الكويت اخفقت في مواكبة تحولات سوق النفط والغاز

دراسة: البلاد لم تتمكن من الحفاظ على وضعها القائم قبل عشر سنوات وفقدت 400 ألف برميل من قدراتها الإنتاجية في النفط في فترة قياسية.
الكويت


اعتبرت دراسة أعدها مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات أن الكويت أخفقت في تنفيذ استراتيجيتها النفطية الهادفة لرفع القدرة الإنتاجية دون تقديم أسباب ومبررات ذلك الإخفاق.
ووضع وزراء النفط المتعاقبون طيلة الـ20 سنة الماضية استراتيجية بالتعاون مع مؤسسة البترول الكويتية لرفع طاقة الإنتاج النفطي في البلاد إلى 4 ملايين برميل يوميا من النفط الخام بحلول سنة 2020 بعد أن كانت لا تتجاوز الـ3 ملايين برميل يوميا في 2005.
ولاحظت الدراسة أن الاستراتيجية التي اعتمدها القطاع النفطي منذ 2011 أفضت إلى تراجع قدرة الكويت الإنتاجية إلى 2.9 مليون في 2020 ثم إلى 2.8 مليون في 2021 بعد أن كان متوقعا ان تبلغ 3.3 في 2020.
وأفادت وكالة الطاقة الدولية أن الكويت لم تتمكن من الحفاظ على وضعها القائم قبل عشر سنوات وإنما فقدت 400 ألف برميل من قدراتها الإنتاجية في الفترة المذكورة.
وأضافت الدراسة أن الحال لم يكن أفضل في مجالات التكرير وإنتاج الغاز التي سجلت نسب تراجع ملحوظة، مشيرة إلى أنه على صعيد الطاقة الإنتاجية للغاز الحر غير المصاحب، لم تكن الصورة أفضل، فقد بلغت الطاقة الانتاجية 490 مليار قدم مكعبة يوميا في مارس 2020، طبقا لتقرير شركة نفط الكويت بدلا من الوصول الى 2.1 مليار قدم مكعب يوميا، أي أن الانجاز بلغ نحو 23 بالمئة فقط.

في 2020 تدهورت القوة التكريرية للكويت إلى أضعف حالاتها

وعلى صعيد التكرير والتصنيع، جاء عام 2020 والقوة التكريرية للكويت في أضعف حالاتها بعد أن تم إغلاق مصفاة الشعيبة في 2017 لتنخفض الطاقة التكريرية للبلاد بمقدار 200 ألف برميل يوميا من 936 ألفا إلى 736 ألفا، ومع تأخر إنجاز مشروع مصفاة الزور أصبحت الكويت بحاجة لاستيراد زيت الوقود والبنزين. وما زاد الأمر صعوبة، حسب الدراسة، أن إغلاق مصفاة الشعيبة تزامن مع  عملية التطوير الكبرى في مصفاة الأحمدي وميناء عبد الله في أبريل/ نيسان 2014 بكلفة 15.5 مليار دولار فيما عرف بمشروع الوقود البيئي، الذي تأخر إنجازه نحو أربع سنوات، وافتتح في مارس 2022 بدلا من ابريل 2018.
واستدركت الدراسة أن نوعية المنتجات تغيرت وأصبحت أفضل ومواكبة للشروط العالمية إلا أن هناك كلفة عالية لهذا التأخير.
وعن تداعيات التأخير، نحت الدراسة باللائمة على القائمين على قطاع الطاقة في الكويت الذين لم يولوا عامل الزمن الأولوية اللازمة، الأمر الذي يضر بسمعة البلاد لدى المستوردين ويساهم في تضييع فرص أرباح وإيرادات محتملة.                                         

الطاقة التكريرية للكويت

السنة

2010

2017

2020

2022

الطاقة التكريرية بالألف برميل يوميا

936

736

736

800

وفي يناير/ كانون الثاني 2018 قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية آنذاك نزار العدساني إن الكويت تستهدف إنفاق ما يقرب من نصف تريليون دولار على المشاريع النفطية حتى عام 2040، موضحا أن الاتجاهات الاستراتيجية لشركة نفط الكويت تسعى إلى تحقيق طاقة إنتاجية من النفط الخام في الكويت تبلغ نحو 4.75 مليون برميل يومياً بحلول 2040.
وأشار إلى أن المؤسسة تخطط لزيادة القدرة التكريرية للمصافي المحلية لتصل إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2035.
وبهذا تم تمديد الفترة الزمنية لاستراتيجية الكويت النفطية عشرين عاما إضافية، وتمت زيادة الطاقة الإنتاجية المستهدفة بنحو 750 ألف برميل يوميا عن الاستراتيجية السابقة التي لم يتحقق منها شيء في هذا المجال.
وذكرت الدراسة أن الاستراتيجية كانت تهدف إلى جانب رفع الطاقة الإنتاجية للنفط إلى زيادة الطاقة التكريرية لمصافي النفط في البلاد إلى 1.4 مليون برميل من النفط يوميا، وأيضا في مجال الغاز الحر غير المصاحب للوصول إلى طاقة إنتاجية قدرها 2.1 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2020 ثم 2.6 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2025 و3 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2030.
وانتهت الدراسة إلى أن النفط الذي يمثل شريان الحياة للاقتصاد الكويتي ويمده بنحو  90 بالمئة من إيرادات الموازنة العامة، يتراجع سنة بعد سنة دون توضيح من القائمين على مؤسسة البترول الكويتية حول ملابسات هذا التراجع والنمو السلبي للقطاع.

الحرب الروسية الأوكرانية فرضت واقعا جديدا لم تحسن الكويت استغلاله

وأوضحت الدراسة أنه على مدى أكثر من عامين منذ دخول 2020 وما تلاه، لم تعقد مؤسسة البترول الكويتية مؤتمرا صحفيا ولم يفتح مسؤولوها النقاش مع الإعلاميين أو حتى مع النواب في مجلس الأمة، حول أسباب هذا الاستنزاف للثورة النفطية.
وخلصت إلى أن عدم تحقق الاستراتيجية النفطية يعني تضييع الفرص التاريخية في ظل تعطش أسواق النفط العالمية لأي كميات إضافية حاليا، لاسيما بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا وحاجة العالم لتعويض النفط الروسي.

الطاقة التكريرية للكويت

السنة

2010

2017

2020

2022

الطاقة التكريرية بالألف برميل يوميا

936

736

736

800

وفرضت الحرب واقعا جديدا واضطرت الدول الأوروبية للجوء لخيارات كانت مستبعدة، وهو ما قد يفرض خيارات جديدة تماما على واقع سوق الطاقة العالمي برمته على المدى المتوسط والبعيد. وقد تلجأ الدول المستهلكة إلى خيارات لا تتلاءم مع مصالح الكويت مثل اللجوء للطاقة النووية أو طاقة الرياح أو الشمس لاسيما في ظل الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة في العالم.