الثوري الإيراني يتهيأ لإخماد الاحتجاجات بالقوة

قائد الحرس الثوري الإيراني يوجه تحذيرات شديدة اللهجة للمحتجين مؤكدا أنه آخر يوم لهم يخرجون فيه للشوارع وسط تحذيرات حقوقية ودولية من احتمال ارتكاب إيران مجازر بحق المحتجين لإخماد الانتفاضة.

طهران - أطلق الحرس الثوري الإيراني تحذيرا شديد اللهجة للمتظاهرين وقال إن اليوم (السبت) سيكون آخر يوم يخرج فيه المحتجون للشوارع، في إشارة واضحة إلى أن أكبر قوة شبه عسكرية تستعد لإطلاق موجة قمع غير مسبوقة وهو ما حذّر منه المجتمع الدولي في الفترة الأخيرة.

ويقول خبراء ومتابعون للشأن الإيراني إن السلطة الدينية في إيران قد ترتكب مجازر بحق المتظاهرين لإخماد أسوأ احتجاجات تعرفها الجمهورية الإسلامية وهي التظاهرات التي كسر فيها الإيرانيون حاجز الخوف وأسقطوا فيها هالة القداسة عن رموز الحكم بمن في ذلك مرشد الثورة آية الله علي خامنئي الذي كان إلى وقت قريب خطا أحمر ومن يتعرض له يعرض نفسه لعقوبات قاسية.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في أحد التعليقات الأشد لهجة منذ بدء الأزمة التي تتهم السلطات الدينية الإيرانية خصوما أجانب من بينهم إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عنها "لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم هو آخر أيام الشغب"، مضيفا "هذه الخطة الشريرة، هي خطة مدبرة... في البيت الأبيض والنظام الصهيوني".

وتواجه إيران موجة الاحتجاجات منذ بدايتها بقوات أمنية وقوات مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج التي اعتادت على نشرها عند أي حراك اجتماعي شعبي ولم يتم نشر الحرس الثوري الذي يخشاه الناس على نطاق واسع ويقدم تقاريره مباشرة للزعيم الإيراني الأعلى خامنئي. وهو قوة مميزة لها باع طويل في قمع المعارضة في البلاد.

وتحدى الإيرانيون مثل هذه التحذيرات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي لعبت فيها النساء دورا بارزا. ووردت المزيد من الأنباء عن إراقة دماء مجددا اليوم السبت.

وقالت منظمة هنجاو المعنية بحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت النار على طالبات مدرسة للفتيات في مدينة سقز. وفي منشور آخر ذكرت المنظمة أن قوات الأمن فتحت النار على طلاب جامعة العلوم الطبية في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني.

وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجا قتلوا، واعتُقل الآلاف في أنحاء إيران خلال الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورة شعبية شارك بها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع.

وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الجمعة محتجين يهتفون بموت الزعيم خامنئي وقوات الباسيج التي لعبت دورا كبيرا في قمع المحتجين.

واتهمت وزارة المخابرات وذراع المخابرات في الحرس الثوري أجهزة مخابرات أميركية وبريطانية وإسرائيلية وسعودية بتدبير الاضطرابات لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وكرر سلامي في كلمة خلال جنازة لقتلى سقطوا في هجوم وقع الأسبوع الماضي وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه، الرسالة بتوجيهها مباشرة للمحتجين. وقال "لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم على وجهها".

وستسلط الولايات المتحدة هذا الأسبوع الضوء في الأمم المتحدة على الاحتجاجات في إيران وستبحث عن سبل لدعم تحقيقات مستقلة وذات مصداقية بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية.

وحث ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة السلطات الإيرانية على التعامل مع "الشكاوى المشروعة للسكان، بما في ذلك احترام حقوق المرأة". وقال إنه يتعين على قوات الأمن تجنب "كافة أشكال الاستخدام غير الضروري وغير المتكافئ للقوة" ضد المحتجين السلميين.

وفي مسار مواز للاحتجاجات التي تفجرت في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي تنديدا بمقتل الفتاة الكردية الإيرانية مهسا اميني، رفعت جموع من الإيرانيين شعارات منددة بأعمال "الشغب" التي تشهدها الجمهورية الإسلامية وذلك خلال مشاركتهم في مراسم تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقدا دينيا في شيراز.

وقتل 15 شخصا على الأقل جراء إطلاق مسلّح النار الأربعاء في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، مركز محافظة فارس بجنوب إيران، في هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اعتبر الخميس أن "الشغب" يمهّد الطريق أمام "الأعمال الإرهابية"، موضحا خلال كلمة متلفزة أن "نيّة العدو هي إعاقة تقدم البلاد ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية" مثل الهجوم على مرقد شاه جراغ بشيراز.

ونزلت جموع من سكان شيراز إلى الشوارع صباح السبت للمشاركة في مراسم تشييع الضحايا التي أقيمت في باحة المرقد، ورفعت شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وانجلترا متهمة إياها بتأجيج ودعم "أعمال الشغب".