الرياض تجمع صناع آلة العود في مهرجان

العاصمة السعودية تتيح أكبر ساحة للشغوفين بالموسيقى الشرقية التقليدية في أكبر تجمع عربي لعازفي العود.

الرياض - أتاحت العاصمة السعودية ساحة للشغوفين بالموسيقى الشرقية التقليدية في إطار موسم الرياض وذلك من خلال استضافتها لمعرض لصُنّاع آلة العود الموسيقية بعنوان "مهرجان العود".

وفي أكبر تجمع عربي لعازفي العود انطلقت الجمعة فعاليات المهرجان في منطقة بوليفارد رياض سيتي بمعرضين أحدهما يجمع أندر الأعواد عالميا، فيما يختص الآخر بأشهر مصنّعي العود حول العالم.

ويهدف المهرجان الذي نظمته الهيئة العامة للترفيه بالتعاون مع هيئة الموسيقى على مدى ثلاثة أيام إلى الحفاظ على تاريخ الآلة الموسيقية القديمة وتقديمه للزوار من دول مختلفة، وقد ضم جلسات حوارية عن أصول عزف العود، وفقرات موسيقية لأشهر العازفين، إضافة إلى حفلات "على عودي" الغنائية.

كما عرض على زواره والمشاركين فيه جلسات تثقيفية في العزف على العود قدمها الفنان عبادي الجوهر والفنان أحمد فتحي، إلى جانب جلسات للغناء مع العود بقيادة الفنانون عبدالرحمن الحسن وبرهان ومساعد البلوشي.

وتضمن المعرض 13 جناحا تعرض أنواعا مختلفة من العود، تقدر قيمة بعضها بأكثر من 2500 دولار.

وغلب الحماس على زوار المهرجان من مصر وسوريا والعراق، كما كان السعوديون سعداء أيضا لأن بلادهم تنفتح وتقلص القيود بما يسمح بتنظيم مثل هذه المعارض.

وقال علي العلي وهو سعودي زار المعرض "الحمد لله الآن صار بإمكان الجميع الاستفادة من الانفتاح الذي نعيشه، حيث أصبح هناك اهتماما بالموسيقى وبالفنانين من جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن "العازفين بات بمقدورهم شراء آلة العود وتجربتها مباشرة في محلات صانعيها بعد أن كان كل ذلك يتم عن بعد"، مؤكدا "وفرة الآلات وتعدد الخيارات".

أما علي السعيد وهو زائر آخر للمعرض من العراق فقد لفت إلى أنه "لم يكن يتوقع هذه الأجواء الخلابة التي تؤكد أن السعودية سباقة للفن وشعبها صغيره وكبيره محب للعود"، راجيا أن يستمر المهرجان في السنوات القادمة وأن يتطور إلى الأفضل.

وأصبحت الموسيقى تجد الآن مكانا لها في المجتمع السعودي المحافظ بعد أن كان يُنظر إليها من قبل على أنها من المُحرمات.

وشهد المجتمع السعودي تغيرات اجتماعية سريعة على يد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار خطة طموحة تحمل عنوان "رؤية السعودية 2030" مثل رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة والاختلاط بين الجنسين والترفيه العام.

وفي عام 2016، أطلقت الحكومة السعودية الهيئة العامة للترفيه في إطار رؤية 2030 لرعاية الحفلات الموسيقية وتوفير خيارات ترفيهية للسعوديين الذين اعتادوا السفر إلى الخارج لمشاهدة مثل هذه العروض.

ولفت نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الفنية بشركة بنش مارك نايف العلي إلى أن "هواة العود وعشاقه كانوا في السابق يعانون من عدة صعوبات في سبيل شرائه، لكن من الجميل اليوم أنه صار في مقدورهم ركوب سيارتهم والذهاب في رحلة لا تتجاوز النصف ساعة لشراء آلة العود التي تروق لهم، والأجمل أن هذه السنة أتيحت فرصة للشباب من الصناع لعرض ابتكاراتهم" أمام زوار المهرجان.

ويعد مهرجان الرياض للعود أحد أبرز التجمعات الموسيقية التي تسهم في إحياء التراث الموسيقي، حيث يستعرض ضمن أيامه ألوانا عديدة من عزف العود، كما يستقطب المتسابقين من عازفي العود لتجربة أدائهم في عدة فئات للمحترفين والهواة؛ للمنافسة في أجواء يؤدي فيها المشاركون أفضل تجاربهم في العزف أمام خبراء في العزف والتأليف الموسيقي.