الغضب يجتاح لبنان مع تصاعد أزمة البنزين وانهيار العملة

عدد من المحتجين يعمدون إلى غلق عدد من الطرق في مدينتين بجنوب وشمال البلاد احتجاجاً على تأزم الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
الازمة السياسية تضاعف من الازمة الاقتصادية في لبنان

بيروت - يتصاعد التوتر في لبنان بسبب أزمة الوقود وانهيار العملة امام الدولار الأميركي  مع خروج الآلاف من المحتجين للتنديد بتردي الأوضاع في مختلف المجالات.
وعمد عدد من المحتجين اليوم الثلاثاء، الى غلق عدد من الطرق في مدينتين بجنوب وشمال البلاد احتجاجاً على تازم الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وقام المحتجون بإغلاق طرق رئيسية في مدينة صيدا جنوب لبنان بسياراتهم وباستخدام العوائق الحديدية تنديدا بالارتفاع المستمر في أسعار المحروقات وارتفاع سعر الدولار، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بينما قطع عدد من الأشخاص السير  بمنطقة حلبا في عكار شمال لبنان.
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 93 بالمئة من قيمتها منذ صيف 2019 عندما بدأت الانفصال عن سعر الصرف البالغ 1500 ليرة للدولار الذي كانت مربوطة عنده منذ 1997.
ويئن لبنان تحت وطأة انهيار اقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أسوأ حالات الكساد في التاريخ الحديث حيث ارتفعت نسب التضخم وتضاعفت اسعار المواد الأساسية مع انهيار الدهم وتراجعت بشكل كبيرة القدرة الشرائية للمواطن اللبناني.
ويفكر الكثير من الشباب اللبناني في مغادرة البلاد وذلك لتحسين وضعه الاقتصادي والمعيشي.
وتعود الأزمة إلى حد كبير لعقود من الفساد وسوء الإدارة من النخب السياسية.
وشكل لبنان حكومة جديدة في سبتمبر أيلول برئاسة السياسي المخضرم نجيب ميقاتي من أهدافها التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي يُنظر إليه على أنه هام للإفراج عن مساعدات دولية لوقف الأزمة.
غير أن الحكومة لم تجتمع منذ أكثر من 3 اشهر وهو غياب بدأ بمسعى من حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه لتنحية القاضي الذي يحقق في انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020 الذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصا وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات.
وفاقمت الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج الوضع سوءاً حيث قررت عدد من دول الخليج سحب سفراءهم من بيروت بسبب تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي بشان الأزمة اليمنية.
ويتهم حزب الله اللبناني بتعكير الوضع الاقتصادي للبنان وذلك بالتهجم على المملكة العربية السعودية وانتقاد سياساتها خدمة للمصالح الإيرانية.
ورغم تعويل حزب الله على الدعم من ايران وذلك بجلب الوقود الإيراني لكن ذلك لم يؤدي إلى إنهاء الأزمة بل على العكس تماما تفاقمت بشكل اكبر.