الموت يفاجئ أمين عام أوبك بعد لقاء الرئيس النيجيري

الأمين العام لأوبك لا يملك سلطة تنفيذية لكنه يمثّل وجه المنظمة ويعمل أحيانا كدبلوماسي لتسهيل المناقشات بين الدول ذات المصالح المتباينة، مثل السعودية والولايات المتحدة وإيران.
وفاة باركيندو قد تزيد من عدم اليقين المحيط بالخطوات المقبلة وتقلب أسعار النفط
هيثم الغيص الامين العام الجديد لأوبك سيحافظ على الوضع الراهن

فيينا - توفي النيجيري محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) المنتهية ولايته مساء الثلاثاء عن 63 عاما، مخلفا صدمة في صفوف الكارتل النفطي الذي يواجه اضطرابات في السوق.

وخلال فترة ولاية باركيندو، انضمت أوبك إلى عشر دول أخرى، بما في ذلك روسيا، ضمن تحالف "أوبك بلاس" عام 2016 بهدف تنظيم السوق وإعادة الاستقرار للأسعار بعد أن هوت في صيف العام 2014 إلى أدنى مستوياتها.

وكتب ميلي كياري المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية (إن إن بي سي) التي شغل فيها باركيندو الكثير من المناصب في تغريدة "لقد فقدنا العزيز" محمد سانوسي باركيندو، من دون تحديد سبب الوفاة، مضيفا "إنها بالتأكيد خسارة كبيرة لعائلته ولبلدنا ولأوبك ولأوساط الطاقة العالمية. ستعلن ترتيبات الجنازة قريبا".

وجاء نبأ وفاة باركيندو بعد ساعات من اجتماعه في أبوجا مع الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي أشاد بـ"عمله الرائع" في أوبك. وخلال الاجتماع، بدا محمد باركيندو نشيطا ولم تظهر عليه علامات مرض.

بدورها قالت منظمة الدول المصدرة للنفط التي تتخذ من فيينا مقرا "هذه المأساة صدمة لعائلة أوبك" معربة في بيان عن "حزنها الشديد" وأشادت به كمدير "رمزي" و"صاحب رؤية".

ودرس محمد باركيندو المولود في 20 أبريل/نيسان 1959، العلوم السياسية واستكملها بدورات تدربية في جامعتَي أكسفورد وواشنطن. واعتبارا من العام 1992، شغل مناصب مختلفة داخل شركة النفط الوطنية النيجيرية التي تولى قيادتها في 2009-2010.

وعيّن باركيندو مندوبا لنيجيريا لدى أوبك عام 1986 وأصبح أمينها العام في 2016، وكان يفترض أن يحل الكويتي هيثم الغيص مكانه في أغسطس/اب.

ولا يملك الأمين العام لأوبك سلطة تنفيذية لكنه يمثّل وجه المنظمة ويعمل أحيانا كدبلوماسي لتسهيل المناقشات بين الدول ذات المصالح المتباينة، مثل السعودية والولايات المتحدة وإيران.

وجعل المسؤول النيجيري الذي تحدث وحيدا إلى الصحافيين المحتشدين أمام مقر أوبك في فيينا بعد فشل للمفاوضات في بداية جائحة كوفيد-19، صوته مسموعا في الخطب التي ألقاها مع انطلاق اجتماعات الكارتل.

وكان باركيندو يحب الاقتباس من شكسبير ونلسون مانديلا وليوبولد سيدار سنغور وتولستوي وحتى الأمثال الصينية. وقدّم العديد من المساهمات في تحالف أوبك بلاس، فبينما كان الكارتل يفقد تأثيره على السوق مع صعود النفط الصخري في الولايات المتحدة، مكّن التحالف المنتجين من الحد من استخراجهم النفط مقابل انهيار الطلب المرتبط بالأزمة الصحية وهو جهد دفع الأسعار إلى الارتفاع بعد الصدمة التي تعرّضت لها السوق في أبريل/نيسان 2020.

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا التي تسببت في ارتفاع أسعار النفط، عانت أوبك بلاس من أجل زيادة الإنتاج للحد من هذا الارتفاع وواجهت ضغوطا من الدول المستهلكة، خصوصا الولايات المتحدة.

وقال المحلل في 'سويسكود' إيبيك أوزكارديسكايا في مقابلة "من غير المرجح أن يكون لوفاة باركيندو تأثير طويل الأمد، لكنها قد تزيد من عدم اليقين المحيط بالخطوات المقبلة وتقلب أسعار النفط".

من جانبه قال ستيفن إينيس الخبير لدى سبي أسيت مانجمنت "كان شخصية مهمة جدا وعنصر استقرار في أوبك، لكن وفاته يجب ألا تغير الاتجاه".

ويفترض أن يحافظ خلفه هيثم الغيص على "الوضع الراهن" وفق الخبير "نظرا إلى العلاقات الوثيقة بين الكويت والمملكة العربية السعودية"، دعامة التكتل.