الدبيبة يبحث تعاونا سياسيا واقتصاديا في أثيوبيا مع انسداد أفق المصالحة

زيارة الدبيبة إلى أديس أبابا تفتح باب التكهنات بشأن بحثه عن دعم خارجي في مواجهة خصومه السياسيين إضافة إلى إبرام تفاهمات ترفع رصيده داخليا.

أديس أبابا- ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة الليبية عبدالحميد الدبيبة مع رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد الخميس في أديس أبابا عددا من الملفات الاقتصادية والسياسية المشتركة، في زيارة تأتي بعد وصول ملف المصالحة الليبية إلى طريق مسدود بفشل مهمة المبعوث الأممي السابق عبدالله باتيلي واستقالته، ما يشير إلى رغبة الدبيبة في حشد التأييد إقليميا.

وفتحت زيارة الدبيبة إلى اثيوبيا الباب التكهنات بشأن بحثه عن دعم خارجي في مواجهة خصومه السياسيين، إضافة إلى إبرام تفاهمات بعدة مجالات ترفع رصيده داخليا في ظل تدهور الأوضاع.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة، أنه خلال استقبال رئيس الوزراء الإثيوبي لنظيره الليبي بالقصر الرئاسي بأديس أبابا، ناقش الجانبان تنظيم العمالة الوافدة الإثيوبية وعودة الخطوط الجوية للعمل في ليبيا والقروض الليبية الممنوحة لإثيوبيا، وجدولة سدادها، والفرص الاستثمارية المقامة في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني.
ومساء الأربعاء، وصل الدبيبة على رأس وفد وزاري العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة رسمية، بحسب منشور عبر حساب وزارة الخارجية الإثيوبية على إكس.

وعلى الصعيد السياسي، جرى التأكيد على توحيد الجهود ودعمها بالقارة الأفريقية لدعم ليبيا لإجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية، واعتبر آبي أحمد أن زيارة الدبيبة لأثيوبيا "خطوة مهمة لعودة التعاون بين البلدين بعد توقف بلغ أكثر من 20 عاما".

من جهته، أكد الدبيبة في كلمته رغبة ليبيا في عودة التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة من خلال التشاور والتواصل بين الحكومتين، والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام. وجرى خلال اللقاء مناقشة عقد اللجنة العليا الليبية الإثيوبية التي لم تعقد منذ العام 2004 بين المؤسسات المختلفة بالبلدين، ووجه الدبيبة الدعوة لرئيس الوزراء الإثيوبي لزيارة ليبيا بهدف استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين.

وفي فبراير 2023، عبر رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن استعداد بلاده لدعم ليبيا في إنجاح مشروع المصالحة، ومعالجة حالة الانسداد السياسي، وذلك خلال لقائه عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي على هامش انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي. واتفق الجانبان على تفعيل اللجنة المشتركة الليبية- الإثيوبية، والتباحث حول سبل عودة السفارة الإثيوبية إلى العمل في طرابلس.
وتأتي الزيارة في ظل استمرار الأزمة السياسية في ليبيا ووصولها إلى نفق مظلم باستقالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الذي أعلن مؤخرا تأجيل مؤتمر المصالحة الوطنية الليبية الذي كان مقررا عقده في 28 ابريل/نيسان الجاري بمدينة سرت إلى أجل غير مسمى.

وأشار باتيلي إلى أنه بعد اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الإفريقي في برازافيل في فبراير/شباط الماضي والذي خصص لليبيا، تقرر عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في مدينة سرت يوم 28 أبريل/نيسان.

لكنه لاحقا، أعرب خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عن أسفه لإبلاغ المجلس بتأجيل هذا المؤتمر إلى موعد لاحق بعدما "ظهرت الانقسامات بين القادة الليبيين مرة أخرى بشأن هذه القضية الحاسمة، معبرا عن "شعور عميق بخيبة الأمل" و مؤكدا أنه سيواصل العمل من أجل دعم العملية السياسية وتحديد موعد جديد لهذا المؤتمر.

وفي وقت سابق، دعا باتيلي الأطراف السياسية الرئيسية في ليبيا للمشاركة في اجتماع يهدف إلى التوصل لتسوية سياسية حول القضايا محل الخلاف والمرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية وتحديد المسائل العالقة التي يجب حلها.

وكانت أجلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا التي كان من المقرر إجراؤها أصلا في ديسمبر/كانون الأول 2021, إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات المستمرة بين الفرقاء الليبيين.