الصويرة تحتضن ندوة ثقافية حول التراث الكناوي

المدينة المغربية تستضيف خبراء ومعلمين كناويين وفاعلين من عالم الفنون والثقافة لمناقشة 'الأنفاس الروحانية الأفريقية-العربية والأمازيغية والعبرية للتراث الكناوي بالمغرب'.
الندوة تسلط الضوء على الممارسات الثقافية والفنية اليومية بالصويرة

الصويرة (المغرب) - نظمت بمدينة الصويرة، مؤخرا، ندوة ثقافية حول موضوع "الأنفاس الروحانية الأفريقية-العربية والأمازيغية والعبرية للتراث الكناوي بالمغرب" وذلك بمشاركة خبراء ومعلمين كناويين وفاعلين من عالم الفنون والثقافة.

وتندرج هذه الندوة في إطار سلسلة من الندوات التي تنظمها جمعية الصويرة موكادور حول مواضيع مختلفة تتعلق بالمجال الثقافي، من أجل تسليط الضوء على التراث الغني والمتنوع الذي تزخر به مدينة الرياح.

وقال أحمد حروز عضو جمعية الصويرة موكادور إن هذه الندوة تهدف إلى تسليط الضوء على الممارسات الثقافية والفنية اليومية بمدينة الصويرة وعلاقتها بالتراث اللامادي للمغرب.

وأشار حروز الذي أدار هذه الندوة إلى أهمية موضوع هذه الندوة الذي يتعلق بممارسة متعددة الثقافات تجمع بين مكونات مختلفة من الثقافة المغربية (الإسلامية، الأمازيغية، العبرية).

وأضاف أن هذا اللقاء يهدف أيضا إلى إبراز البعد الثقافي في التراث الكناوي ومساهمته في الحضارة المغربية عموما، وفق ما ورد في وكالة المغرب العربي للأنباء.

وتناول الباحث عبدالله شفيرة نشأة هذا الفن الممتد لقرون عديدة والذي يعكس العمق الأفريقي للمملكة وتنوع تراثها ببعد عالمي.

وأكد أن زاوية "سيدنا بلال" تبقى معقل فن كناوة في الصويرة، موضحا أن مدينة الرياح تشتهر بهؤلاء المعلمين الذين أصبحوا رموزا لهذا الفن الذي ينقل أيضا رسائل العيش المشترك والتعايش.

ومن خلال استحضار التأثيرات المختلفة التي تجعل التراث الكناوي مميزا، ركز شفيرة، وهو أيضا فاعل جمعوي، على تأثير الأنفاس الصوفية والروحانية للزاوية على هذا الفن وكذلك على الأبعاد اليهودية والأمازيغية لهذا التراث.

وشدد على أن الفن الكناوي رغم انفتاحه على أنماط موسيقية أخرى مثل موسيقى الجاز، تمكن من الحفاظ على جذوره وروحه وأصالته، موضحا أن هذا المزيج مع الموسيقى العالمية أعطى للفن الكناوي بعدا دوليا كبيرا.

وتزينت نقاشات الندوة بمقاطع موسيقية وأغاني من هذا الفن أداها عدد من المعلمين الصويريين، أمتعت الحضور.

وستتناول سلسلة الندوات بالإضافة إلى هذا الموضوع، عدة مواضيع تتعلق بـ"السيناريو والإخراج والتجسيد الفني للقيم الإنسانية في مجالات السينما والمسرح" و"مساهمة فن السماع والموسيقى الأندلسية في بناء الهوية الفنية بالمغرب".

كما سيتم التطرق إلى "الإيقاعات الفنية المختلفة والأغاني الشعرية للتراث الأمازيغي بالمغرب" و"فن الطرب الشرقي وتأثيراته على الأغنية المغربية المعاصرة".

والصويرة اعتبرت على الدوام ملهمة لفنانين مغاربة وعالميين، خاصة في فن الرسم وموسيقى "كناوة" ذات الجذور الأفريقية، حيث يقام بها سنويا مهرجان كناوة العالمي.

ويهدف هذا المهرجان إلى تثمين قيمة ثقافة الفن الكناوي وجعله منطلقا ومدخلا لحوار الثقافات، والتعريف به كإرث حضاري وثقافي للمغاربة، فضلا عن محاولة بعث هذا الموروث الفني الثقافي وترسيخ مضامينه في نفوس الناشئة، في أفق تثمينه وحماية وإشاعة مميزاته وخصوصياته.

ويعد هذا الفن من الفنون التراثية في دول شمال أفريقيا، وتيارا موسيقيا مليئا بالإيقاعات ويسمى في المغرب موسيقى "كناوة"، و"ديوان" كما يطلق عليه الجزائريون، و"ستامبالي" في تونس وليبيا.