المغرب يسارع لتفعيل نظام اليقظة الصحية لمنع دخول بق الفراش

السلطات تتعامل بسرعة شديدة لمواجهة أي احتمال لتسلل حشرة بق الفراش إلى البلاد عبر المطارات والموانئ خاصة مع حركة النقل الكثيفة للمسافرين والحركة التجارية النشيطة بين المغرب وفرنسا التي تنتشر بها هذه الحشرة.

الرباط - تواصل السلطات المغربية تكثيف المراقبة ورفع درجة اليقظة في المعابر الحدودية بعد الاشتباه في رصد حشرة بق الفراش بمقصورة قيادة سفينة قادمة من ميناء مارسيليا بفرنسا إلى ميناء طنجة، بالرغم من تأكيد وزارة الصحة خلو السفينة من أية حشرة بما في ذلك بق الفراش.

وعلى الفور، سارعت جهات المراقبة الصحية بميناء طنجة إلى اتخاذ إجراءات من بينها تفتيش دقيق لجميع مكونات السفينة وحمولتها والأماكن العامة على متنها، لكنها لم تجد شيئا مما تم الإبلاغ عنه.

وأعلنت وزارة الصحة المغربية تفعيل نظام اليقظة الصحية في البوابات الحدودية، لمواجهة إمكانية دخول الحشرة المقاومة للمبيدات وانتشارها في المملكة، وأوضحت الوزارة في بيان أن مصالح المراقبة الصحية الحدودية في نقاط العبور البحرية والجوية والبرية تقوم بإجراء فحص دقيق وشامل لجميع وسائل النقل التي تدخل أو تخرج من المعابر الحدودية.

وتتعامل السلطات بسرعة شديدة لمواجهة أي احتمال لتسلل حشرة البق إلى البلاد عبر المطارات والموانئ خاصة مع حركة النقل الكثيفة للمسافرين والحركة التجارية النشيطة بين المغرب وفرنسا التي تنتشر بها هذه الحشرة.

وتتم المراقبة بشكل دوري وذلك وفقا لإجراءات المراقبة الصحية على الحدود وتماشيا مع المعايير الدولية بالشكل الموصى به في اللوائح الصحية الدولية.

وكذلك اتخذت كل من تونس والجزائر تدابير لمكافحة انتشار الحشرة الماصة للدماء. وقد أثار فيديو متداول على المنصات الاجتماعية في الجزائر مخاوف وتساؤلات حول حقيقة رصد حشرة بق الفراش. وذلك بعد أن نشرت "المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك" الإثنين عبر صفحتها على فيسبوك مقطعا مصورا أرفقته بتدوينة تساءلت فيها "مع انتشار البق في أوروبا، هل نحن في منأى عن انتقاله لوطننا؟"، موضحة أنه "لم يتم التأكد من مصدر الفيديو، ولكن الحيطة والحذر من المستوردين ضرورية جدا".

لكن وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي قال في تصريحات صحفية إن بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار هذه الحشرات، مضيفا "نحن بلد مشمس ونظيف لا تظهر عندنا هذه الأمور".

وتأهبت تونس هي الأخرى حيث أعلنت وزارة الصحة التونسية الأربعاء، تفعيل نظام اليقظة الصحية لمنع تفشي بق الفراش.

وأكد مدير حفظ صحة وحماية المحيط في الوزارة سمير الورغمي أن تونس فعلت نظام اليقظة الصحية على مستوى مناطق العبور البحرية والجوية والبرية وكوّنت لجنة مشتركة ستجتمع في القريب العاجل لأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تسرب الحشرة التي انتشرت مؤخرا في فرنسا.

والبق هو حشرة صغيرة بنية اللون يمكنها التنقل عبر وسائل مختلفة من بينها الملابس وحقائب السفر لتغزو الفراش داخل المنازل وفي الأماكن العامة، وتتغذى هذه الحشرة على امتصاص دم الإنسان مما يتسبب للشخص في حكة شديدة واضطرابات في النوم.

وتثير أزمة بق الفراش قلق الحكومة الفرنسية إثر اتساع رقعتها في العاصمة باريس، لتطال القطارات ومترو الأنفاق ودور السينما والمستشفيات. كما كشفت وسائل إعلام فرنسية الخميس، أن أزمة بق الفراش تزداد تفاقمًا إثر رصد الحشرات في مدرستين شمال شرق العاصمة باريس.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران إن الحكومة تعطي الأولوية حاليًا لمكافحة الحشرات مثلما فعلت في مكافحة وباء كورونا.

وأشار فيران إلى أن بق الفراش يتزايد في باريس بسبب تغير المناخ، وأن الحكومة عازمة على حل المشكلة.

ويشعر السكان والتجار في باريس بالقلق من أن تتأثر الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها المدينة العام المقبل بشكل سلبي من غزو بق الفراش. وتحذر السلطات من أن "هناك حاجة لعمل شيء قبل أولمبياد الصيف المقبل".

ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لانتشار بق الفراش والذي يضع الحكومة في مرمى انتقادات المعارضة. كما تداول ناشطون صورا لحشرات البق متجمعة على مقاعد في وسائل الخدمات العامة ودور السينما والمستشفيات فضلا عن المنازل، بل وحتى في أحد مطارات باريس.

وانتشر هاشتاغ #بق_الفراش عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر شوارع في فرنسا وقد رمى الأهالي قِطع الأثاث والفراش المنزلي خارج البيوت، معربين عن مخاوفهم من انتقال الحشرة إلى الدول المغاربية.

وجاء في تعليق:

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ارتفعت نسبة شراء المبيدات الحشرية والأدوات المنظفة من المتاجر الفرنسية المتخصصة بنسبة 30 بالمئة، لكن علماء يقولون إن 90 بالمئة من حشرات بق الفراش هي من النوع المقاوم للمبيدات.

بعد دعوة بلدية باريس الحكومة لوضع خطة لمكافحة انتشار هذه الحشرات في رسالة وجهتها إلى رئيسة الوزراء الفرنسية، احتدم النقاش السياسي.

وطالبت ماتيلد بانوت رئيسة كتلة "فرنسا الأبية" في جلسة البرلمان التي عقدت الثلاثاء الحكومة الفرنسية بالتحرك السريع، وأوضحت للإذاعة الفرنسية " نريد أن تعترف الحكومة بالأمر باعتباره مشكلة صحية عامة. يجب أن يتوقفوا عن مطالبة الناس بالتعامل مع المشكلة بأنفسهم كما لو كانت فردية، بينما تفرض الشركات تعريفات باهظة لرشها بالمبيدات الكيميائية".

وكان كليمنت بون، وزير النقل الفرنسي قد أعلن الأسبوع الماضي ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة من أجل طمأنة وحماية الفرنسيين من انتشارها السريع.


وقدرت الهيئة العليا للصحة الفرنسية أنه بين عامي 2017 و2022، عانت 11بالمئة من الأسر الفرنسية من بق الفراش.