السعودية تسير على خيط رفيع للتوفيق بين الولايات المتحدة وروسيا

أسعار النفط تتراجع وسط ترقب المستثمرين لاجتماع مسؤولين من أوبك وكبار المنتجين الآخرين الأربعاء بشأن تعديلات الإمدادات.

 لندن - تراجعت أسعار النفط الاثنين بعدما أثار ضعف البيانات الاقتصادية الصينية مخاوف حيال الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم بينما تستعد مجموعة "أوبك +" لكبار المنتجين لاتّخاذ قرار بشأن الإنتاج في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 103.34 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 97.87 دولار للبرميل، بانخفاض 75 سنتا أو 0.7 بالمئة، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 97.55 دولار عند بدء التداول في آسيا.

وزاد الخامان أكثر من 2 دولار للبرميل الجمعة مع تحسن رغبة المستثمرين في المخاطرة.

ومع ذلك، أنهى برنت وغرب تكساس الوسيط شهر يوليو بخسائر شهرية ثانية على التوالي للمرة الأولى منذ عام 2020 ، حيث أدى ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة المخاوف من حدوث ركود قد يؤدي إلى تآكل الطلب على الوقود.

ويجتمع تحالف "أوبك +" الأربعاء لوضع استراتيجيات جديدة تدفع باتجاهها عوامل عدّة من بينها زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جدّة، ما يطرح تساؤلات عمّا إذا كان التكتّل سيقوم بالمزيد لخفض أسعار النفط الخام.

ويقف الأعضاء الـ13 في منظمة البلدان المصدرة للنفط بقيادة السعودية، وشركاؤهم بقيادة روسيا عند مفترق طرق.

وبعد0 تخفيضات شديدة في ربيع العام 2020 للتعامل مع تراجع الطلب الناجم عن جائحة كوفيد-19، عاد التحالف إلى مستويات إنتاجه قبل الأزمة الصحية، على الورق أقله.

وفي الأوقات العادية، كان بإمكانه التوقّف عند هذا الحد، ولكن الآن عليه أن يقرّر ما سيفعله في مواجهة ضغوط واشنطن.

وزار الرئيس الأميركي المملكة العربية السعودية في منتصف يوليو، وكان من أبرز أهدافها إقناع الرياض بزيادة إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في الأسواق وخفض التضخّم.

وسيسمح اجتماع "أوبك +" بمعرفة ما إذا كان سيتم ما تطلّع إليه واشنطن أم لا.

ويقول المحلّل لدى "أوندا" كريغ ارلام "يبدو أن الإدارة الأميركية تتوقع أنباءً سارّة ولكن من الصعب تحديد ما إذا كان ذلك مبنياً على ضمانات تلقّتها أثناء زيارة" جو بايدن إلى الشرق الأوسط.

من جهته، يرى ستيفين اينيس من "اس بي آي أست مانجمنت" SPI Asset Management  أنه "لن يكون من المفاجئ رؤية السعوديين يعلنون شيئاً يمكن أن يروّج له جو بايدن على أنه انتصار أمام ناخبيه".

ويشير معهد لندن للأبحاث "انرجي اسبكتس"، إلى أنه يتوقع أن تمدد "أوبك+" الاتفاقية الحالية لمواصلة زيادة حجم النفط. ويجب اتخاذ هذا القرار بإجماع الأعضاء، وبالتالي ينتظر أن يكون الاجتماع أطول من المعتاد.

من المقرّر أن يبدأ المؤتمر عبر تقنية الفيديو في الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش (الساعة 15:00 في فيينا، مقر الكارتل).

ولكن استناداً إلى السياسة الحالية، لا يتوقع المحلّلون ارتفاعاً حادّاً في ضخّ النفط. فإضافة إلى ذلك، يجب على "أوبك +" أن يأخذ في الاعتبار مصالح موسكو التي تتعارض مع مصالح واشنطن.

وذكرت صحيفة الرأي الكويتية أن الأمين العام الجديد للمجموعة هيثم الغيص أكد مجددا الأحد أن عضوية روسيا في أوبك+ تمثل أهمية حيوية لنجاح الاتفاق بشأن إنتاج سبتمبر.

وتخلص تاماس فارغا المحلّلة لدى "بي في ام انرجي" إلى أنّ "الرياض تمشي على خيط رفيع"، مشيرة إلى أن الأمر يتعلّق بالسماح للولايات المتحدة بالحفاظ على ماء الوجه، في الوقت الذي يجب أن تتجنّب فيه إغضاب روسيا في سبيل استدامة التحالف.

إضافة إلى ذلك، يرى هان تان من "اكزينيتي" أن أي إعلان عن عرض أكثر طموحاً "سيُقابل بالتشكيك في السوق نظراً للقيود الواضحة داخل الكارتل".

وينبع ذلك من واقع أنّ "أوبك +" تفشل بانتظام من الناحية العملية في توفير كامل حصصها، كما تجهد للوصول إلى الكميات التي كانت قد وصلت إليها قبل الشلل الناجم عن تفشي وباء "كوفيد – 19".