الواقع الافتراضي على طاولة الجراحات الطبية

دراسة جديدة تثبت ان استخدام نظارات الواقع الافتراضي يمكن ان يعوض التخدير العام في تشتيت انتباه المرضى وتخفيق الشعور بالألم.

واشنطن – اثبت الواقع الافتراضي اخيرا نفسه في مجال غير متوقع، الا وهو تشتيبت الانتباه وتغيب الوعي خلال العمليات الجراحية بديلا للتخدير العام.

ووفق دراسة من جامعة ولاية "ميشيغان" الأميركية نشرتها مجلة "بلاستيك آند ريكونستركتيف سيرجيري"، اثبت  استخدام نظارات الواقع الافتراضي على المرضى الخاضعين للجراحة أثناء اليقظة فوائده في تحسين ظروفهم النفسية، ما ينعكس إيجابياً على نتائج الجراحة.

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أن مشاهدة المناظر الطبيعية وسماع الأصوات الموسيقية بواسطة نظارات الواقع الافتراضي أفضل للمرضى من مشاهدة العملية الجراحية التي تُجرى على أجسادهم، وما يصاحب ذلك من قلق وتوتر.

وأجرى الباحثون اختبارا لمقارنة الخاضعين للجراحة من الذين ارتدوا النظارة والذين راقبوا سير العملية الجراحية على أعضائهم، ما أكد فائدة تقنية الواقع الافتراضي في تحسين الظروف النفسية للمريض.

وقال جيمس كلاركسون، المؤلف الرئيس للدراسة: "لاحظنا زيادة ملحوظة في سعادة المرضى أثناء الجراحة، أما المرضى المصابون باضطراب القلق، فانخفضت مستويات القلق لديهم وتحسنت مشاعرهم"؛ وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.

وأجرى الباحثون استبيانا تضمن 404 مرضى أجروا عمليات في الفترة بين 2017 و2021، وأظهر الاستبيان أن العمليات التقليدية تسببت في مشاعر سلبية مُضاعفة مقارنة بالعمليات أثناء اليقظة، فضلا عن ارتفاع مستويات السعادة أيضا عند استخدام نظارات الواقع الافتراضي في عمليات اليقظة مقارنة بعمليات تقليدية.

لاحظنا زيادة ملحوظة في سعادة المرضى أثناء الجراحة

واستطاع الباحثون سابقا ابتكار تقنية مكنتهم من إجراء بعض العمليات دون مخدر، ما يوفر الحاجة إلى غرف العمليات في المستشفيات ويقلل تكاليف العمليات والحاجة إلى التخدير.

أسس الباحثون شركة "وايد أويك في آر" الأمريكية لتصميم عروض النظارة الافتراضية بما يتناسب مع الاحتياجات الجراحية

ويصصدم تطبيق الآلية الجديدة بالمزاج العام للمرضى، إذ يرى كلاركسون أن كثيراً منهم يفضل الوجود في غرفة عمليات تقليدية معقمة مع تخدير عن مشاهدة العملية وهم يقظون، ما يزيد من استهلاك الوقت والمواد.

وتوصل كلاركسون لاستخدام نظارة الواقع الافتراضي في تشتيت انتباه المريض أثناء العملية من خلال نقله إلى مكان آخر بواسطة النظارة، عوضاً عن تخديره وغيابه عن الوعي.

وأسس الباحثون شركة "وايد أويك في آر" الأميركية لتصميم عروض النظارة الافتراضية بما يتناسب مع الاحتياجات الجراحية.

ويمكن للتقنية الجديدة أن تسمح للمرضى بالخضوع للعملية بسهولة بالغة بما يشبه الذهاب إلى طبيب الأسنان، دون الحاجة إلى الصيام عن الطعام قبل التخدير والامتناع عن قيادة السيارة بعد العملية.

وكان تقرير منفصل من الباحثين في جامعة إمبريال كوليدج في لندن كشف أن استخدام نظارة الواقع الافتراضي لجعل المرضى يشاهدون الجبال الجليدية والمحيطات والجليد يمكن أن يخفف من آلام الحرق.

ويقول التقرير  "إن الواقع الافتراضي لا يشتت انتباه الدماغ فحسب، بل قد يؤدي بالفعل إلى تنشيط أنظمة مكافحة الألم المدمجة في الجسم".