النفط.. صفعة الرياض على وجه الغرب.. بوتين أفضل من بايدن وماكرون!

صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية: من مصلحة جو بايدن أن يُقر بما أدركه أسلافه الأميركيون، وهو أنّه: من الأفضل أن يكون إلى جانبه القوة النفطية والدينية والمالية العظيمة للشرق الأوسط العربي.

باريس / من عبدالناصر نهار – رأت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية الصادرة اليوم، أنّ دول الخليج العربي تتضامن مع موسكو وترفض الابتعاد عن حليفها الروسي، مُنكرة في ذات الوقت سياستها هذه، وهو ما يُثير استياء الولايات المتحدة من قرار أوبك+ تخفيض إنتاجها من النفط، واصفة إيّاه بمثابة هدية لروسيا.
وفي مقال نشرته لجورج مالبرونو، قال الكاتب والمحلل الفرنسي بأنّه من وجهة نظر دول الخليج فإنّ "بوتين أفضل من بايدن وماكرون!" وهو ما يؤكده قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط، وذلك رغم مُطالبة الولايات المتحدة وفرنسا برفع الإنتاج، في دلالة واضحة على قوة العلاقات بين السعودية وروسيا.
ورأى الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في القرار الأخير لـِ أوبك+ "صفعة حقيقية على الوجه قدّمها رجل المملكة العربية السعودية القوي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى حلفائه الغربيين." وأشار إلى أنّه في الأشهر الأخيرة، أعاد جو بايدن وإيمانويل ماكرون الاتصال بمحمد بن سلمان، وذلك رغم بعض الاعتراضات من السياسيين في الولايات المتحدة وفرنسا، ومع ذلك فقد تمّ رفض طلب الزعيمين القويين من قبل الرياض.
وبدلاً من خفض مليوني برميل الذي حددته أوبك+، فقد طالبت واشنطن وباريس المملكة العربية السعودية، أحد المنتجين الرئيسيين للنفط، بزيادة إنتاجها لخفض أسعار الخام وكبح التضخم، فيما يتبقى أقل من شهر على الانتخابات النصفية الحساسة في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي ضربة غير متوقعة من الحليف السعودي.
كذلك وتحت عنوان "عمالقة النفط في الخليج يتجنّبون جو بايدن"، رأى مالبرونو أنّ الخليج لم يعد يستجيب، إذ فشل رئيس الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لهاتين الدولتين النفطيتين الثريتين للغاية (السعودية والإمارات)، في إقناعهما بزيادة إنتاجهما للتعويض عن نقص النفط الروسي الذي منعته واشنطن من دخول أسواقها، وبالتالي وقف ارتفاع أسعار النفط، هذا الموقف الرافض الذي يُمكن أن يُشكّل نقطة تحوّل تاريخية في العلاقات الأميركية-الخليجية.
من جهتها، أشارت يومية "لو فيغارو" إلى أنّه من مصلحة جو بايدن أن يُقر بما أدركه أسلافه الأميركيون، وهو أنّه: من الأفضل أن يكون إلى جانبه القوة النفطية والدينية والمالية العظيمة للشرق الأوسط العربي، وذلك فيما إذا أراد تعزيز القضايا الدبلوماسية في المنطقة وخارجها.
وأبرزت الصحافة الفرنسية الصادرة اليوم عموماً تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء بأن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية ستواجه "عواقب"، وذلك بعد يوم واحد من تصريحات للسناتور الديمقراطي بوب منينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال فيها إنه يجب على الولايات المتحدة أن تجمد على الفور جميع أوجه التعاون مع السعودية، بما في ذلك مبيعات الأسلحة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إنه سيتم إجراء مراجعة للسياسة لكنها لم تحدد جدولا زمنيا لاتخاذ إجراء ولم تكشف عن معلومات حول من سيقود عملية إعادة التقييم. وأضافت أن الولايات المتحدة ستراقب الوضع عن كثب "خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
ووجهت الولايات المتحدة اتهاما للسعودية بالانحياز إلى جانب روسيا، التي تعترض على وضع سقف لسعر النفط الروسي من قبل الغرب بسبب غزوها أوكرانيا.