريقيا. أنا متحمسة للغاية لتأثير مستقبل إفريقيا على بقية العالم بما في ذلك الولايات المتحدة ".

وتأتي جولة هاريس في أعقاب زيارات أخرى إلى إفريقيا أجراها أعضاء في حكومة الرئيس جو بايدن وكذلك زوجته جيل.

وتكتسي الجولة التي ستقودها الأربعاء إلى تنزانيا ثم الجمعة إلى زامبيا بعدا خاصا، فهاريس هي أول شخص أسود وأول امرأة تصل إلى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة. وسبق أن زارت زامبيا حين كانت طفلة حيث كانت تعمل جدتها (والدة أمها) المتحدرة من الهند.

وستتيح لها هذه الزيارة أيضا تعزيز مؤهلاتها على صعيد السياسة الخارجية تحسبا لترشح بايدن لولاية ثانية في 2024 حين ستكون إلى جانبه.