الجزائر تنتقد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل

شنقريحة يتهم القوى الدولية بالفشل في مواجهة الجماعات الجهادية مؤكدا على ضرورة اعتماد مبادرة تبون.
الجيش الجزائري يرفض الجهود الدولية لمكافحة الارهاب بذرائع التدخل الاجنبي

الجزائر - انتقد قائد الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة الأحد ما وصفها بالتدخل الأجنبي في منطقة الساحل والصحراء بحجة مكافحة الإرهاب قائلا بان القوى الدولية فشلت في مواجهة الظاهرة لكن مراقبين يرون أن تصريحات شنقريحة تهدف إلى عرقلة الجهود الدولية وخاصة الغربية لمواجهة الجهاديين في منطقة تعتبر ضمن المجال الحيوي الجزائري.
ورغم أن شنقريحة لم يحدد طبيعة هذا التدخل لكن الجزائر تشعر بقلق من التدخل الغربي بقيادة فرنسا والولايات المتحدة في منطقة الساحل لكنها لا تنظر في المقابل بارتياح للتدخل الروسي حيث عززت موسكو من نفوذها في دول مثل مالي بنشر قوات فاغنر في البلد الافريقي بذريعة مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وقال قائد الجيش الجزائري في كلمة له خلال زيارة عمل وتفتيش إلى مقر قيادة القوات البرية "نحن نرفض كل شكل من أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب. لأنها مقاربة أثبتت التطورات الأخيرة الحاصلة في المنطقة فشلها الذريع".

وطالب بضرورة وضع ديناميكية جديدة في جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء مشددا على الجهود الجزائرية لمساندة جيرانها ودول القارة الأفريقية في الحرب ضد الإرهاب والتطرف.

ومن المفارقات ان رفض قائد الجيش الجزائري للتدخل الأجنبي يأتي بعد أسابيع من زيارة أداها ضمن وفد عسكري الى باريس لبحث العديد من الملفات بما فيها ملف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل قبل تدهور العلاقات مع باريس بسبب ملف فرار الحقوقية أميرة بوراوي قبل ان تعود هذه العلاقات للتحسن مع استئناف السفير الجزائري في باريس سعيد موسى لنشاطه.
وتدعم الجزائر مقاربتها من اجل مواجهة الظاهرة الارهابية وتداعياتها على الدول الافريقية وحتى داخل حدودها خاصة وان بعض المجموعات المسلحة في شمال مالي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يتواجد في الصحراء والمناطق الجبلية الوعرة شمال البلاد وتعرض مؤخرا لهزائم عديدة على يد الجيش الجزائري.
وتحدث شنقريحة عن المبادرة الجزائرية التي تقدمت بها لإضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء. 
وكانت الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة صادقت على المبادرة التي تضم إضافة الى الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر.".

وتشير المقاربة الجزائرية وفق شنقريحة على إستراتيجية تهدف بالدرجة الأولى إلى تكفل كل بلد على حدة بمواجهة التهديد الإرهابي ضمن إقليمه الوطني وبالاعتماد على قدراته العسكرية والامنية الذاتية لكن مع دعم إقليمي ودولي في إطار التنسيق.
وهذه المقاربة أشار اليها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قبل قترة قائلا انها أمنية اجتماعية بهدف تجفيف منابع الإرهاب والتطرف حيث قرر دعم الدول التي تعاني من الظاهرة بنحو مليار دولار.
وطالب تبون حينها  الشركات الدوليين"بالعمل بصفة ثنائية وجماعية، في إطار الأمم المتحدة، على دعم الجهود الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، لاسيما عبر السعي لتحقيق جملة من الأهداف، بدءا بتعزيز قدرات الدول الأفريقية، وكذلك منع استخدام أراضي الشركاء الدوليين كمنصات للتحريض أو دعم أنشطة إرهابية في دول أخرى، مع مضاعفة الجهود لتفادي المساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تمويل الإرهاب