'الناشر الأسبوعي' تحاور فيلسوف الصحراء إبراهيم الكوني

علي العامري مدير تحرير المجلة تناول في عددها الجديد سقوط القيم الغربية.
أحمد العامري: إنجازات الكوني الإبداعية مصدر فخر للثقافة العربية

نشرت مجلة "الناشر الأسبوعي" في عدد الشهر الجاري حوارا مع الروائي والمفكر الليبي إبراهيم الكوني، بمناسبة تكريم الشارقة له بجائزة "شخصية العام الثقافية" في الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تقديرا لإسهاماته الفريدة بإثراء المشهد الثقافي العربي والعالمي، وإيصال صوت الثقافة العربية إلى العالم، خصوصا أن نتاجه تُرجم إلى أكثر من 40 لغة، وله من الإصدارات 91 كتابا، أحدثها رواية "المعبود" التي صدرت في سبتمبر/أيلول الماضي.

ووصفت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب الأديب العربي العالمي إبراهيم الكوني بأنه "فيلسوف الصحراء"، إذ تنطلق أعماله من رواياتٍ وقصصٍ ومُتونٍ من استنطاق الحكمة الصحراويّة.

وعن التكريم ومشروع الشارقة الثقافي، قال الكوني الذي تصدّرت صورته غلاف المجلة، إنّ "الدور الذي لعبته إمارة الشارقة تحديدا، ودور الإمارات عموما، في عمل ما بالوسع لاستعادة الدور الريادي العربي ثقافيّا، ليس في حاجة لشهادة من أحد، سيّما في الأعوام الأخيرة، ليستعير بُعْد البعث لثقافة لعبت يوما دورا بطوليّا في الثقافة العالمية، ولها مؤهّلات لأن تواصل أداء هذا الواجب"، مؤكدا أن "قيمة التكريم تكمن في ماهيته كاعتراف بذخائر الأمم المنسيّة، كما حال ثقافة أهل الصحراء الكبرى، وتنبيه إلى أهمّية كنوزها الميثولوجية المجهولة".

وفي افتتاحية العدد، وصف الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري، الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بأنها تشهد "أكبر مشاركة للدول، في تاريخ المعرض منذ انطلاق دورته الأولى في العام 1981، وبذلك تسجّل دورة العام 2023 في الفترة من الأول حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني، نقلة نوعيّة في سيرة معرض الكتاب، وهو إنجاز يتحقق ضمن مشروع الشارقة الثقافي التنويري الذي يقوده ويرعاه ويدعمه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ضمن رؤية استراتيجية تقوم على الكتاب بوصفه حجر أساس المعرفة والوعي والبناء، وهو أساس كل تنمية وكل نهضة".

وأضاف "على مرّ السنوات، وبناء على الرؤية الثقافية للحاكم الحكيم، أصبحت الإمارة ملتقى الشرق والغرب، وطريق الحرير الثقافي. وتوّجت جهود الشارقة بإنجازات ثقافية نوعيّة بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وجهودها ومبادراتها في النهوض بصناعة الكتاب محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وخلال رئاستها الاتحاد الدولي للناشرين".

وعن تكريم إبراهيم الكوني، أكد أحمد العامري أن إنجازاته الإبداعية تُعدّ "مصدرَ فخرٍ للثقافة العربية، ومصدرَ إلهامٍ للأجيال، ورافدًا للثقافة الإنسانية، وتعبيرًا عن حكمة الصحراء".

وتضمن عدد نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من مجلة "الناشر الأسبوعي" التي دخلت عامها السادس، موضوعات ومقالات ودراسات ومراجعات لكتب صادرة بلغات عدة.

وكتب مدير التحرير علي العامري في زاويته "رقيم" عن تحولات يشهدها العالم، مشيرا إلى سقوط القيم الغربية، وارتباط السلوك البشري بمرجعيات فكرية، مستشهدا بما ورد في كتابي الفيلسوف الفرنسي فلاديمير جانكليفيتش "الصفح"، و"ما لا يقبل التقادم"، من تعصب أعمى ونزعة انتقامية.

وجاء في الزاوية "لماذا؟ هي صرخة الضمير الإنساني تعلو الآن، في القارات الخمس. صرخة أحرار العالم ضد الظلم التاريخيّ، وضد الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة وفي عموم فلسطين. لقد كشفت الأحداث الدامية الغشاوة التي كانت تعمي الأبصار، وكشفت التضليل الذي كان يعمي البصيرة"، مضيفًا "الآن صار العالم ينظر بعينين مفتوحتين على ما جرى منذ 75 عامًا، وعلى ما يجري الآن. لقد سمعنا أصواتًا، للمرة الأولى، تعلو على هذا الكوكب، مناصرة للحق الذي لا يمكن طمسه أو تمويهه أو تبديده. وصار واضحًا أن ثقافة عنصرية استعمارية استعلائية هي التي تحرك الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وسنده الغرب الرسمي، وقد شاهدنا مراسم التطهير العرقيّ والتدمير المجنون والتمادي بالعنجهية، بتحويل غزّة إلى (هيروشيما القرن الـ21)".

وتابع علي العامري في زاويته "الآن أيضًا، توجد في غزة 50 ألف امرأة حامل، من المتوقع أن تلد 5500 منهن في نوفمبر/تشرين الثاني" 2023، مؤكدًا أنه على الرغم من ضريبة الدم الكبرى، إلا أنّ فلسطين تقول بأعلى صوتها "مُهودُنا أكثر من أكفاننا".