العدوان على غزة يرخي بظلاله على زيارة معبد الغريبة

بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في تونس يؤكد أن الزيارة السنوية لليهود ستقتصر هذا العام على طقوس محدودة داخل المعبد، متوقعا قدوم عدد قليل للغاية من الزوار.

تونس - قال بيريز الطرابلسي رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية لليهود بكنيس الغريبة بجزيرة جربة التونسية اليوم الجمعة إن اللجنة المنظمة ألغت الاحتفال هذا العام بسبب الحرب في غزة وأبقت على طقوس دينية محدودة.

وأضاف الطرابلسي أن الزيارة السنوية ستقتصر هذا العام على طقوس محدودة داخل المعبد فقط، متوقعا قدوم عدد قليل للغاية من الزوار من فرنسا ربما بسبب الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، قائلا "كيف نقيم الاحتفالات والناس تموت كل يوم؟".

وجزيرة جربة وجهة سياحية جذابة وموطن لأقدم كنيس يهودي في أفريقيا، كما أن زيارة اليهود السنوية تجذب إليها الآلاف الذين يأتون من إسرائيل والعديد من الدول الأوروبية للقيام بطقوس واحتفالات دينية.

وتعيش في تونس ذات الأغلبية المسلمة واحدة من كبرى الجاليات اليهودية في شمال أفريقيا. ولكن عددهم الآن أقل من 1800 شخص.

ومن المتوقع أن تقام الزيارة السنوية هذا العام في الفترة من 24 إلى 26 مايو/أيار وفي العادة يقيم الزوار اليهود طقوسهم داخل المعبد كما تجري خلال أيام الزيارة الثلاث احتفالات بمحيط المعبد يشارك فيها المئات.

وعادة ما يتميّز الحج الذي جمع في بعض السنوات حوالي 8 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم، بموكب احتفالي خلف شمعدان كبير مثبت على ثلاث عجلات ومزيّن بالأقمشة.

وتجري الاحتفالات سنويا وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي هجمات تستهدف الزوار اليهود وتشكل فرصة للترويج للوجهة السياحية التونسية.

وقتل العام الماضي ستة أشخاص جراء هجوم أطلق خلاله أحد عناصر الحرس الوطني النار في محيط كنيس الغريبة وتعرض المعبد أيضا لهجوم تبناه تنظيم القاعدة في 2002 وأودى بحياة 21 سائحا غربيا عندما هاجم متشدد إسلامي يقود شاحنة صهريج لنقل الغاز المعبد، لكن الحادث لم يؤثر على الانسجام بين اليهود المتواجدين في جربة ومسلمي الجزيرة. 

وأوضح أحد المنظمين أنه "سيتمّ تعزيز الأمن بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة وأيضاً بعد ما حدث العام الماضي".

وأضاف أنّه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من الزوار من الخارج، مشيرا إلى أنّه لن تكون هناك رحلات منظمة، لافتا إلى أنّ الزوار المحتملين سيأتون على أساس فردي فقط.

وتعدّ تونس من أشدّ المؤيدين للفلسطينيين، كما أدان رئيسها قيس سعيد "الإبادة الجماعية" المستمرة في قطاع غزة.

ودخلت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة شهرها السابع، فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم الجمعة أن الحصيلة في قطاع غزة تخطت 34 ألف قتيل.

وأعلنت الوزارة في بيان سقوط ما لا يقل عن 42 قتيلا خلال 24 ساعة، مشيرة إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76833 جريحا جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.