'المدن الذكية في العالم العربي'

نضال أبو زكي يتحدث في كتابه المعاصر حول مواصفات المدن الذكيّة وأبرز نماذجها في منطقتنا، وعن مشروع الإنسان العربي الذكي وكل ما يواجهه من تحديات وتأثيرات على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد.

"تلعب المدن الذكية اليوم دوراً مهماً في الاقتصاد باعتبارها أحد محفزات النمو المستدام، وتساهم على المدى الطويل في تعزيز كفاءة استغلال الموارد المتاحة من خلال التقنيات الرقمية الناشئة وتحليلات البيانات المتقدمة، لتقديم خدمات عالية المستوى تساهم في تحسين مستوى النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية وجودة الحياة.

وقد واكبت بعض الدول العربية المتغيرات المتسارعة المرتبطة بالتقدم الرقمي وظهور إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وعملت على التحول بشكل سريع نحو مفهوم المدن الذكية والمستدامة، وذلك عبر تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة ومرنة تواكب هذه المتغيرات والتطورات وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.

وتسعى هذه الدول إلى وضع الأسس وإرساء دعائم المشاريع المبتكرة لجعل مدنها ذكية، وذلك من خلال رسم السياسات والاستراتيجيات وإطلاق المشاريع والمبادرات الريادية بهدف الوصول إلى رؤية علمية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ولعل مدناً مثل أبو ظبي ودبي والرياض والمدينة المنورة والقاهرة والرباط تقود ابتكارات المدن الذكية في العالم العربي. كما تعمل بعض المدن الأخرى على تطوير سياساتها واستراتيجياتها لتأمين المتطلبات الجديدة واللحاق بهذا الركب.

ويوثّق الكاتب في هذا الكتاب تجربة شخصية حول إطلاق بعض المشاريع المهمة في العالم العربي، والتي تُعنى بالاقتصاد الرقمي والمعرفي والتجمعات والحكومات الذكية ويلخّص تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي، وتُبرز أسلوباً جديداً وفريداً في تقديم الخدمات للمجتمعات وتحسين مقومات العيش، كما يستشرف مستقبل المدن العربية الذكية، مركّزاً على أبرز التجارب والتكنولوجيات والتقنيات التي تم الاستعانة بها في أنظمة العمل والبنى التحتية، إضافة إلى استعراض بعض المحاولات العربية الطموحة لتطوير هذا المفهوم ومواكبة التقنيات العالمية في هذا المجال خلال السنوات المقبلة".