'الغريب' يشعل الشمعة الثامنة لأيام فلسطين السينمائية

الفيلم ينقل الجمهور على مدار 112 دقيقة عبر ثمانية ممثلين إلى عوالم العلاقات الأسرية في هضبة الجولان والحياة فيها وصوت الرصاص والانفجارات على الجانب الآخر من الحدود حيث تدور الحرب في سوريا.

رام الله (الضفة الغربية) - انطلقت فعاليات مهرجان أيام فلسطين السينمائية في نسخته الثامنة الليلة الماضية في مدينة رام الله بعرض الفيلم الروائي الطويل 'الغريب' للمخرج السوري الشاب أمير فخر الدين.

وينقل "الغريب" جمهور الفيلم على مدار 112 دقيقة عبر ثمانية ممثلين إلى عوالم العلاقات الأسرية في هضبة الجولان والحياة فيها وصوت الرصاص والانفجارات على الجانب الآخر من الحدود حيث تدور الحرب في سوريا.

ويقدم الفيلم، المترجم إلى اللغة الإنكليزية والذي يتضمن بعض الحوارات باللغة العبرية بين أفراد من الجيش الإسرائيلي والسكان، سردا لبعض ما حدث عام 1967 ورحيل بعض السكان من مدنهم وقراهم في الجولان حاملين معهم الذكريات.

وقال المخرج فخر الدين "سعيد جدا أن يتم اختيار أول فيلم روائي لي ليكون فيلم الافتتاح في تظاهرة سينمائية مهمة".

وأضاف في كلمة قبل عرض الفيلم على مسرح قصر رام الله الثقافي الذي امتلأت مقاعده وعددها 800 بالجمهور أن عرض الفيلم "فخر لهضبة الجولان ودليل على تشاركنا في نفس الحالة التي نعيشها من احتلال وفي نفس الوقت نفس حالة الانتظار وأتوقع الأمل أيضا". وأوضح فخر الدين أن "فيلم الغريب هو فيلم عنك أنت.. عن والدك عن جدك عن الإنسان اللي رح يجي بعدك، ويظل فيلم الغريب عن الإنسان اللي بعيش على هذه الأرض هي جزء منه وهو جزء منها".

وقال "أتمنى مشاهدة عميقة التفكير وأدعوكم إلى عالم خاص في هضبة الجولان مليء بانعكاسات راح تلاقوها قريبة من قلبكم كمان".

ويتضمن برنامج المهرجان هذا العام أربعة عشر فيلما روائيا طويلا وسبعة وثائقيات طويلة، بالإضافة إلى ستة أفلام قصيرة تُعرض بالتعاون مع مهرجان كليرمونت فيراند الدولي للأفلام القصيرة. وجاء في نشرة للمهرجان "اختيرت الأفلام هذا العام لتحكي قصصا إنسانية من أنحاء مختلفة من العالم، تعزز الانتماء إلى الروح الإنسانية الواحدة وتذكّر بمركزية الثقافة حتى في أصعب الظروف، وأهمية الفن العابر حدود الجغرافيا والسياسية".

وسيعرض المهرجان أفلاما من فلسطين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان وسورية وإيران ومالطا والبوسنة وصربيا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة والدنمارك والسويد.

وقال منظمو المهرجان "صُمم برنامج هذا العام ليقدم إلى الجمهور الفلسطيني تجارب سينمائية فريدة قد تتعذر مشاهدتها خارج إطار مهرجان سينمائي متخصص بعرض الإنتاجات المستقلة والفنية".

وأضاف المنظمون "بعض هذه الأفلام يُعرض للمرة الأولى في العالم العربي ويتضمن المهرجان عروضا للأطفال والعائلة ضمن قسم الجيل القادم".

ومن الأفلام المشاركة في المهرجان انقسام والحرب الثالثة من فرنسا وأبناء الشمس من إيران، وإلى أين يا عايدة من البوسنة، ولوزّو من مالطا، وسيكون الجمهور على موعد مع فيلم (علي صوتك) من المغرب في حفل الختام.

وقال القائمون على المهرجان الذي تنظمه مؤسسة (فيلم لاب فلسطين) منذ عام 2014 بدعم من مؤسسات دولية ومحلية إن دورة هذا العام تقام بعد دورة استثنائية في العام الماضي فرضتها ظروف جائحة كورونا.

وأضافوا "يعود المهرجان هذا العام بنسخة متكاملة تشمل عروضا سينمائية من أهم الإنتاجات السينمائية وأحدثها، لتُعرض في مدن القدس ورام الله وبيت لحم وغزة وحيفا والناصرة".

وينظم المهرجان إضافة إلى عرض الأفلام وحلقات النقاش وورش العمل حول صناعة السينما مسابقة "جائزة طائر الشمس" للأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة، ومشاريع الأفلام القصيرة والتي انطلقت عام 2016.

ويشترط في الأفلام المشاركة في المسابقة "أن تكون لمخرجين أو منتجين فلسطينيين أو تشير إلى فلسطين بشكل موضوعي".

ويتم الإعلان عن الفائزين في هذه المسابقة في ختام المهرجان وتتنافس سبعة أفلام في فئة الأفلام الوثائقية و15 في فئة الأفلام القصيرة كما تتبارى ستة مشاريع على جائزة طائر الشمس للإنتاج.

وذكرت نشرة المهرجان الذي تتواصل فعالياته حتى الثامن من الشهر الجاري "على مر السنين، أصبح المهرجان منبرا للإنتاجات المحلية والدولية، وأصبح أيام فلسطين السينمائية هو المهرجان الذي وضع فلسطين على خارطة ثقافة السينما العالمية".

وأضافت "نتطلع جدا إلى لقاء جمهورنا في عروض المدن المختلفة وإلى انضمام صنّاع الأفلام الفلسطينيين للقاءات ملتقى صناع السينما وورشاته".