الغضب قاتل لا يستهان به

دراسة تجد ان مشاعر الحنق تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية وتضعف عملها حيث تجعل من الصعب عليها أن تمدد كما ينبغي.

واشنطن – يعلم اغلبنا ان التوتر والغضب يعودان بالوبال على صحة قلوبنا، وهو الامر الذي أكدته وفسرته بدقة دراسة حديثة.

ووفق باحثين أميركيين فان الغضب ينعكس سلبا على صحة الأوعية الدموية، الأمر الذي قد يزيد من احتمالات إصابة الشخص بأمراض القلب على المدى الطويل، والتي قد تؤدي إلى الوفاة أحيانا.

وأظهرت الدراسة كيف تصبح بطانة الأوعية الدموية "متوترة" حتى مع مرور الإنسان بنوبات قصيرة من الغضب.

وتوتر بطانة الأوعية الدموية مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية.

قد شملت الدراسة 280 مشاركاً تم إعطاؤهم مهاماً مدتها 8 دقائق تستهدف إثارة مشاعر الغضب أو الحزن أو القلق أو الحياد لديهم.

وقبل المهام وبعدها، قام الباحثون بقياس صحة الأوعية الدموية لدى الأفراد.

ووجد الفريق أن مشاعر الغضب أثرت سلباً على صحة الأوعية الدموية وأضعفت عملها، حيث جعلت من الصعب عليها أن تمدد كما ينبغي.

وقال الباحثون إن هذه التأثيرات الضارة على الأوعية الدموية استمرت لمدة تصل إلى 40 دقيقة بعد انتهاء المهمة، لافتين إلى خطورة التأثير التراكمي لمشاعر الغضب.

عندما نبقى مسترخين، تظل الأوعية الدموية لدينا مسترخية أيضا

ولفتوا إلى أن مهام الحزن والقلق أحدثت تغيراً، ولكنه ليس كبيراً على الأوعية الدموية، فيما لم تحدث المهام المحايدة أي تغيرات.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أنه "عندما نبقى مسترخين، تظل الأوعية الدموية لدينا مسترخية أيضا".

ويقول دايتشي شيمبو، أستاذ الطب في جامعة كولومبيا: "لقد رأينا أن إثارة حالة الغضب أدى إلى خلل في الأوعية الدموية، على الرغم من أننا لا نفهم بعد ما الذي قد يسبب هذه التغييرات".

وأضاف "كانت هناك بعض الدراسات في الماضي التي ربطت مشاعر الغضب والقلق والحزن بخطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل. وقد وجدنا أن هذا الأمر قد يكون ناتجاً في المقام الأول عن الآثار الضارة لهذه المشاعر على صحة الأوعية الدموية".

وأضاف: "إذا كنت شخصاً يغضب طوال الوقت، فأنت تعاني من إصابات مزمنة في الأوعية الدموية".

وكشفت "دراسات سابقة" عن وجود "صلة محتملة بين الغضب وصحة القلب والأوعية الدموية"، لكن أسباب تلك العلاقة لم تكن واضحة.

والشعور بالغضب والتعبير عنه يمكن أن يكون مفيدا أحيانا، لكن الدراسة الجديدة توضح أنه يمكن أيضا أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب عن طريق تقييد تدفق الدم.

وتزيد تلك المخاطر عندما تكون المشاعر مستمرة أو مزمنة لدى أولئك الذين لديهم بالفعل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك فإن نوبات الغضب يمكن أن تعرض حياة بعض الأشخاص للخطر وقد تؤدي للوفاة.