المغرب يتطلّع إلى تصنيع طائرة بالكامل بحلول العام 2030

وزير الصناعة المغربي يؤكد أن بلاده قادرة على تصنيع أي قطعة من قطع الطائرات، لافتا إلى أنها راكمت خبرة قوية في هذا القطاع.

الرباط - يتطلّع المغرب إلى تصنيع أول طائرة بالكامل بحلول العام 2030، فيما ينتظر أن تحقق التجربة نقلة نوعية في قطاع صناعة الطيران في المملكة التي تمضي بثبات على طريق منافسة الاقتصادات الكبرى في تصدير السيارات بعد أن عززت مكانتها كأكبر مركز في القارة الأفريقية لتركيب وتصنيع العديد من أجزاء المركبات.

ونقل موقع 'الصحيفة' المغربي عن وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور تصريحه لقناة "الشرق بلومبرغ" إن "المملكة تأتي في المركز العشرين عالميا في قطاع صناعة الطائرات"، لافتا إلى أن "هذا الإنجاز يدعو إلى الفخر".

وتابع أن "المغرب قادر على تصنيع أي قطعة من قطع الطائرات"، مشيرا إلى أن "آخر مصنع تم تدشينه يصنّع قطعة في المحرك لا تصنّع سوى في 5 دول في العالم".

وأكد أن المملكة راكمت خبرة قوية في هذا القطاع، معلنا أنها تهدف في المرحلة الحالية إلى تصنيع طائرة سيكون إقلاعها للمرة الأولى من المغرب، واصفا هذا الهدف بـ"مشروع المستقبل"، متوقعا تحقيقه قبل العام 2030.

وكشف أن "حجم قطاع صناعة الطيران مقارنة بالسيارات عالميا يبقى أقل"، مشيرا إلى "أهمية هذه الصناعة وما تتطلبه من مهارات أفضل على المستوى الدولي".

وسعى المغرب خلال السنوات الأخيرة إلى استقطاب الشركات العالمية المختصة في صناعة الطيران، ضمن برنامج اقتصادي طموح يهدف إلى توطين صناعة الطيران، إذ تشير بيانات مغربية إلى إنشاء أكثر من 140 شركة في القطاع الرائد بين 2000 و2019، فيما قدّرت الصادرات بنحو 2 ملياري دولار.

وفي العام 2021 افتتحت شركة "لو بستون" الفرنسية مصنعها في مدينة الدار البيضاء وينتج أجزاء ميكانيكية ذات تقنية عالية في صناعة الطيران، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركتي 'سابكا' البلجيكية و'بيلاتوس' لتصنيع هياكل طائرة 'بي سي - 12"، كما أطلقت المملكة حملة للترويج لإمكانيات قطاع الطيران المغربي لدى المستثمرين الأميركيين.

وفي سياق متصل أكد وزير الصناعة المغربي أن المملكة دخلت عهدا صناعيا جديدا تنفيذا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس بهدف تأمين كافة احتياجات المغاربة بما يشمل الأمن الغذائي والصحي وأيضا السيادة الطاقية والتحول إلى الطاقات المتجددة.

وسلّط الضوء على التطور المتسارع الذي يشهده قطاع تصنيع السيارات في المغرب، لافتا إلى المملكة لديها حاليا قدرة إنتاجية تصل إلى 700 ألف سيارة في العام، بينما تتطلع إلى بلوغ مليون سيارة سنويا، بهدف الرفع في نسق التصدير بنحو 50 في المئة.

وأشار إلى قدرات المغرب في مجال إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في إطار منظومة صناعية متكاملة بفضل استثمارات هامة فاقت 50 مليار دولار، ما أدى إلى مضاعفة صادرات المواد المرتبطة بقطاع صناعة السيارات.

وتولي المملكة أهمية بالغة لعلامة "صنع في المغرب" التي لا تقتصر على مجرد علامة بل تعكس التحولات الاقتصادية النوعية التي يقودها الملك محمد السادس، فيما قطعت البلاد أشوطا هامة على طريق تنفيذ إستراتيجيتها الهادفة إلى إرساء صناعات رائدة والتوجه إلى مهن المستقبل، بالتعويل على كفاءات وطنية.