الميليشيات تستعرض قوتها تأييدا للتواجد العسكري التركي في ليبيا

جماعات مسلحة في طرابلس اقتحمت فندقا يجتمع فيه المجلس الرئاسي رفضا لدعوات اخراج القوات التركية فيما يسلط الضوء على استمرار المخاطر التي تواجه حكومة الوحدة الوطنية.
الاحداث تؤكد ان التواجد العسكري التركي يهدد تقدم المسار السياسي في ليبيا
الميليشيات لا تزال تمثل تهديدا للسلطات الليبية الانتقالية

طرابلس - قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن جماعات مسلحة في طرابلس اقتحمت يوم الجمعة فندقا يجتمع فيه المجلس الجديد، فيما يسلط الضوء على استمرار المخاطر التي تواجه حكومة الوحدة.
وأفادت الناطقة باسم المجلس الرئاسي نجوي وهيبة وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء الليبية، حصول ما سمّته بـ"اقتحام" لـ"مقر من مقرات اجتماعات المجلس" مضيفة ان " الاقتحام الذي حدث الليلة في طرابلس هو اقتحام لفندق، وليس لمقر المجلس الرئاسي الذي ليس له مقر دائم للاجتماعات".
وأكدت ان "الجمعة هو يوم عطلة أسبوعية" في إشارة إلى أن أعضاء المجلس الرئاسي لم يكونوا في الفندق.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتم التحقق منها مسلحين في ملابس عسكرية يقفون عند مدخل فندق كورنثيا.
وعبرت الجماعات عن غضبها من وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش التي طالبت القوات التركية بضرورة الخروج من ليبيا امتثالا للقزانين الدولية وللتفاهمات الليبية الليبية.

وجرى اختيار المجلس الرئاسي، الذي يعمل كرئيس للدولة، من خلال عملية ساعدت في إتمامها الأمم المتحدة، اختارت حكومة وحدة وطنية جديدة تولت السلطة في مارس/آذار، لتحل محل إدارتين متناحرتين في شرق وغرب البلاد.
وسعى رئيس الوزراء في حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لكسب دعم كثير من الفصائل الليبية المتنافسة.
غير أن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة واجها انتقادات داخلية وكذلك تحديات لسلطتهما.
ففي شرق البلاد، لا تزال الهيمنة للجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بعد نحو عام من انهيار هجومه الذي استمر 14 شهرا للسيطرة على العاصمة.
وفي طرابلس، لا تزال الجماعات المسلحة التي صدت هجوم الجيش الوطني الليبي على العاصمة بدعم تركي، تسيطر على الشوارع.
ولا يزال وجود المرتزقة الأجانب راسخا على جانبي خط المواجهة شديد التحصين، برغم الدعوات الدولية للأطراف المتحاربة لإخراجهم من البلاد.
وفي الأسبوع الماضي كررت وزيرة الخارجية الدعوة إلى مغادرة كل المقاتلين الأجانب، وذلك بينما كانت تقف إلى جوار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي زار البلاد.
وتقول تركيا إن وجودها العسكري في ليبيا يختلف عن القوات الأجنبية الأخرى، لأنه جاء بدعوة من الحكومة السابقة التي اعترفت بها الأمم المتحدة، وإنها لن تنسحب قبل انسحاب الآخرين.
وقبل اقتحام الفندق الجمعة، قالت غرفة عمليات للجماعات المسلحة في طرابلس على وسائل التواصل الاجتماعي إنها اجتمعت لمناقشة ما وصفتها بالتصريحات غير المسؤولة لوزيرة الخارجية، ودعت حكومة الوحدة الوطنية لاحقا إلى رفض المشير خليفة حفتر رسميا.