الجزائر تعزز تعاونها العسكري مع دول منطقة الساحل لمواجهة الإرهاب

السلطات الجزائرية تعلن عن انعقاد اجتماع استثنائي لقادة جيوش دول "الساحل الإفريقي" الأعضاء في "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" لبحث آليات التعاون الأمني للتصدي لتحركات الجماعات الإرهابية في منطقة حساسة بالنسبة للسلطات الجزائرية وفي مواجهة تحركات بعض القوى الاقليمية والدولية على غرار فرنسا وروسيا.
الجزائر تعزز تعاونها العسكري مع دول الساحل في منافسة مع تحركات مماثلة لفرنسا وروسيا
السلطات الجزائرية تشعر بقلق من تداعيات تنامي خطر الارهاب في منطقة الساحل على امنها

الجزائر - تشعر السلطات الجزائرية بقلق شديد من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء وتأثير ذلك على أمنها إضافة إلى هواجسها من تنامي نفوذ بعض القوى الدولية والإقليمية على غرار فرنسا وروسيا وكذلك المغرب الذي طور من علاقاته مع عدد من الدول الإفريقية بما فيها دول منطقة الساحل.
ولتعزيز حضورها في المنطقة ومواجهة الجهاديين الذين صعدوا من تحركاتهم في المنطقة أعلنت الجزائر، الخميس، انعقاد اجتماع استثنائي لقادة جيوش دول "الساحل الإفريقي" الأعضاء في "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" لبحث آليات التعاون الأمني.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان " تم انعقاد دورة غير عادية لرؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر بالعاصمة الجزائرية".
وأضاف البيان أن اجتماع الخميس الذي انعقد بدعوة من الوزارة "خصص لمناقشة والتوقيع على مشاريع قوانين جديدة لآلية التعاون الأمني لإعطاء ديناميكية جديدة للتعاون والتنسيق العملياتي بين الدول الأعضاء".
واوضح البيان: "أن قائد الأركان الجزائري سعيد شنقريحة شدد على ضرورة وضع أعمال مدروسة تهدف إلى احتواء نشاطات الجماعات الإرهابية والإجرامية وتعزيز صمود الشعوب في مواجهة تهديد هؤلاء المجرمين".
وتابع البيان ان " الاجتماع شهد مباحثات للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مع قادة الجيوش المشاركة".
وتأسست "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" عام 2010 بغرض التنسيق بين جيوش دول الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر لمكافحة الإرهاب والجريمة بمنطقة الساحل، ومقرها مدينة تامنراست جنوبي الجزائر.
ونقل بيان وزارة الدفاع عن الرئيس تبون تأكيده "عزم الجزائر على الارتقاء بعلاقاتها مع هذه الدول (المشاركة في الاجتماع) إلى مستوى تطلعات شعوب المنطقة، لاسيما من خلال سعيها الدائم للمساهمة في إرساء موجبات الاستقرار السياسي والأمني".
وأضاف تبون أن مساعي الجزائر "قائمة أساسا على مبدأ رفض التدخل الأجنبي وتشجيع الحوار الداخلي والحفاظ على الوحدة الترابية والانسجام الوطني للدول" وفق البيان.
ويرى مراقبون ان الجزائر تشعر بكثير من القلق مع تصاعد التحركات الروسية والفرنسية في منطقة تعتبر مجالا حيويا لها فرغم العلاقات المتطورة بين موسكو والجزائر وتحسن العلاقات الجزائرية الفرنسية في الاونة الاخيرة لكن السلطات الجزائرية تعتبر ان المنطقة حساسة بالنسبة اليها.
وكانت الجزائر قد عززت من تعاونها العسكري مع روسيا فيما سعت الى طي صفحة الخلافات مع فرنسا خاصة بعد زيارة الررئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اغسطس/اب الماضي او الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الفرنسية اليزابيت بورن ووفد حكومي الشهر الجاري.
وأسست فرنسا عام 2017 تحالفا عسكريا موازيا لمكافحة الإرهاب يضم بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، لكن الجزائر رفضت الانضمام إليه.
ويأتي اجتماع "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" في أعقاب إنهاء فرنسا "عملية برخان" وسحب قواتها من مالي الجارة الجنوبية للجزائر، وسط تزايد النشاط الإرهابي بالمنطقة.
وتعرف المنطقة تصاعدا للنفوذ الروسي خاصة في مالي حيث تقوم قوات فاغنر الروسية بدعم الجيش المالي في تعقب الجهاديين.
ويقلق هذا النشاط  الإرهابي المتصاعد الجزائر بشكل كبير حيث حذر تبون في فبراير/شباط الماضي من من خطر تحويل منطقة الساحل الصحرواي إلى بؤرة إرهاب جديدة لاسيما في ظل سهولة التغذي من روافد الجريمة المنظمة كالتهريب والاتجار في السلاح والبشر.
وترى الجزائر أن سقوط الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط سيجعلها تلجا الى منطقة الساحل كساحة جديدة لعملياتها وهو ما سياثر بشكل او بآخر على امنها مع وجود مسلحين متشددين لا يزالون يقاتلون الجيش الجزائري انطلاقا من الجبال او من المناطق الصحراوية.
وعانت الجزائر من عشرية سوداء مع تغلغل الارهاب لكنها تمكنت من القضاء على جزء كبير من الجماعات المتشددة بينما بقيت بعض البؤر المعزلة في الجبال تنفيذ بين الحين والاخر بعض العمليات.
كما ان تصاعد اهتمام الجزائر بالمنطقة ياتي في خضم التطورات العالمية المتعلقة بالبحث عن الطاقة والغاز حيث وقعت السلطات الجزائرية في يوليو/تموز الماضي مذكرة تفاهم مع النيجر ونيجيريا لتسريع مشروع إنشاء خط أنابيب غاز عابر للصحراء يصل الى اوروبا التي تعاني من نقص في الامدادات.
وتسعى الجزائر الى تامين هذا الخط من اية محاولات تخريبية عبر تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع دول منطقة الساحل والصحراء.