المنتدى الثقافي الخليجي يسدل الستار على أشغاله

التظاهرة توصي بتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية الخاصة وتوافق على أهمية تسليط الضوء على روايات الناشئة والرواية التاريخية وروايات المهمشين.

أنهي المنتدى الثقافي الخليجي الثالث، الذي نظمته رابطة الأدباء الكويتيين ضمن فعاليات الدورة الـ 29 من مهرجان القرين الثقافي، فعالياته بإعلان عدد من التوصيات التي توافق عليها المشاركون، وجاء بعضها في سياق ما تم مناقشته من دراسات وأوراق عمل، كان في مقدمتها التوصية بتعزيز التعاون وتشجيع التواصل بين المؤسسات الثقافية الخاصة بدول الخليج العربي، والنهوض بالعمل الثقافي المشترك بين الجمعيات والروابط الثقافية الخليجية والمؤسسات المعنية بالثقافة في دول المنطقة.

وكذلك تسليط الضوء على أصناف الرواية المختلفة، كروايات الناشئة والرواية التاريخية والرواية المعنية بالمهمشين، من خلال تقديم الدراسات وتنظيم والمهرجانات لتحفيز المبدعين على التأليف.

وخلص المنتدى الثقافي الخليجي الثالث لرابطة الأدباء الكويتيين إلى توصيات جاءت على ضوء الشهادات التي قدمها المشاركون في المنتدى، ومنها الاحتفاء بشخصية ثقافية خليجية في كل دولة إبرازاً لأعلام الأدب الخليجي وإكراماً لهم، ثم جمع الأوراق المقدمة في إصدار ورقي وإلكتروني، يوثق كل منتدى ويكون مرجعاً للباحثين في الأيام المقبلة. وتشجيع التواصل والاشتراك مع المؤسسات الثقافية الخاصة في دول الخليج العربي، لتطوير العمل الثقافي بين الجمعيات والروابط الثقافية الخليجية والمؤسسات المعنية بالثقافة في دول الخليج العربي. وتسليط الضوء على أصناف الرواية المختلفة، كروايات الناشئة والرواية التاريخية والرواية المعنية بالمهمشين، بالدراسات والمهرجانات لتحفيز المبدعين على التأليف، وإقامة ورش عمل لتطوير الأدوات الإبداعية عند المبدعين، على أن يقوم بها بعض أعضاء الوفود المشاركة إبان انعقاد المنتدى.

واقترح المنتدى في توصياته، بأن يكون محور الدورة القادمة القصة القصيرة في الخليج العربي. وإقامة مسابقة في القصة القصيرة والرواية والشعر بصورة متزامنة أو متوالية تسبق كل دورة وتوزع جوائزها في أعمال المنتدى، وأخيراً إنشاء موقع إلكتروني للمنتدى.

المُنتدى الثقافي الخليجي بالكويت
محور الدورة القادمة القصة القصيرة في الخليج العربي في مقترح من الفعالية

وكان المنتدى قد شهه إقامة عدة جلسات اتسمت إحداها بالطابع الشعري، وحملت عنوان "مهرجان عبدالعزيز البابطين الشعري"، تلك التي أدارها الإعلامي علي الحبشان، وشارك فيها الدكتور حسين عبدالله السماهيجي من البحرين، وأحمد بن محمد العمار من السعودية، وسالم الرميضي من الكويت، وعلي سيف الشعالي من الإمارات، والدكتورة هاشمية بنت جعفر الموسوية من سلطنة عمان.

فيما انعقدت أكثر من جلسة تحت عنوان "الرواية الخليجية في عقدين" وأدراها وشارك فيعا الكاتبة جميلة سيد علي، والروائية تسنيم الحبيب من الكويت، والدكتور راشد النجم من البحرين، والدكتور محمد بن عبدالله بودي من السعودية، والدكتور فيصل القحطاني من الكويت، والروائي والشاعر حمود الشايجي من الكويت، عن أهمية الرواية. وبدوره تحدث الروائي والناقد فهد الهندال عن العوالم الممكنة في الرواية الكويتية، من خلال بانوراما سردية خلال عقدين.

 من جانبها تناولت دكتورة نورة محمد فرج، أستاذ مشارك - قسم اللغة العربية في جامعة دولة قطر، موضوع العبودية التاريخي والمتخيل في الرواية الخليجية. ومن ناحيتها تحدثت الدكتورة مي يوسف السادة، من جامعة مملكة البحرين، عن تجلي السرد العجائبي في المحكي الروائي، من خلال نماذج من الرواية البحرينية. كما تحدث الأديب سعيد بن سليم الصلتي، من سلطنة عُمان، عن تقنيات الرواية في عُمان.

وتحدث العميد المساعد لقطاع اللغات والإعلام والترجمة كلية الآداب والعلوم في جامعة دولة قطر الدكتورة د. صيتة العذبة، عن المكان في الرواية القطرية بعد عام 2010.

من جانبها تساءلت الروائية والباحثة لولوة أحمد المنصوري، من الإمارات العربية المتحدة، عن إمكانية أن تُنتج الثقافة الشفهية أعمالاً روائية؟ لتؤكد أن الإجابة على هذا التساؤل، تحتاج رؤى جَدّية وجذرية في البحث التحليلي الدقيق. وبدورها قدمت الدكتورة صفاء إبراهيم العلوي مديرة الارشيف الوطني في مملكة البحرين، ورقة بحثية بعنوان "محمد عبد الملك وخريف الكتابة". وتحدث الروائي خالد النصر الله من الكويت، عن "المتاهة الروائية"، حيث قال: "على قدر ضئيل من الوعي، اكتشفتُ متعة تنضيد الأشياء، وترتيبها بشكل متسق حتى وجدت هذا في صف الكلمات وخلق العبارات والجُمل.

واختتم المنتدى فعالياته بأمسية شعرية، شارك فيها كوكبة من الشعراء من دول مجلس التعاون الخليجي العربي، في سياق "مهرجان عبد العزيز البابطين": أحمد بن مرهون البوسعيدي من عمان، هيفاء بنت عبد الرحمن الجبري، محمد الجلواح، من المملكة العربية السعودية، وحسين العندليب، ود. فالح بن طفلة، وندى السيد الرفاعي من الكويت.

وألقت الشاعرة الرفاعي قصيدة "في حب الكويت"، وقصيدة أخرى في رثاء المغفور له بإذن الله تعالى - الشاعر والأديب عبد العزيز سعود البابطين. وألقى الشاعر د. بن طفلة، من الكويت، قصيدة في رثاء المغفور له الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بعنوان "أمير العفو"، أما الشاعرة الجبري، فقد شدت بقصائد عدة تضمنت، وأختتم المهرجان بقصائد للشاعر حسين العندليب من الكويت، رثى في واحدة منها الراحل الكبير الشاعر العم عبد العزيز البابطين. بدوره القى الجلواح، قصيدة بعنوان "أيرثى من يراه القلبُ طوداً؟!" في رثاء الشاعر والأديب عبد العزيز سعود البابطين.

وكانت رابطة الأدباء الكويتيين، قد أطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى الثقافي الخليجي ضمن فعاليات الدورة الـ 29 من مهرجان القرين الثقافي، واحتفت الرابطة خلال المنتدى بـ "رجل الثقافة والسلام" الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، بجانب الإحتفاء بالرواية الخليجية وما حققته خلال السنوات الماضية من قفزات مهمة على المستويات العربية والعالمية، وهي القفزات التي تعود لبروز أسماء متميزة ذات أثر فعّال ومهم على الساحة الروائية، وشارك في المنتدى وفود من أعضاء روابط وجمعيات الكُتّاب والأدباء بدول مجلس التعاون الخليجي.